“القدس العربي”: نشر موقع “ذي انترسبت” تقريرا أعده ريان غريم قال فيه إن الأمريكيين الذين يحصلون على أخبارهم من القنوات التلفزيونية هم الأشخاص الوحيدون الذين يعتقدون أن إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية في غزة، حسب دراسة جديدة بحثت في العلاقة بين المواقف تجاه الحرب وعادات استهلاك الأخبار.
وقدم الاستطلاع أرقاما حول التوجهات التي أصبحت واضحة بشكل متزايد، وهي أن مشاهدي القنوات الإخبارية هم أكثر دعما للمجهود الحربي الإسرائيلي، وأقل احتمالا للاعتقاد بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، وأقل اهتماما بالحرب بشكل عام.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الأشخاص الذين يحصلون على أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب أو نشرات البودكاست، يقفون عموما إلى جانب الفلسطينيين، ويعتقدون أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية، ويعتبرون القضية ذات أهمية كبيرة.
وتم إجراء الاستطلاع الذي شمل 1001 من البالغين الأمريكيين من قبل شركة “جي أل بارتنرز” في الفترة من 16 إلى 18 نيسان/ إبريل. ومولت الاستطلاع شبكة الأخبار “بريكينغ بوينتس” على موقع يوتيوب [ يقوم كاتب التقرير باستضافة برنامج الشبكة “كاونتر بوينتس].
ويأتي الاستطلاع في الوقت الذي يبدو فيه أن الأحداث المحيطة بالحرب في غزة قد وصلت إلى ذروتها. وفي وقت يقوم فيه مدراء الجامعات وقوى الشرطة المحلية بأمريكا باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات المتزايدة في الحرم الجامعي. وعلى الرغم من محاولة الرئيس جو بايدن والكثير من وسائل الإعلام وصف الاحتجاجات في الحرم الجامعي بأنها معادية للسامية، فإن حملة القمع وحملة التشهير لم تؤد إلا إلى تغذية نمو الحركة، لأن الشباب، كما يظهر الاستطلاع، لا يعتمدون على وسائل الإعلام الرئيسية لتلقي الأخبار، وهناك الكثير من لقطات الاحتجاجات السلمية والمحترمة على وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة الرواية الكاذبة.
وانطلق الإستطلاع من فكرة تتردد كثيرا بأن “تويتر ليس واقعا حقيقيا” أو “لا أحد يشاهد أخبار القنوات الفضائية”، ولكن الاستطلاع سأل من أين يحصل الناس على معظم أخبارهم، وطلب منهم اختيار موقع واحد فقط، وتفوقت قنوات الكابل ووسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الواقع، يحصل معظم الأمريكيين على أخبارهم إما بشكل أساسي من قنوات الكابل (42%) أو وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك أو انستغرام أو منصة أخرى (18%). وقال ثلث المشاركين إنهم يحصلون على أخبارهم من موقع يوتيوب أو البودكاست، بينما قالت نسبة 13% إنهم حصلوا على معظم أخبارهم بهذه الطريقة.
وعند السؤال وبشكل عام عن المكان الذي يحصل فيه الأشخاص على أخبارهم على أساس يومي، مع خيار “حدد كل ما ينطبق”، أصبح من الواضح أكثر كيف يتسيد الكابل (55%)، ووسائل التواصل الاجتماعي (38%)، والبودكاست/يوتيوب ( 34%) مقارنة بالوسائل المطبوعة بنسبة 21%. وقد استخدم الاستطلاع كلمة “الطباعة” كبديل لأي وسيلة إعلامية نصية، سواء كانت رقمية مثل إنترسبت أو مطبوعة على الورق فعليا.
وقالت نسبة 8% فقط من الأشخاص إنهم حصلوا على معظم أخبارهم من الصحافة المطبوعة، وهو أقل من نسبة الأشخاص الذين قالوا إنهم لا يشاهدون الأخبار أو يقرأونها على الإطلاق ونسبتهم 13%.
كل هذه الأرقام لا تعني أن الطباعة غير ذات صلة، ذلك أن الأخبار هي عبارة عن نظام بيئي، حيث يقوم مراسلو الصحف المطبوعة بإنتاج الصحافة التي تشكل بعد ذلك مصدرا لأخبار الكابلات بالإضافة إلى عروض يوتيوب أو البودكاست.
ويقوم الصحافيون في الوسائل المطبوعة أيضا بنشر الكثير من الأخبار التي يتم الحديث عنها على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح أيضا للمستخدمين/المشاهدين إمكانية الوصول المباشر إلى مصادر المعلومات التي لم تكن متاحة لهم من قبل، ومن بين الأمثلة الأخيرة الواضحة على ذلك الصحفيون في غزة الذين يبثون مباشرة على انستغرام وتيك توك
وما لم يجب عليه الاستطلاع، هو أي ظاهرة تأتي أولا. هل من المرجح أن يعارض مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الحرب بسبب المعلومات التي يتعرضون لها، أم ببساطة لأنهم على الأرجح من الشباب؟ هل يتم الترويج لمشاهدي الأخبار عبر القنوات الفضائية من خلال الإعلاميين الذين يشاهدونهم، أم أنهم مجرد كبار السن ومحافظين؟
وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، أجاب مشاهدو الأخبار بـ “لا” بفارق 34-32. وقال جميع مستهلكي الأخبار الآخرين إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، بما في ذلك الصحف المطبوعة (36-33)، ويوتيوب (41-31)، ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين وافقوا على البيان بهامش 44 إلى 19 بالمئة. وفي الوقت نفسه، لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما وجهات نظر مماثلة (48-21 بالمائة)، في حين يقول أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما بأغلبية 47 إلى 21 بالمئة أن إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية.
وعندما يتعلق الأمر بأهمية الحرب على غزة باعتبارها مصدر قلق انتخابي، فإن هذا التوجه يستمر. 12% فقط من الجمهور العام أدرجوها ضمن أهم ثلاث قضايا، و3% فقط قالوا إنها أهم قضاياهم. ومن بين هؤلاء الـ 3%، يحصل جميعهم تقريبا على أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي أو يوتيوب. ويقول واحد من كل خمسة مستهلكين لأخبار وسائل التواصل الاجتماعي إن حرب إسرائيل هي أحد القضايا الثلاثة الأولى. وينطبق الشيء نفسه على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عاما.
ومع ذلك، إذا كان ما يقرب من نصف الشباب يعتقدون أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية، فلماذا لا تحظى بأهمية أكبر كقضية في الانتخابات؟
قد تكمن الإجابة في الاختيارات المتاحة للناخبين: فقد قدم بايدن دعمه غير المشروط لإسرائيل، ولم يفعل دونالد ترامب أكثر من مجرد القول: “سأقول إن إسرائيل يجب أن تكون حذرة للغاية، لأنك تخسرين الكثير من العالم، أنت تخسرين الكثير من الدعم، عليك أن تنتهي، عليك أن تنجزي المهمة”. إذا كانت هذه هي اختياراتك، فيبدو أن الخيار الفعلي هو ما إذا كنت ستصوت أم لا.
وكان الفارق الصارخ الآخر بين المجموعات هو في الرغبة بالتصويت: وكان قراء المطبوعات ومشاهدي القنوات الفضائية هم الأكثر احتمالا للتصويت، أما من حصلوا على أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي أو يوتيوب ، فقالوا إنهم على الأرجح لن يصوتوا بالتأكيد. أو كان من غير المرجح أن يفعلوا.
وأعرب مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي قالوا إنهم من المرجح أن يدعموا مرشحا يدعم الفلسطينيين (33-19%). وقال 15% فقط من مشاهدي القنوات الإخبارية نفس الشيء، على الرغم من أن 31% من مشاهدي القنوات الفضائية وافقوا على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
سيرياهوم نيوز1-القدس