أصبح الذكاء الاصطناعي يزاحم البشر في مجالات الحياة كلها لاسيما الفنون، إذ لم يكتف بتحسين جودة الصور فحسب، بل تمكن من ترجمة مشاعر البشر في الصور إلى قصائد.
في السياق، ابتكر مصممان كاميرا ذكية من نوع فريد قادرة على ترجمة الصور الملتقطة فوتوغرافياً إلى قصائد شعرية اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
فقد دمج المبرمجان ريان ماذر وكيلين كارولين، المتخصصان في تطبيقات الذكاء الاصطناعي تطبيق «ChatGPT»، المعروف بالإجابة عن كل أسئلة المستخدمين واستفساراتهم في أي مجال بدقة وكفاءة وسرعة، بـ«Raspberry Pi»، وهو اسم سلسلة من أجهزة الكمبيوتر ذات اللوحة الواحدة التي صنعتها مؤسسة تحمل الاسم ذاته، وهي مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة تهدف إلى تثقيف الأشخاص في مجال الحوسبة والبرمجيات.
وقام المصممان بمزج خبرتهما بالتكنولوجيا وعشقهما للفن لإنتاج جهاز مثير للإعجاب من الناحية الفنية، أطلقا عليه اسم «الكاميرا الشعرية».
وحسب موقع «popular mechanics»، ترى كيلين أن دمج الذكاء الاصطناعي بالكاميرا الشعرية منذ البداية ساعد في إعطاء المشروع بعداً إنسانياً، على أن يكون الإبداع هو المبدأ الأساسي للمشروع المشترك، بينما قال ريان إنه من دون تدخل الذكاء الاصطناعي ستكون القصائد فقط مشاعر عشوائية.
وأوضح المصممان أن المشروع مفتوح المصدر، فالكاميرا تبدو ظاهرياً ككاميرا بولارويد النموذجية، لكن بدلاً من التقاط الصور، فإنها تقوم بترجمة المدخلات البصرية التي تلتقطها إلى قصائد شعرية، يتم استخراجها في ورقة مطبوعة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأشار المصممان إلى أن الكاميرا مدعومة بجهاز كمبيوتر وهو كمبيوتر ذو لوحة واحدة بحجم بطاقة الائتمان يتمتع بقوة كبيرة، ويعمل هذا الكمبيوتر الصغير بمنزلة عقل الكاميرا الشعرية، ويعتمد على نموذج GPT-4 الخاص بشركة «أوبن إيه آي»، الذي يقوم بتوليد الشعر من الصور الملتقطة، حيث يلتقط الصورة ثم يستخدم خوارزميات تعلم الآلة لتحليل البيانات المرئية.
ويقوم نموذج الذكاء الاصطناعي «جي بي تي- 4» بعد ذلك بتفسير الصورة، وتحديد العناصر الأساسية والألوان والأنماط والعواطف داخل الإطار، وتعد هذه المعلومات بمنزلة الأساس لعملية توليد الشعر.
ونظراً لأن الجهاز مفتوح المصدر، يمكن للمستخدمين الاختيار من بين أشكال شعرية مختلفة – مثل الهايكو، أو السوناتة، أو الشعر الحر، استناداً إلى تفضيلاتهم وقدرتهم واستعدادهم للمشاركة في كود المصدر.
ومع تزايد الاهتمام بكاميرا الشعر عبر الإنترنت، ولا سيما على منصة «تيك توك»، يفكر«ريان » و« كيلين» بالمسار المستقبلي لاختراعهما، نظراً لأنه بدأ كمشروع شخصي فني، ما جعلهما يفكران في دراسة إمكانية إتاحة الكاميرا تجارياً للجمهور.
ويقوم ريان بالتجول في الشوارع المختلفة لالتقاط صورة تحمل الكثير من المشاعر الإنسانية والجمالية وتحويلها إلى قصيدة شعرية.. وبورقة مطبوعة تخرجها الكاميرا المذكورة باستخدام الذكاء الاصطناعي، تحاكي القصائد المواقف والأحاسيس المختلفة وتوثق لحظات الفرح والحزن والأسى.
وقام ريان وكيلين بعرض مشروعهما بمسرح «Figma AI night»، ومن المقرر أن يشاركا في معرض «living skin space».
سيرياهوم نيوز 2_تشرين