آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » لماذا يقتصر الصبر على العامل بأجر؟

لماذا يقتصر الصبر على العامل بأجر؟

 

علي عبود

 

 

يبدو أن الحكومة أقنعت التنظيم العمالي بأن الإمكانيات معدومة لتحسين القدرة الشرائية لملايين العاملين بأجر، وإلا بماذا نُفسّر تخلّي التنظيم عن مطالبته بتحسين الأوضاع المعيشية للناس؟

وللمرة الأولى يشير رئيس اتحاد العمال إلى “أن الحكومة وعدت بأن أي وفر يتحقق في الموازنة سينعكس على العاملين في الدولة من خلال زيادة الرواتب”، أيّ أن القضية مرتبطة بالوفورات مع أن الحكومة تتحدث دائما عن العجوزات في الموازنة من جهة، وبأن كل الزيادات “الوهمية” السابقة كانت مواردها من زيادة أسعار المحروقات وليس من وفورات الموازنة!

وعندما يعلن رئيس التنظيم العمالي “نحن نعرف الإمكانات الموجودة في البلاد وليس أمامنا إلا الصبر، لأن الحرب على سورية مازالت مستمرة، ونحن في حالة صمود، وهذه الحالة تقترن بالمعاناة، لكن الفجر قريب”، فإن السؤال للتنظيم العمالي وللحكومة معا: لماذا يقتصر الصبر على العاملين بأجر فقط دون شرائح المجتمع الأخرى؟

جميل أن يقول رئيس التنظيم “إننا جميعاً في مركب واحد ولا بديل من التعاون فيما بين جميع الشرائح الاجتماعية، وكل شريحة في المجتمع يجب أن تدفع فاتورتها، ولا يجوز أن يدفعها العامل فقط.. ” ولكن الأجمل أن يطالب التنظيم الحكومة بوضع الآليات الفعالة (لتدفيع) كل شرائح المجتمع فواتيرها، فالوضع المستمر منذ عام 2011 لم يعد مقبولا على الإطلاق!

على مدى أكثر من 13 عاما، وتحديدا مع بداية انخفاض سعر صرف الليرة وتدهور قدرتها الشرائية، والعاملون بأجر صابرون رغما عنهم، ويتحملون لوحدهم دفع الفواتير إلى أن وصل الأمر إلى أن راتب العامل الشهري لايكفي لأكثر من ثلاثة أيام كما أعلن رئيس التنظيم العمالي في مؤتمر عام بحضور رئيس الحكومة منذ أشهر!

ويبدو أن هناك “توجيها” حكوميا لتسويق “الصبر” في صفوف العمال، فهاهو محافظ ريف دمشق يعترف خلال المؤتمر السنوي لعمال دمشق وريفها “ان راتب العامل اليوم لايكفي سوى ليوم واحد، وبالتالي جميع عمالنا يحتاجون إلى تحسين أوضاعهم المعيشية، لكن نتيجة الواقع يضعون على الجرح ملحا ويصبرون”!!

ولا نستبعد أن نسمع “معزوفة الصبر” الجديدة في الكثير من المؤتمرات والندوات والإجتماعات على خلفية أن إمكانات الحكومة محدودة جدا ولا تتيح أيّ زيادة مرتقبة للرواتب، وخاصة بعدما اقتربت أسعار حوامل الطاقة من الأسعار العالمية، بل وزادت عليها، أيّ مامن مصادر أخرى لأيّ زيادات مستقبلية إلا بمعجزة إقتصادية، كزيادة الإنتاج والصادرات، وهذه المعجزة لن تتحقق في عهد هذه الحكومة التي ستتركنا مرغمة بعد أشهر قليلة!!

(موقع سيرياهوم نيوز )

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أسد القمة وضمير الأمة

    بقلم: د. حسن أحمد حسن   عندما يبدأ السيد الرئيس بشار الأسد كلمته في القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض بتاريخ 11/11/2024 ...