بعدما اكتسب الهندي ساهيل كومار، وهو مصمم رقص هاوٍ، شهرةً من خلال بث مقاطع فيديو له عبر تيك توك، يواجه صعوبات منذ حظر التطبيق الصيني في الهند، لمعاودة تحقيق نجاح عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى.
واستفادت من حظر تيك توك في الهند منصات اميركية كيوتيوب وانستغرام اللتين لجأ إليهما عدد كبير من محبي المنصة الصينية لإعادة نشر محتوياهم.
وتعيّن على المستخدمين الذين حققوا شهرة معيّنة عبر تيك توك، البدء من الصفر في المواقع الأخرى.
ويؤكد كومار (30 عاما) لوكالة فرانس برس في الاستوديو الخاص به في روهتاك الواقعة على بعد بضعة كيلومترات جنوب نيودلهي أنّ “تكوين جمهور على انستغرام أو يوتيوب يستغرق سنوات”.
ويقول مصمم الرقص الذي يتابع حسابه عبر تيك توك 1,5 مليون مستخدم “من الصعب أن أعيد تحقيق نجاح، فأنا لا أجد التفاعل نفسه في أي منصة أخرى”.
وكومار هو مهندس في الأساس لكنّه ترك مهنته بعدما بدأ بكسب المال من خلال نشره عبر تيك توك مقاطع فيديو لرقصات مع مؤثرين ومشاهير هنود.
لكنّ مسيرته المهنية الجديدة انتهت في حزيران/يونيو 2020 بمجرد اختفاء التطبيق الصيني من المشهد الهندي، بعدما حظرته الحكومة لاعتبارها أنه مسؤول عن أنشطة “تضر بسيادة الهند وسلامة أراضيها”.
وقبل ذلك بأسبوعين، وقعت اشتباكات حدودية في الهيمالايا، كانت الأكثر دموية منذ نصف قرن بين الهند والصين، إذ أسفرت عن مقتل عشرين جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين.
وأُعلنت حينها نهاية تيك توك في الهند، فنشر كومار آخر شريط فيديو له في المنصة يدعو فيه المستخدمين إلى متابعته عبر يوتيوب وانستغرام، مضيفاً بعض العبارات الوطنية إلى كلامه. وقال “الهند أوّلاً”.
– “انهار كل شيء” –
وبعد أربع سنوات، بات يتابعه في انستغرام نحو 94 ألف متابع، في حين توقفت مسيرته كمصمم رقص.
وقال “لقد توقف العمل”.
وتمكنت تيك توك سريعاً من تحقيق نجاح هائل في الهند. وتشير المنصة إلى أنّ عدد مستخدميها في هذه الدولة تخطّى 200 مليون شخص، أي فرد من كل سبعة.
ويقول المشارك في تأسيس وكالة “مونك انترتينمنت” التسويقية فيراج شيث إنّ “أي مؤثر أو شخصية شهيرة تبحث عن جمهور على الانترنت، يتعيّن عليها استخدام تيك توك سواء أحبّت ذلك أم لا”.
ويضيف: “بمجرد الإعلان عن حظر تيك توك، انهار كل شيء بالنسبة إلى الجميع”.
وحاول عدد كبير من الشركات المحلية الناشئة في مجال التكنولوجيا الاستفادة من حظر تيك توك عبر طرح تطبيقات من ابتكارها. لكنّ الشركتين الأميركيتين العملاقتين لا تزالان مهيمنتين في هذا المجال.
وفي السنة الأولى التي أعقبت الحظر، بُثّت يومياً نحو ستة ملايين مقاطع فيديو قصيرة “ريلز” عبر انستغرام.
وعلى سبيل المقارنة، نُشر عبر منصة “موج” Moj الهندية 2,5 مليون مقطع فيديو يوميا، بحسب وسائل إعلام محلية.
وتشير شركة “ستاتيستا” المتخصصة في جمع البيانات والإحصاءات من السوق، إلى أن أكثر من 362 مليون شخص في الهند يستخدمون انستغرام بينما يبلغ 462 مليون شخص عدد مستخدمي يوتيوب الذي أطلق ميزة مقاطع الفيديو القصيرة لمنافسة تيك توك، في العام الذي حُظرت فيه المنصة الصينية بالهند.
وتوضح شركة “ريدسير ستراتيدجي كونسالتنتس” أنّ التطبيقات المحلية كانت تحظى في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 بقاعدة مشتركة تضم أكثر من 250 مليون مستخدم.
وتقول رئيسة الاستشارات التسويقية في “إي واي إنديا” آميا سواروب “إنّ تطبيقي يوتيوب وانستغرام هما المهيمنان دائماً في ما يخص مقاطع الفيديو القصيرة”.
إلا أنّ محبي تيك توك لا يشعرون جميعهم بالارتياح عند استخدام انستغرام لأنّ هذه المنصة تركّز على الترويج الذاتي لا على إنشاء محتوى متخصص، بحسب فيراج شيث.
ويقول “ليس من الضروري على المستخدم أن يظهر شخصيته في تيك توك”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم