تُجري كل من مصر وقطر اتصالات مع الجانب الإسرائيلي وحركة “حماس” من أجل العودة من جديد لطاولة المفاوضات غير المباشرة، لإعادة ملف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم فشل كل المحاولات السابقة في التوصل لاتفاق واضح ومُلزم.
ومن المقرر أن تُستأنف لقاءات التفاوض خلال الأيام القليلة المقبلة، وستوجه مصر دعوات رسمية للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لزيارة أراضيها للبحث في ملف تهدئة غزة “المُعقد” والذي بات يُشغل العالم أجمع، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية التي يبدو انها دخلت في مرحلة الخلاف “العلني” مع إسرائيل.
وبحسب ما كشفته مصادر، فإن مصر لم تقطع الاتصالات بين إسرائيل و”حماس”، وتواصل دورها في الخفاء لكن بوتيرة ضعيفة قليلاً خاصة بعد فشل الجولة الأخيرة، وبعد رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الاستجابة للمقترح وقف إطلاق النار، الذي وافقت عليه حركة “حماس”.
ومن المتوقع أن تكون جولة المفاوضات المقبلة “في حال تمت” هي “الأخيرة والحاسمة”، خاصة أن مصر “الغاضبة” بشدة من نتنياهو، هددت علنيًا بانها قد ترفع يدها عن الوساطة بملف غزة، وتوكيله لدولة أخرى، في ظل الإخفاقات المستمرة، والرفض الإسرائيلي في التجاوب مع تحركاتها والمبادرات التي تطرحها.
وكذلك قطر باتت الآن تحت ضغوط كبيرة، خاصة بعد ما تناقلته الكثير من وسائل الإعلام عن ضغوطات تمارس عليها، لطرد قادة حركة “حماس” من أراضيها، وإغلاق مكتب الحركة بشكل نهائي، كنوع من العقاب بسبب رفض “حماس” التنازل عن شروطها التي تضعها على الطاولة، وهو ما نفته الدوحة رسميًا.
وتحدثت كذلك الكثير من وسائل الإعلام أن حركة “حماس” تتجه فعليًا لتغيير استراتيجيتها في التفاوض مع إسرائيل، خاصة بعد رفض نتنياهو المقترح الأخير لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بغزة، وأنها تتجه لفرض شروط جديدة على طاولة التفاوض، كون كل “التنازلات” التي قدمتها في السابق لم تأت بأي نتيجة تذكر، وأن نتنياهو متمسك بخيار الحرب كورقة لبقائه بكرسي الحكم والتهرب من المحاكمة والملاحقة التي تنتظره.
وقال قيادي في حركة “حماس”، لقناة “الشرق”، “نحن أمام صراع إرادات، فالجانب الإسرائيلي يمارس كل أدوات الحرب والضغط، لإجبار حماس على تقديم تنازلات كبرى تصل إلى مستوى إعلان الهزيمة، وحركة حماس لديها جيش مستعد للقتال لسنين طويلة والموت مليون مرة قبل الاستسلام”.
وأضاف: “لقد بينت لنا جولات المفاوضات أن إسرائيل لن تتعهد بوقف الحرب، لأن مثل هذا التعهد يسقط حكامها، وفي نفس الوقت، قررت حماس عدم تسليم الأسرى الإسرائيلين في أي صفقة تبادل لا تنص صراحة على تعهد بوقف الحرب”.
واعتبرت “حماس” ورقة الوسطاء الأخيرة التي وافقت عليها، بعد مصادقة رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية CIA، وليام بيرنز، على ما جاء فيها من نص بوقف دائم للحرب، هي “الأساس المقبول لأي اتفاق مقبل”.
ويرى كثير من كبار المراقبين والمعلقين في إسرائيل، إن نتنياهو يرى في استمرار الحرب “وسيلة للبقاء السياسي، ومحاولة لخلق ديناميكيات سياسية جديدة خلال الحرب، تعيد قاعدته الانتخابية قبل الوصول إلى انتخابات مقبلة، قد تضع حداً لحياته السياسية التي توصف بأنها الأطول لزعيم إسرائيلي.
فمن سينتصر بمعركة “عض الأصابع”؟ ومن سيدفع الثمن؟ ومن الدولة القادرة على الوساطة بهذا الملف الشائك؟
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم