مع خيوط الشمس الأولى يتسابق مزارعو الوردة الشامية في قرية النيرب بحلب إلى حقولهم لقطاف الوردة الشامية وجني محصولها، ترافقهم طقوس وعادات تعبق برائحة الوردة أينما اتجهت في بساتينهم الخضراء.
المزارع عبد الغني سليمان 70 عاماً والذي يملك حقلاً من الورد بمساحة تصل إلى خمسة دونمات، قال في تصريح لمراسل سانا بحلب: إن الوردة الشامية مؤصلة في جذورنا ونهتم بزراعتها والاعتناء بها كما نهتم بأبنائنا.
وبين سليمان أن هذا الموسم كان جيداً نظراً للعناية المتواصلة بشجيرات الورد من سقاية وتسميد وتقليم، وهو يقبل مع أسرته منذ الصباح الباكر لقطف الورود ومن ثم تسويق المحصول.
وأوضح المزارع خالد سليمان الذي يملك مساحة ثلاثة دونمات مزروعة بالوردة الشامية أنه يقوم بالعناية المتواصلة بحقله من حراثة وتسميد وسقاية ومعالجته من أخطار الأوبئة وأثناء موسم القطاف يحرص على الحضور باكراً وجني المحصول كل يوم، مستعرضاً الفوائد الغذائية الكبيرة للورود ومنتجاتها الكثيرة منها بصناعة العصائر والمربيات والعطور.
وقال المزارع محمود شرفو الذي يملك مساحة 17 دونماً مزروعة بالوردة الشامية: إنه ورثها عن أجداده ويقدم لها كل العناية وهو مستمر بزراعة المزيد منها، داعياً الجهات المعنية إلى تقديم المساعدة من أسمدة ومحروقات.
وتحدث رئيس الجمعية الإنتاجية للوردة الشامية محمود شرفو عن طقوس جني محصول الوردة الشامية، والذي يستمر لفترة قصيرة خلال شهر أيار، حيث يجتمع الأهالي قبل شروق الشمس في الحقول ويبدؤون بعملية القطاف، لافتاً إلى أهمية الوردة الشامية في صناعة الأدوية والعصائر والمربيات ومواد التجميل، مؤكداً سعي الجمعية المتواصل لحث الفلاحين على زراعة المزيد من الأراضي حفاظاً عليها.
وقال مدير زراعة حلب المهندس رضوان حرصوني: إن المساحات المزروعة بالوردة الشامية بلغت 30 هكتاراً بحلب، منها 23 هكتاراً في قرية النيرب، لافتاً إلى أن المديرية عملت على تنظيم ندوات إرشادية للمزارعين بكيفية الاهتمام والعناية بالوردة الشامية، إضافة لعمل الهيئة العامة للبحوث الزراعية العلمية على إنتاج سلالات جديدة من الورود مقاومة للأمراض والآفات الزراعية، كما يتم في المشتل الزراعي إنتاج شجيرات جديدة وتوزع على المزارعين بأسعار تشجيعية.
سيرياهوم نيوز 2_سانا