محمد أحمد خبازي
شح الكهرباء في محافظة حماة جعل ربات البيوت في أيامنا هذه، يلجأن إلى طريقة الجدات في «تموين» الفول والبازلاء للشتوية، أي تحت أشعة الشمس أو بالظل، كي لا يرمين مؤونتهن بحاويات القمامة نتيجة تلفها، وكي لا يكررن تجارب السنوات السابقة، التي ضاعت فيها جهودهن الكبيرة في الحفاظ على مؤونتهن بالثلاجات سليمة من العطب، ولكن من دون جدوى!.
وتبيَّن زينة لـ«الوطن» وهي موظفة وأم لأربعة أولاد، أنها في هذا العام اشترت نحو 20 كيلو من الفول الأخضر و10 من البازلاء، وفردتها في إحدى غرف المنزل التي لا تدخلها الشمس، لتيبسها بـ«الفي»، فذلك أفضل بكثير من تخزينها بثلاجة البراد أو الفريزر.
وأوضحت أن واقع الكهرباء السيئ لا يشجع على تحضير المؤونة وحفظها بالتبريد، فهي لا تأتي في هذه الأيام غير 12 إلى 15 دقيقة مقابل 5.45 ساعات قطع، وهذا الوقت لا يكفي لشحن الموبايل، فهل سيكفي لحفظ المؤونة؟
وذكرت سلمى وهي موظفة في وحدة إرشادية زراعية، أنها في العام الماضي خسرت كل المواد التي حفظتها في الثلاجة، بسبب التقنين الطويل الذي أدى إلى تلف نحو 16 كيلو من الجبن، و30 كيلو من الفول الأخضر و15 من البازلاء و6 من الملوخية.
وأوضحت أن خسارتها المادية كانت فادحة، لذلك عمدت في هذه السنة إلى تخفيض الكميات وتخزينها بطريقة الجدات، الصالحة بأي زمان وفي أي مكان بحسب تعبيرها!
ولفتت إلى أنها يبست كمية من الفول والبازلاء تحت أشعة الشمس وبقشرها، ومن ثم نزعت القشور عن الحبوب وحفظتها يابسة في مطربانات زجاجية لتدوم طويلاً.
تقول أمل وهي موظفة في مديرية التربية: هي حال الكثيرات من ربات البيوت، اللواتي استعضن بالطريقة الطبيعية في تخزين المؤونة الشتوية، عن الثلاجات التي أصبحت أشبه بـ«النمليات»القديمة، لا بل إن النمليات أفضل منها، لكونها كانت تحفظ الطعام والمؤونة من التلف، بعكس براداتنا وثلاجاتنا بوقتنا الراهن.
وفيما يتعلق بواقع الكهرباء بيَّنَ مصدر في الشركة العامة للكهرباء بحماة لـ«الوطن»، أن محافظة حماة تعاني اليوم نقصاً حاداً في الكهرباء، وبرنامج التقنين الذي يطبق فيها قاس جداً، ومدته 15 دقيقة وصل ونحو 5.45 ساعات قطع، كما تم تخفيض مدة الوصل للخطوط الزراعية لإرواء القمح من 3 ساعات إلى ساعة واحدة بأحسن الأحوال.
ومن جانبهم، ذكر عدد من الباعة في سوق 8 آذار الشعبي بحماة لـ«الوطن»، أن الإقبال في هذه الأيام كبير على مواد المؤونة الشتوية وخصوصاً الفول الأخضر والبازلاء من دون الثوم الذي لم ينزل سعره عن 10 آلاف ليرة حتى اليوم.
وأوضحوا أن سعر كيلو الفول بالشنتاية نحو 1800 إلى ألفي ليرة، والمفروط بنحو 6 آلاف ليرة، وسعر كيلو البازلاء بالشنتاية نحو 5 آلاف ليرة، والمفروط ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف ليرة.
وذكر باعة ألبان وأجبان بحماة لـ«الوطن»، أن حركة البيع والشراء جيدة في هذه الأيام، ولكن بكميات قليلة، موضحين أن قلة من الزبائن هي التي تشتري «تنكة» جبنة، وأن معظم عمليات البيع ما بين 5 إلى 10 كيلو فقط، وبيع الكيلو أمس بنحو 30 ألف ليرة، وأما لبن الغنم فبيع بـ11 ألف ليرة.
سيرياهوم نيوز٣_الوطن