أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان انضمام بلاده إلى دعوى “الإبادة الجماعية” التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فيدان مع نظيرته الإندونيسية ريتنو مرسودي، الأربعاء في العاصمة التركية أنقرة.
وأشار فيدان إلى أنه لمس خلال مباحثاته في العاصمة السعودية الرياض مع الدول التي تعترف بفلسطين وخاصة ضمن منظمة التعاون الإسلامي ودول الجامعة العربية، أن بعضها مستعد لاتخاذ موقف بشأن دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية.
وأفاد بأن نيكاراغوا وكولومبيا اتخذتا موقفًا ملموسًا بشأن القضية، مضيفًا: “قدمنا ??نتائج تقييماتنا اليوم للرئيس (رجب طيب أردوغان)، وأود أن أعلنها هنا لأول مرة وفقا للقرار السياسي المتخذ، قررنا في تركيا الانضمام إلى الدعوى المرفوعة من قبل جنوب إفريقيا ضد إسرائيل (الإبادة الجماعية) في محكمة العدل الدولية”.
وأعرب الوزير فيدان عن تمنياته بسير الدعوى بمحكمة العدل الدولية باتجاهها الصحيح مع هذه الخطوة التي اتخذتها تركيا.
وتابع: “سنكمل إجراءاتنا القانونية بعد أن اتخذ رئيسنا هذا القرار السياسي وتم إعلانه أمام العالم أجمع”.
وأردف: “وفي غضون ذلك، سنواصل العمل مع جميع الدول الصديقة والحليفة بشأن ما يمكن القيام به بخصوص القضية وأي من الدول الأخرى التي يمكنها التقدم بطلبات أيضًا”.
وأكد فيدان أن إسرائيل تواصل ارتكاب جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين بقدر كبير من التهور والجرأة على الرغم من ردود فعل المجتمع الدولي.
وأضاف: “في القرن الحادي والعشرين، بينما تقع وفيات بسبب المجاعة في غزة، ويتم اكتشاف مقابر جماعية في الأماكن التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، ويستهدف المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، فماذا ينتظر المجتمع الدولي أكثر من ذلك؟
وقال الوزير فيدان إنه ناقش مع نظيرته مرسودي التطورات الإقليمية والعالمية الحالية، وأن القضية الفلسطينية كانت في قلب المحادثات، وأنه سعيد برؤية إندونيسيا مرة أخرى تشارك تركيا موقفها وحساسياتها بشأن فلسطين.
وأوضح: “كنت في الرياض لحضور اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بغزة، وهناك عقدنا اجتماعات فيما بيننا أولاً كمجموعة الاتصال، ثم بمشاركة ممثلين عن الدول الغربية”.
وأردف: “شددنا مرة أخرى وبقوة على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين، لقد سررنا برؤية بعض الدول الغربية تقبل الآن أن حل الدولتين هو شرط، وأن ضمان أمن فلسطين لا يقل أهمية عن أمن إسرائيل”.
وتابع: “مع كل هذه الجهود، نرى الآن أن العالم كله قد وصل إلى نفس النقطة على الأقل على أساس خطابي. وإن إعلان بعض الدول الأوروبية إنها اقتربت من الاعتراف بفلسطين يبعث بالأمل، حاليا تعترف حوالي 136 دولة بفلسطين، ولكن بما أن الدول الأوروبية وأمريكا لا تعترف بها، فإن وضع فلسطين غير مسجل، خاصة في مجلس الأمن الدولي”.
واستطرد: “في المرحلة الحالية فإن هذا الاعتراف الواسع النطاق سوف يترجم إلى قدر أكبر من الشرعية والقبول الدولي، الأمر الذي سيفرض ضغوطا أكبر على مجلس الأمن، وخاصة الولايات المتحدة. في هذه المرحلة، نواصل عملنا المنهجي والمكثف مع أصدقائنا بهذا الصدد”.
وقال إنه: “يتعين علينا، كمجتمع دولي، أن نقول بشكل منهجي وفعال: أوقفوا هذا الوضع غير الإنساني”.
وشدد فيدان على أن ضمير تركيا، و الفلسطينيين والدول الأخرى الساعية للعدالة والقانون، والمجتمع الدولي لن يقبل مساعي إسرائيل لإخضاع الشعب الفلسطيني وطرده من أراضيه، وقال “نحن أمام خيارين: فإما أن نكون إلى جانب القانون والإنسانية، أو نكون إلى جانب القمع وسندفع جميعا ثمن المشاكل التي سببها ذلك”.
وذكر فيدان أنهم سبق وأن حذروا في بداية الأزمة أن هذه المأساة الإنسانية في غزة يمكن أن تثير أحداثا اجتماعية في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن الناس نزلوا إلى الشوارع في دول داعمة لإسرائيل دون قيد أو شرط، وأن هذه الدول يجب أن تستيقظ في أسرع وقت ممكن لتجنب الوصول إلى نقطة أسوأ، وأن الدماء التي سفكت في غزة ليست دماء الفلسطينيين فقط، وأن الإنسانية تواجه اختبارًا في غزة.
وبخصوص انضمام بلاده إلى قضية دعوى مقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، لفت الوزير التركي إلى أنه خلال الفترة الماضية، عمل محامون أتراك من وزارتي الخارجية والعدل، وأساتذة بالجامعات التركية بشكل مكثف للغاية على الجبهة القانونية وقد وصلوا إلى نقطة معينة، مؤكدا: “عندما ننتهي من النص القانوني لدراستنا، سنتقدم بطلبنا الرسمي إلى محكمة العدل الدولية لوضع هذا القرار السياسي موضع التنفيذ.
وأكد فيدان “سنواصل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في جميع المواقف”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم