علاء حلبي
ضمن جولة إقليمية تشمل سلطنة عمان وسوريا ولبنان، حطّ وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، رحاله في العاصمة دمشق، حيث أجرى سلسلة من اللقاءات السياسية مع الرئيس السوري، بشار الأسد، ونظيره السوري، فيصل المقداد. كما شارك عبد اللهيان في افتتاح المبنى الجديد للقنصلية الإيرانية، بحضور المقداد، بعد أن قامت إسرائيل باستهداف المبنى السابق، قبل نحو أسبوع، ما أسفر عن استشهاد عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين، بالإضافة إلى مدنيين سوريين، وإصابة آخرين قام الوزيران بزيارتهم في المستشفى والاطمئنان على صحتهم. وفي وقت لم تتسرب فيه أيّ معلومات حول فحوى اللقاء الذي جمع الأسد مع ضيفه الإيراني، ذكرت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) أن الجانبين ناقشا التنسيق المستمر بين البلدين في مختلف القضايا الثنائية والدولية. ونقلت الوكالة عن الأسد تأكيده أن «قصف الكيان الصهيوني للمدنيين في قطاع غزة بهذه الوحشية والدموية غير المسبوقة هو دليل على فشله في تحقيق أهدافه العسكرية»، وأن «ما يسعى هذا الكيان لتحقيقه اليوم هو محاولة هزيمة المجتمع والشعب في القطاع ليهزم من خلاله المقاومة الفلسطينية، لكن ذلك لن يحصل»، فيما اعتبر عبد اللهيان أن «الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني تعيش أسوأ ظروفها بسبب صمود المقاومة الفلسطينية».وتشي هذه التصريحات التي تربط بين ما جرى في سوريا والساحة الفلسطينية، بوجود رؤية مشتركة بين الطرفين، من بين معالمها أيضاً الاعتقاد بأن إسرائيل تحاول توسيع رقعة الحرب وتحويلها إلى حرب إقليمية بعد فشلها في فلسطين، وهو الأمر الذي أكّده بشكل حرفي وزير الخارجية السوري، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني. وأشار المقداد، أكثر من مرة، إلى أن ما يجري في سوريا هو امتداد للفشل الإسرائيلي في غزة، متجنّباً، في الوقت نفسه، أي حديث تفصيلي عن الرد السوري على هذا العدوان «كونه أمراً مرتبطاً بالجانب العسكري»، وفق تعبيره، قائلاً إن «الرد السوري موجود ولكن ليس بالضرورة أن يكون تحت أنظار الإعلام، إسرائيل تعرف ذلك تماماً (…)».
تأتي الزيارة التي يقوم بها الوزير الإيراني إلى دمشق، بعد يوم واحد من زيارة أجراها لسلطنة عمان
بدوره، أعاد عبد اللهيان تحميل الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية هذا العدوان بسبب الدعم غير المحدود الذي تقدّمه لإسرائيل. وقال إن «الطائرة التي أطلقت القذائف أميركية»، مشيراً إلى إفشال واشنطن قراراً في مجلس الأمن يدين الهجوم على مبنى دبلوماسي. كذلك، جدّد الوزير الإيراني التأكيد أن ردّ بلاده آتٍ لا محالة، مكرراً في الوقت نفسه أن إيران لا تريد جرّ المنطقة إلى مزيد من الحروب. وفي ردّه على أسئلة الصحافيين، ذكّر عبد اللهيان بالإجراءات التي اتخذتها بلاده عقب الجريمة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الرد الإيراني على محاولة الولايات المتحدة التنصل من الهجوم كان واضحاً. وقال إن «مثل هذا النوع من الهجمات لم يكن ليحدث لولا الدعم الأميركي»، لافتاً إلى التنسيق «مع جميع القوى الحليفة الموجودة على الأرض»، في إشارة إلى روسيا التي تحضر في الساحة السورية، والتي كانت أول دولة دعت إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن لإدانة الاعتداء الإسرائيلي.
وتأتي الزيارة التي يقوم بها الوزير الإيراني إلى دمشق، بعد يوم واحد من أخرى أجراها لسلطنة عمان، والتقى خلالها نظيره العماني بدر البوسعيدي، بالإضافة إلى لقائه رئيس فريق التفاوض التابع لحكومة صنعاء، محمد عبد السلام. وفي السياق، ذكرت «وكالة الأنباء الإيرانية» (إرنا) أن عبد اللهيان بحث، خلال اللقاءين المنفصلين، تطوير العلاقات بين طهران ومسقط، والاتفاقيات المبرمة بين الجانبين، بالإضافة إلى آخر تطورات المنطقة، والأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العماني، أكّد عبد اللهيان أن «الهجوم الصاروخي الإرهابي الذي شنّته إسرائيل على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، يشكل صفحة جديدة من صفحات إشعال الحرب من قبل الصهاينة وجرّ الآخرين إلى الصراع والحرب في المنطقة».
أيضاً، تأتي زيارة عبد اللهيان للمنطقة بعد يوم واحد فقط من إعلان إسرائيل سحب قواتها من جنوب قطاع غزة، وفي وقت تجري فيه مفاوضات في القاهرة بحثاً عن صيغة لوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، في ظل التراجع الأميركي عن الدعم المطلق لإسرائيل، والذي يجيء إثر فشل الأخيرة، على مدار ستة أشهر، في تحقيق أي «نصر».
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية