ناصر النجار
في قراءة سريعة لمباريات مرحلة الإياب من الدوري الكروي الممتاز بشكل منفصل نجد فيها الكثير من المتغيرات عن مرحلة الذهاب وبالتالي عن الترتيب العام.
وحاز في مرحلة الإياب فريق أهلي حلب الصدارة بفارق نقطتين عن الفتوة وتشرين وارتقى تسعة مراكز دفعة واحدة، ومن الفرق التي تحسن وضعها وترتيبها في الإياب فريق الكرامة الذي ارتقى من ثامن الترتيب إلى المركز الخامس، والوحدة ارتفع من العاشر إلى السابع.
الهابطان الساحل والحرية حافظا على موقعيهما في المركزين الأخيرين في نهاية مرحلة الذهاب وفي نهاية مرحلة الإياب وبالتالي كانا يستحقان الهبوط.
الفتوة هبط إلى المركز الثاني وجبلة الوصيف إلى الرابع وتشرين ارتقى من الرابع إلى الثالث، حطين هبط من المركز الثالث رغم أنه كان يتساوى مع الوصيف بالنقاط ويتأخر عنه بفارق الأهداف إلى المركز السادس.
الهبوط المخيف كان للطليعة الذي تراجع من المركز الخامس إلى المركز العاشر، والجيش تراجع من المركز السادس إلى التاسع والوثبة تراجع مرتبة واحدة من السابع إلى الثامن.
الناديان اللذان ارتقيا في الترتيب كانا أكثر الأندية استقراراً على الصعيد الإداري والفني، والأندية التي تراجعت كانت مضطربة إدارياً وفنياً ومالياً.
وإذا أردنا أن نضع النقاط على الحروف في الدوري فعلينا النظر إلى إدارات الأندية، لنجد أنها مربط الفرس في فرقها، ونجاح الفرق مرتبط بنجاح الإدارات وحسن عملها وإدارتها قبل نجاح المدربين ونوعية اللاعبين ومستواهم.
بطل الإياب
فريق أهلي حلب في الإياب لم يخسر إلا مباراة واحدة مع الفتوة، وحقق الفوز في سبع مباريات وتعادل في ثلاث، ونال 24 نقطة، بينما كانت حصيلته في الذهاب ثلاثة انتصارات وأربعة تعادلات ومثلها خسارات.
على صعيد التسجيل، سجل في الذهاب 12 هدفاً وفي الإياب الضعف 23 هدفاً وبقيت الحالة الدفاعية على حالها فتلقى 13 هدفاً في الذهاب و14 هدفاً في الإياب.
في الذهاب نال ركلتي جزاء، سجل واحدة واضاع الثانية، ولم ينل في الإياب أي ركلة جزاء، واحتسبت عليه أربع ركلات جزاء في الذهاب وثلاث ركلات في الإياب.
لم يتعرض أي من لاعبيه للبطاقات الحمراء في الذهاب، ونال في الإياب ثلاث بطاقات حمراء، على صعيد البطاقات الصفراء نال لاعبو أهلي حلب ثلاثين بطاقة في الذهاب وسبعاً وعشرين بطاقة صفراء في الإياب.
المستوى الجيد الذي ظهر عليه لاعبو أهلي حلب في الإياب يعود لاستقرار الوضع الإداري ولاستقرار الفريق فنياً، واعتماد إدارة النادي على أبناء الفريق فنياً ولاعبين أعطى ثماره، والتجربة بزج اللاعبين الشباب بفريق الرجال كانت جيدة، لذلك كانت مرحلة الذهاب مرحلة إعداد وتحضير واكتساب خبرة، وجاءت مرحلة الإياب لتحقق المطلوب بعد التناغم والتجانس والخبرة في الفريق.
بطل الدوري
انخفض رصيد الفتوة في الإياب عن رصيده في الذهاب خمس نقاط، ولعل هذا التراجع مبعثه الاطمئنان إلى الصدارة فأضاع الكثير من النقاط وخصوصاً في النصف الثاني من مرحلة الإياب، وهذا لم يكن لائقاً بفريق البطولة.
بدأ مرحلة الإياب بالخسارة على أرضه أمام الكرامة وأنهاها بالخسارة على أرضه أمام الوحدة وكانت هذه الخسارة أليمة وحزينة لأنها ترافقت مع أفراح التتويج فشكلت صدمة للفريق ولعشاقه، وبين هاتين الخسارتين كانت خسارة أخرى خارج أرضه مع جبلة وصيفه، لذلك رسمت هذه الخسارات بنوعيتها أكثر من إشارة استفهام، ونلاحظ هنا أن الفتوة لم يستطع التغلب على فريقي الكرامة وجبلة في الذهاب والإياب.
الفتوة أنهى الذهاب بلا خسارة، وتعرض لها ثلاث مرات في الإياب وحقق الفوز في الذهاب ثماني مرات مقابل سبع في الإياب، وتعادل في ثلاث مباريات ذهاباً وتعادل مرة واحدة في الإياب وكانت مع الوثبة.
سجل في الذهاب 16 هدفاً وفي الإياب 15 هدفاً ودخل مرماه في الذهاب أربعة أهداف، بينما تلقت شباكه في الإياب ستة أهداف، وهذه الأرقام تؤكد انخفاض مردود الفتوة في الإياب بشكل عام.
في الذهاب أشرف على تدريب الفريق أيمن الحكيم حتى الخسارة مع الكرامة مطلع الإياب، وتولى إسماعيل السهو مباراة الفوز على حطين وكانت الأهم، ودرب عمار الشمالي الفريق في تسع مباريات من الإياب.
نال الفريق ركلتي جزاء واحدة في الذهاب والثانية في الإياب، وتعرض لركلتي جزاء أيضاً واحدة في الذهاب والأخرى في الإياب.
نال عدي جفال حمراء في الذهاب ونال يوسف الحموي وعبد الرزاق المحمد حمراء لكل واحد منهما في الإياب.
في الإنذارات نال لاعبوه 24 إنذاراً في الذهاب وعشرين بطاقة صفراء في الإياب.
الوصيف
جبلة احتل الوصافة بالذهاب بالتساوي مع حطين وتقدم عليه بفارق الأهداف، وجاء في نهاية الدوري وصيفاً بالتساوي مع تشرين وتقدم عليه أيضاً بفارق الأهداف، لكنه في مرحلة الإياب تراجع ترتيباً إلى المركز الرابع رغم أنه نال النقاط نفسها في الذهاب والإياب بواقع عشرين نقطة في كل مرحلة.
على صعيد الفوز فإن جبلة فاز في الإياب ست مرات مقابل خمس في الذهاب، وتعادل مرتين في الإياب مقابل خمس في الذهاب، وخسر ثلاث مباريات في الإياب مقابل خسارة واحدة، تراجعه في الإياب بالترتيب يأتي لتقدم أهلي حلب وتشرين رغم أنه حافظ على المجموع النقطي، وبالتالي فإن محافظته على موقعه في الوصافة آخر الترتيب تأتي لتراجع حطين في الإياب وتشرين في الذهاب.
سجل جبلة 15 هدفاً في الذهاب و14 هدفاً في الإياب ودخل مرماه ستة أهداف في الذهاب وأربعة في الإياب وكان مع الكرامة أقوى خط دفاع في مرحلة الإياب.
على صعيد المدربين تولى تدريب الفريق عمار الشمالي حتى الخسارة مع أهلي حلب أول الإياب، وخلفه المدرب الجزائري صابر بن جبرية.
له ركلتا جزاء في الذهاب وواحدة في الإياب وعليه ركلة واحدة في الإياب.
في حساب البطاقات تلقى الفريق بطاقة حمراء واحدة في الإياب، ونال لاعبوه عشرين إنذاراً في الذهاب و22 إنذاراً في الإياب.
الوصيف الثاني
فريق تشرين جاء ثالث الترتيب في الإياب وفي الترتيب العام وبكلتا الحالتين تأخر بفارق الأهداف، فجاء وصيفاً في الإياب للفتوة بفارق الأهداف ولكليهما 22 نقطة.
كما جاء وصيفاً في الترتيب النهائي لجبلة ولكل منهما أربعون نقطة وتأخر عن جبلة بفارق الأهداف، مع العلم أنه جاء رابع الترتيب في الذهاب.
فريق تشرين ارتفع عن الذهاب بأربع نقاط بعد أن نال 22 نقطة في الإياب مقابل 18 نقطة في الذهاب، في الإياب فاز ست مرات مقابل خمس في الذهاب وتعادل أربع مرات في الإياب مقابل ثلاث في الذهاب، لكن على صعيد الخسارة تعرض لخسارة واحدة في الإياب وكانت مع الفتوة مقابل ثلاث خسارات في الذهاب.
كان بالإمكان أحسن مما كان، لكن تشرين عانى طوال الدوري الاضطراب الإداري وساهم العجز المالي بفقدان التركيز في الكثير من المباريات، فضلاً عن حدوث بعض الخلافات داخل الفريق سواء بين المدرب والإدارة، أم بين المدرب وبعض اللاعبين تم تسريبها إلى وسائل الإعلام، ولولا ذلك لكان تشرين منافساً كبيراً وجاهزاً على لقب الدوري، الحسنة في نادي تشرين أن الإدارة حافظت على مدربها ماهر البحري، وقد يكون الشرط الجزائي سبباً في الحفاظ عليه في بعض الأحيان وعند ظهور المشاكل، وأغلب هذه المشاكل المطالبة بظروف أفضل وبالمستحقات المالية للاعبين.
سجل تشرين 13 هدفاً في الذهاب و11 هدفاً في الإياب وهي نسبة تسجيل ضئيلة لفريق يحتل أحد مراكز المقدمة ويدل على عقم هجومي واضح، تلقى عشرة أهداف في الذهاب و11 في الإياب، وهذه الأرقام تدل على أن سير الفريق هجوماً ودفاعاً لم يتغير في المرحلتين.
نال الفريق أربع ركلات جزاء واحدة في الذهاب وثلاثاً في الإياب، واحتسبت عليه ركلتا جزاء في مرحلة الذهاب، ولا شيء في الإياب.
في البطاقات الحمراء نال لاعبه محمد كامل كواية بطاقة حمراء في مرحلة الإياب وكانت هذه البطاقة الحمراء الوحيدة في الدوري.
نال لاعبوه 23 بطاقة صفراء في الذهاب وانخفض الرقم في الإياب إلى 18 بطاقة صفراء.
تراجع غير مبرر
تراجع حطين في مرحلة الإياب بلا مبرر وحلّ في المركز السادس في مرحلة الإياب بعد أن كان وصيفاً ثانياً في مرحلة الذهاب وتراجع ترتيبه في المحصلة النهائية إلى المركز الخامس، وهذا الأمر فاجأ عشاق النادي الذين كانوا يمنّون النفس بالمنافسة على اللقب وخصوصاً أن فريقهم كان منافساً للفتوة أغلب مراحل الذهاب ومطارداً له، وإذا علمنا أن الفريق أعدّ كامل العدة لذلك من خلال تجهيز الفريق والتعاقد مع أفضل اللاعبين لأدركنا خيبة الأمل التي حصدها جمهور الفريق.
ولعل ضعف الخبرة الإدارية هي التي أضعفت الفريق الذي لم يعرف الاستقرار الفني، وعندما يكثر الطباخون لن يكون أي شيء ناضجاً وجيداً.
أهم خطأ ارتكبته إدارة حطين هو عدم استقرارها على جهاز فني، فبدلت طواقمها ثلاث مرات، فبدأت مع أنس مخلوف ثم عمار ياسين وأخيراً أحمد عزام.
حطين فاز في الإياب خمس مرات مقابل ست في الذهاب وتعادل في الإياب ثلاث مرات مقابل مباراتين حقق فيهما التعادل، وخسر ست مباريات مناصفة بين الذهاب والإياب، سجل في الذهاب 15 هدفاً وفي الإياب 13 هدفاً، ودخل مرماه في الذهاب تسعة أهداف وفي الإياب مثلها.
له أربع ركلات جزاء، ثلاث منها في مرحلة الذهاب، ولم تحتسب عليه أي ركلة جزاء سواء في الذهاب أم الإياب.
رفعت الحمراء مرتين، واحدة في الذهاب ومثلها في الإياب وكانتا للاعبه المحترف أليكسس بارازا، وفي حساب البطاقات الصفراء نال لاعبوه 16 بطاقة في مرحلة الذهاب و12 بطاقة في مرحلة الإياب.
سيرياهوم نيوز1-الوطن