غسان شمه
المال والاستقرار الفني والإداري هما العامل الرئيسي المشترك لتحقيق أي نجاح أو إنجاز في العمل الرياضي، وغيره، ويغدو ذلك شديد الوضوح على صعيد الألعاب الجماعية وخاصة كرة القدم، ومثالنا هنا فريق الفتوة الذي حقق البطولة لموسمين متتاليين بعد توفر المال والاستقرار، في حين تراجع فريق كبير كتشرين بعد ثلاثة مواسم قوية نال فيها اللقب بسبب المشكلات التي عصفت بعمله الإداري والفني.. وفي السياق يمكن أن نذكر فرقاً أخرى كأهلي حلب والحرية والساحل وغيرها ما انعكس بشكل واضح على عطاء هذه الفرق بنسب متفاوتة.
ولكن المحطة البارزة بالنسبة لنا في الحديث عن الواقع الكروي هي محاولة الاقتراب من واقع اللعبة في ناديي أهلي حلب والحرية. فالقلعة الحمراء بتاريخ النادي الكبير بدا فريقها في ذهاب الموسم المنتهي بشكل متواضع وكان بين الفرق التي تعاني بوضوح، لكن مع انطلاق مرحلة الإياب اختلفت الصورة بشكل كبير وبات الفريق باعتماده على عناصر شابة موهوبة ومتحمسة، يشكل خطراً على الفرق كلها، وقد ساعد بذلك جنوح الكفة التدريبية للاستقرار بوجود الخبرة المطلوبة فنياً ومعنوياً، حتى إن الفريق تمكن من إنهاء الموسم بالمركز الرابع بعد بداية متعثرة جداً.
وبالنسبة لفريق الحرية الذي هبط إلى الدرجة الأولى، فهناك الكثير من التفاصيل الإدارية والفنية المعروفة التي أدت إلى ذلك، لكننا نريد هنا التوقف عند فريق الشباب الذي انتزع لقب الدوري إثر فوزه في مباراتي تحديد المركزين الأول والثاني على جاره فريق الاتحاد بعد أن تصدر كل منهما مجموعته، الأمر الذي يشير إلى كثير من الطموحات المشروعة بتعليق الأمل على وجوه جديدة ومتحمسة يمكن، بتقديرنا، أن تعود بالأخضر إلى الممتاز في حال توفرت الظروف الإدارية والفنية والدعم الحقيقي للمواهب الكثيرة في حلب.
وهذه النقطة المتعلقة بالمواهب وجيل الشباب يمكن أن تكون خزّاناً لا ينفذ بالنسبة لفريقي أهلي حلب والحرية في المواسم القادمة، كما يبدو لنا، من خلال ما تمت الإشارة إليه..
وبالمنطق هذا الأمر قد ينطبق على فرقنا كلها من أجل فهم وتطبيق أكثر احترافية لـ«الاحتراف» في ميدان العمل الحقيقي فكراً ومضموناً وليس مجرد واجهة مالية قد تأخذ مسارات عديدة بعضها لا يخدم العمل الكروي نفسه بقدر ما يخدم مصالح عابرة لقلة هنا أو هناك… وللأسف ما زال هناك الكثير مما ينقصنا في هذا المجال الذي يحتاج إلى أكثر بكثير مما هو قائم.
سيرياهوم نيوز1-الوطن