بقلم:عدنان عزام
طوبى لمن يكتب و يتكلم في هذا الوقت العصيب الذي يشهد تحولات تاريخية تجعلنا بحاجة ماسة لأهل الكتابة و الكلام
نعم نحن بحاجة لمن يلامسون بكتاباتهم و كلامهم التحديات الوجودية للانسان السوري و العربي
الامر شائك و لكن لا مجال للاعتكاف و لا مكان للحياد في هذه المنازلة التاريخية الفاصلة
انها المنازلة التي اتاحت لنا وقف ذرف الدموع لأول مرة منذ الف عام عشنا خلالها الانكسارات و الاحتلالات و التبعية للغرب الصهيوني و العثماني
انها المنازلة التي جعلتنا نعيش نشوة الانتصار بفعل الصمود الاسطوري في وجه اعتى قوة على وجه الأرض
القوة التي تسيد على الكثير من بلاد العالم و تبطش بمن تريد على امتداد اليابسة
انها القوة الصهيوغربية و اتباعها من الصهاينة العرب و الاسلامويين و التي تسيطر على عالمنا العربي منذ بداية الحروب الصليبية عام ١٠٩٥
هذه القوة الغاشمة التي ما عرفت انكسارا كالذي تشهده الان في فلسطين و على كل الجبهات التي تحارب عليها
من الصين إلى إفريقيا إلى اوكرانيا إلى الشرق العربي
فهل يستمر هذا الصمود العربي الكفيل وحده باقتلاع ذهنيتنا الكسولة الفردية الخنوعة القابلة بالاحتلال و التبعية و غرس ذهنية متوقدة تعشق المجابهة مهما كانت التضحيات؟
ذهنية تزيل الغمامة عن أعيننا لنرى و نقتنع بقداسة الشهادة في سبيل الوطن مهما بلغت التضحيات
ذهنية توصلنا إلى القناعة بأن الغرب الصهيوني لا يستطيع السيطرة علينا إلى الأبد و لا يستطيع أن يبقينا متفرقين مشتتين إلى الأبد
كل هذا ممكن و لكن ليس بلعن الامبريالية و الصهيونية و الرجعية و الطائفية و حيتان المال و نحن جالسون في المقاهي ننفخ أنفاس النارجيلة
كل هذا ممكن لأن دوام الحال من المحال و عودة العرب إلى مسرح التاريخ ممكنة
و كتابات البيت السوري جزء من هذه المنازلة
(موقع سيرياهوم نيوز)