آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » عَنْ شاعرٍ مُتفَرِّدْ

عَنْ شاعرٍ مُتفَرِّدْ

 

أحمد يوسف داود

 

(جِئتُ والأرضُ طفلةٌ منْ شقاءٍ

وغديْ غامضٌ ووجهي شريْدُ

 

صوْتُ حَوّاءَ شاسِعٌ لسْتُ أَدري

تَنقُصُ الأرضُ بينَنا أمْ تزيْدُ!.

كلّما قلتُ: هذهِ أرضُ روحي شدّني للضَّياعِ صَوتٌ بَعيدُ!.

 

هذهِ الأَبياتُ هيَ أُنْموذَجٌ عَشوائِيٌّ نَقلتُهُ نَقلاً مِنْ أواخِرِ ماأَعادَ نَشرَهُ الشاعرُ الكَبيرُ المُتَميِّزْ: (حَسن بعيتي) على صَفحتِهْ، وهو الذي فازَ بالجائزةِ الأولى في (مُسابقةٍ كُبرى) بدَولةِ الإماراتِ العَربيّةِ، عام2009. وقد تابَعتُها في حَلَقتِها تِلكَ إِكراماً لَهُ – دونَ أَيّةِ مَعرِفةٍ بَينَنا – أو بالأحرى: إِكراماً لِنُبوغِهِ الواضِحِ في تلك المُسابَقَةْ، ولإِشْعاعِ التَّميُّزِ في الشّاعريَّةِ المُتفَرِّدةِ لَدَيْهْ!.. وكانَ هو شابّاً في أَوائِلِ شَبابِهْ، بَينَما كُنتُ أَنا على أَبوابِ التَّقاعُدِ أَو إنّني كُنتُ في بدايَةِ تَقاعُدي منْ العَملِ الوَظيفيِّ في الإِعْلامِ العَربيِّ السُّوريّْ بِدمَشقْ!.

وأَعتَقِدُ أَنّ هذا الشّاعرَ المُبدِعْ: (حسن بعيتي)، هو أَحدُ كِبارِ الشُّعراءِ في جيلِهِ، وفي أَجيالٍ أُخرى سَبقَتْ ظُهورَهُ في ساحةِ شِعرِنا العَربيِّ السُّوريِّ خُصوصاً، وفي ساحةِ الشِّعرِ العَربيِّ على وَجهِ العُمومِ أَوِ الإِجمالْ!.

وأَنا لاأُطلِقُ هذا التَّقويمَ منْ مُمالَأةٍ لَهْ: لأنّني لَستُ مِمّنْ يُمالِئونَ أَحَداً – أَيّاً كانْ – كما إنّني لَسْتُ مِمّنْ يَتزَلّفونَ لأَحَدْ، وبالإضافةِ إلى ذلكَ لَسْنا – حتى الآنَ – (صَديقَينِ) بالمَعنى الكامِلِ لكَلِمَةِ (صَداقَةْ)، أَيْ إنَّ أَحدَنا رُبَّما يَعرِفُ الآخرَ، ولكنْ عَنْ بُعدٍ كَبيرْ!.. فليسَ بَينَنا، حتى الآنَ أيُّ لِقاءٍ خاصٍّ فيهِ حِوارٌ ما، بل هُناكَ عَدَدٌ منَ اللِّقاءاتِ العَرَضيّةِ في المَركزِ الثّقافيِّ العَربيّ في طَرطوسَ حَيثُ عمَلُهُ، لا أكثرَ ولا أَقلّْ!.

وبالطبعْ، حينَ يَقودُني أمرٌ ما إلى هناكْ، يُسلِّمُ أَحدُنا على الآخرْ، ثم لانَتَجاوزُ ذلكَ إلى ماعَداهْ!.

وَحينَ دخلتُ صَفحتَهُ اليَومَ كَصديقْ، تَبَيَّنَ لي أَنّهُ من مَواليدِ عامِ 1974، أَيْ إنّ بَينَنا فارِقاً في العُمرِ يُقارِبُ أَقلَّ بقَليلٍ منْ ثلاثينَ عاماً!.

ولقد عَرِفتُ الغالِبيَّةَ منْ شُعَراءِ جيلي أَو مِمّنْ هُم أَكبَرُ أَو أَصغَرُ عُمراً مِنهُم: سَواءٌ في حَياتيَ اليَوميَّةِ العادِيَّةِ، أَوْ في اجْتِماعاتِ جَمعيّةِ الشِّعرِ في اتِّحادِ الكُتّابِ العَرَبِ، التي كُنتُ فيها مُقرِّراً لَها لِسنَتَينِ اثْنتَينْ، وأَعتَقِدُ أَنّني أَستَطيعُ أَنْ أصنِّفَهُ بَينَ مَنْ كانوا مُرشَّحينَ لِيَصيروا منَ الكِبارِ الكُثُرِ فيهِمْ!.

فتَحيَّةً لَهُ، وأَدامَ اللهُ عَليهِ ألقَ عَطائِهِ الإِبْداعيِّ المُتَواصِلْ!

(موقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

معبر .. وضحايا ..؟!

    سلمان عيسى   منذ أكثر من شهرين قضى أحد مواطني قرية تلسنون بحادث تصادم مروع مع القطار على معبر تلسنون – ارزونة.. طبعا ...