الرئيسية » كلمة حرة » الاستثمار في الصحة.. نتائج ربحية!

الاستثمار في الصحة.. نتائج ربحية!

 

غانم محمد

معاينة الطبيب المختصّ من 50 ألفاً وما فوق… أي علبة دواء من 15 ألفاً وما فوق… أي صورة شعاعية، أو صورة رنين، والتحاليل المخبرية وما عدا ذلك، كله يرهق المواطن ويجعله أمام خيارين لا ثالث لهما: إما المعاناة وإما المعاناة، لأنه وإن تدبّر أمره ودفع، فإنه سيغرق بالدين وسيضطر لمدّ اليد المحتاجة، ولعل الجميع يقرأ الدعوات للمساعدة على صفحات التواصل الاجتماعي في ظاهرة لم تكن موجودة قبل بضع سنوات..

أمر الله وقضاؤه ولا اعتراض… ولكن وبدل أن تحضر الإجراءات العاجلة (الطارئة) لتكون مخففة لوجع هذا المريض فإنّها تزيده مرضاً وقلقاً وحيرة..

عندما يتمّ التعامل مع الدواء مثل (المتّة) فإننا في مكان لا تهمّه صحتنا، ولا يهمّه أي شيء فينا إلا ما في جيبنا، وهذه حقيقة مهما أزعجت البعض إلا أنّها مستمرة وقد أذرت بكبرياء أسر متعففة، ووضع (كرامات) الكثيرين على قارعة الطريق!

سنذهب إلى النهاية مباشرة، طالما أنّ رفع سعر الدواء الأخير قبل فترة ليست بعيدة كان الهدف منه توفير الدواء واستمرار تواجده ورفع جودته، وقد تمّ تنفيذ رفع الأسعار قبل أن يعمم القرار بشكل رسمي، فلماذا يغيب قسم كبير من أدوية الضغط تحديداً، ومن المسؤول، ومن هو المطالب بالمعالجة!؟

كيف وبكل (…) يقول لك صيدلاني إن علبة (الديزرتيك) عليه بـ 35 ألف ليرة، وسعرها بعد رفع الأسعار الأخير من 14-15 ألفاً، وطالما يستطيع هذا الصيدلاني توفيرها من السوق السوداء لماذا لا تتواجد في الصيدليات بشكل نظامي!

جاري البقّال يقول لي: (لا تشيل همّ المتّة.. خبّأت كرتونة للحبايب)، والصيدلاني يتصرّف بنفس الطريقة في بعض الأحيان، أما حياة الناس فإلى الجحيم!
بكل أسف، يبدو أن الاستثمار في الصحة سيحتل المرتبة الأولى من حيث المشاريع الربحية، ولا عجب إن التقت جامعة دمشق ووزارة الصحة في مؤتمر تحت هذا العنوان قبل شهر ونيّف من الآن، على الرغم من إصرار جميع الأطراف على أن صحة المواطن هي (الهدف)، ولا ننكر عليهم ذلك، لكن يمكننا تأويل هذا (الهدف) من حيث الوقائع في اتجاه لا يسرّنا، والعلم عند الله!
(موقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...