هيثم يحيى محمد
تعتبر الغابات مصانع طبيعية تقوم بتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كيماوية وذلك بامتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون وإطلاق غاز الأوكسجين الضروري للإنسان والحيوانات لذلك قيل عن الغابات بأنها رئة الحياة.
وللغابات تأثير كبير في المناخ من حيث الأمطار والمحافظة على التربة من الانجراف وزيادة مخزون المياه الجوفية والمحافظة على مستوى التنوع الحيوي وتأمين الأخشاب وتشغيل اليد العاملة في الأعمال الحراجية وكذلك للغابات أهمية كبيرة بالنسبة للسياحة والاستجمام ولذلك يجب أن تتكاتف جميع الجهود الدولية والفردية لحماية الغابات من الدمار والتشجيع على زراعة الأشجار وبكافة أنواعها وخاصة الأنواعالحراجية.
والغابات الطبيعية المنتشرة في محافظة طرطوس هي نوعان:غابات طبيعية تتألف بشكل رئيسي من السنديانيات (العادي والبلوط) وتقدر مساحتها بحوالي /7729/ هكتار ـسبعة آلاف وسبعمئة وتسع وعشرون هكتار وغابات تحريج اصطناعي / تتألف بشكل رئيسي من الصنوبريات / وتقدر مساحتها بحوالي /23477/ اي ان المساحة الاجمالية لغابات المحافظة تزيد عن 31 ألف هكتار وهذه المساحة تشكّل 13 % من مساحة الغابات في سورية .
ويقول فادي ديوب مدير حراج طرطوس :ان الكثافة والطبوغرافيا والتداخل الحراجي الزراعي والمناخ وعدد السكان كانت عاملاً مهماً من عوامل الخطورة على غاباتنا وازدياد فرص تعرضها للحرائق مضيفاً ان هناك أسباب عديدة للحرائق التي تعرض لها الغطاء النباتي في محافظة طرطوس في السنوات الماضية منها (تحريق زراعي – مجهول – إهمال – كهرباء)وان الآثار الناتجة عن حرائق الغابات عديدة منها زيادة غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يسبب مشاكل صحية وكذلك يساعد في ظاهرة الاحتباس الحراري وخسارة كبيرة في الثروة الغابية (خشب – نباتات رعوية وعطرية وطبية ونباتات رحيقية – أصول وراثية) و تدهور التربة نتيجة التعرية والانجراف إضافة لنقص حاد في منسوب الماء الجوفي وحدوث ترسبات كبيرة في بحيرات السدود المائية وبالتالي انخفاض كمية المياه المتوفرة سنوياً وتراجع التنوع الحيوي بسبب دمار النظام البيئي داخل الغابة والتأثير السلبي على السياحة ودمار هائل في الأشجار المثمرة وخاصة من الزيتون وقتل وتهجير الكثير من الحياة البرية و تضرر الخدمات العامة (كابلات هاتف –شبكة الكهرباء – محركات ري وحتى الطرق المعبدة).
*خطة 2024
ويضيف ديوب انه تم وضع خطة لهذا العام لحماية الغابات في المحافظة اعتمدت على عدة اسس منها إن دائرة الحراج في طرطوس موزعة على ست شعب حراجية تغطي جميع المناطق في المحافظة وان آلية عمل تلك الشعب الحراجية يتم من خلال المخافر الحراجية وعدد تلك المخافر الحراجية العاملة حالياً هو/21/ مخفر تضم (171) من عناصر الضابطة الحراجية ومجموعة من الحراس الحراجيين مهمتهم الحفاظ على الغابات والثروة الحراجية من جميع أنواع التعدي وكذلك لدينا /5/ مراكز اطفاء حرائق موزعة على الشكل التالي /مركز القدموس ومركز دير الجرد في القدموس – مركز بوردة في الشيخ بدر – مركز بهرمين في طرطوس – مركز عين عفان في صافيتا / مهمتها الرئيسية اخماد الحرائق الحراجية والمساهمة في أعمال القطع للتربية والتنمية لبعض المواقع مع إيلاء
الاهتمام للمواقع الأكثر حساسية وخصوصاً الغابات الصنوبرية والمحميات الطبيعية، وفي المواقع الحراجية البعيدة عن مراكز الاطفاء فأننا نقوم بتشكيل فرق حرائق للتدخل السريع وعدد تلك الفرق المتوقع لهذا العام /7/ فرق هي /سرستان – النبي صالح – النبي متى –بانياس – التون الجرد – محمية قلعة الكهف/ حسب الامكانيات المادية المتاحة بالإضافة إلى فرق تعزيز النهج التشاركي من خلال السكان القاطنين في المواقع الحراجية فيسمح لهم بالاستفادة من المنتجات الثانوية للغابة من نباتات طبية وعطرية وريحان وغار وكذلك الرعي والاحتطاب للتدفئة ولكن تحت إشراف عناصر الضابطة الحراجية وتوجيه العمل لتفريد الغابات ذات الوقود الطبيعي الكبير وذات الحساسية للحرائق بحيث تنظف الطبقة تحت الغابة من الشجيرات والنباتات الحراجية مع القيام بأعمال تربية وتنمية للأشجار والشجيرات الصغيرة وذلك لتخفيف الكثافة الحراجية في تلك المواقع لما لهذا العمل من فائدة كبيرة في تقليل انتشار الحرائق عند حدوثها
واوضح ديوب ان الهدف من الخطة التي اقرتها لجنة الحرائق برئاسة محافظ طرطوس الاسبوع الماضي هو الحد من اعداد الحرائق ليصل إلى اقل مستوى مقارنة بالسنوات الماضية حيث بلغ /122/ حريق في العام الماضي وحماية الموارد الطبيعية (غابات – تنوع حيوي) والمحافظة عليها من التدهور والإقلال من مساحة الحريق ليصل إلى اقل حد ممكن من المساحة وتعزيز الشعور العالي بالمسؤولية لدى سكان المناطق الغابية، وخلق علاقة تعاونية بين هؤلاء السكان والمؤسسات الحكومية في مجال الحفاظ على الغابة ورعايتها والاهتمام بها، وذلك بإقامة علاقة منفعية متوازنة ومتبادلة بين السكان والغابات وتعزيز مشاركة مؤسسات الدولة في الحفاظ على الغابات من الحرائق وريم استراتيجية مستقبلية لإدارة مكافحة الحرائق
*صعوبات كثيرة
وعن الصعوبات والمعوقات في مكافحة الحرائق
ذكر مدير الحراج ان الصعوبات كثيرة منها قلة توفر المحروقات لهذا العام مما سيؤثر سلباً على تنفيذ الخطة السنوية للطرقات من شق وترميم وصيانة الطرق الحراجية وخطوط النار والاعتماد على العمالة الموسمية وهذا ما يجعل العمالة الجيدة وذات الكفاءة تبحث عن العمل بعيداً عن الإطفاء والعمل في قطاعات خاصة للأجر الأفضل والأكثر وبالتالي العمل بعمالة ذات كفاءة منخفضة الأمر الذي ينعكس سلباً على جودة العمل و كثرة الأعطال للإطفائيات والصهاريج وذلك بسبب قدمها وزيادة الضغط على عمل تلك الآليات في اخماد الحرائق وكذلك تقليص العمر الزمني لتلك الآليات وعدم وجود آلية متبعة تنظم عمليات إخماد الحرائق الزراعية بسبب وجود معاناة وممانعة إثناء المرور بالأراضي المملوكة من قبل أصحاب العقارات
المملوكة، وعدم وجود طرق زراعية كافية في تلك المناطق الزراعية وعدم ورود إخماد الحرائق الزراعية ضمن خطة مكافحة الحرائق الحراجية وبالتالي توزع الإمكانيات لدينا لا يكون بالشكل الأمثل لإخماد الحرائق الزراعية لأن جميع إمكانياتنا (اطفائيات – عمال حرائق) متوزعة في المواقع الحراجية ..كما لوحظ في السنوات الأخيرة تراجعاً كبيراً في خدمة المزارعين لأراضيهم (فلاحة – تعشيب) الأمر الذي ساهم في خلق بيئة مناسبة لانتشار الحرائق وزيادة عدد تلك الحرائق بشكل كبير مما أدى الى استنزاف لإمكانياتنا
ويضيف ديوب:إن حرائق الغابات هي من أصعب الحرائق وذلك بسبب تواجدها في مناطق ذات طبيعة جغرافية قاسية (جبال- وديان- سفوح) إضافة لتداخل الأراضي الزراعية مع الغابات، كل هذه العوامل تزيد من الأعباء في مكافحة الحرائق حيث انه في بعض الحالات تصلنا أعداد كبيرة من المؤازرات الخارجية ولكنها بدون جدوى لعدم قدرة بعض الاطفائيات على سلوك الطرقات الحراجية كونها لا تمتلك نظام دفع رباعي مما يؤدي الى نتائج عكسية من خلال زيادة عددية ضمن الموقع تؤدي لإرباك العمللذلكً نرى ضرورة
قيام عناصر الشرطة بدورهم في تنظيم وتسهيل مرور آليات إطفاء الحرائق أثناء الحريق ففي كثير من الأحيان يعترض المواطنون طريق الاطفائيات لحماية منازلهم وبعضهم الآخر يأخذ الاطفائيات إلى ممتلكاتهم الخاصة وفي كثير من الأحيان تفقد السيطرة على إدارة الحريق بفعل هكذا أعمال
*متطلبات
ويشير ديوب الى ان متطلبات تنفيذ خطة مكافحة الحرائق عديدة منها تأمين اعتمادات مالية اضافية لصيانة صهاريج الاطفاء والجرارات والتركسات و تأمين اعتمادات مالية إضافية لزوم استكمال حاجتنا من العدد والأدوات (خراطيم – مرشات ظهرية …..).وتأمين مستلزمات عمال الحرائق من لباس وطعام وتعويضات وتأمين صهاريج إطفاء تدخل سريع عدد /9/ ذات حمولات مختلفة تتراوح ما بين /3-4/ متر مكعب إضافة لما هو موجود وتأمين صهاريج تغذية عدد /5/ ذات حمولات مختلفة إضافة لما هو موجود وتأمين سيارات نقل عمال عدد /6/و /12/ سيارة حقلية دفع رباعي لزوم العمل في المواقع الحراجية ومتابعة تنفيذ خطة شق الطرق الحراجية والمشاركة بإخماد الحرائق ورصد الاعتمادات المالية لصيانة مباني مراكز الاطفاء وأبراج مراقبة الحرائق
(سيرياهوم نيوز ٢-الوطن)