سلمان عيسى
بعد ان علمنا ان السورية للتجارة، قامت بتأجير براداتها الى تجار الثوم، صار بإمكاننا ان نقول ان السورية للتجارة هي شريك ( دويم ) مع التجار في رفع الاسعار .. اذ ان هذا مخالف تماما لوظيفتها في التدخل الايجابي .. لأن الاصل في بناء وتجهيز البرادات يعود الى اكثر من ثلاثة عقود – من تأسيس شركة الخزن والتبريد قبل الدمج على ثلاثة مراحل لتصل الى صيغة السورية للتجارة ..
كان التدخل الايجابي حينها يفترض ان تقوم هذه الشركة بشراء منتجات الفلاحين من الخضار والفاكهة وتخزينها ضمن هذه البرادات وطرحها في السوق لضمان حصول المستهلكين على بضائع بأسعار معقولة و منافسة ..
كانت اسباب التأسيس ان تقوم مؤسسة حكومية بشراء البطاطا مثلا والتفاح والبرتقال وتحفظها في هذه البرادات لليوم الابيض ..
اليوم، وبعد ان ساءت احوال مؤسسة التدخل الايجابي الوحيدة ، صارت تبحث عن مصادر دخل اضافية تحافظ على سمعتها لدى الحكومة .. فقامت بالتفريط بمستودعاتها ( البرادات ) وأجرتها للقطاع الخاص .. مساهمة منها في رفع الاسعار، وفي عدم انسياب البضائع والسلع بشكل سلس الى الاسواق ..
قبل نحو عامين تقريبا نجح التجار بمساعدة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك برفع اسعار البصل الى معدلات غير مسبوقة، وعلى اثرها وافقت الوزارة على استيراد كمات كبيرة من البصل المصري ( المعفّن ) .. حينها نجح التجار في تخزين البصل المحلي في مستودعات خاصة .. وقد قامت الاجهزة الرقابية بمداهمة الكثير من هذه المستودعات وصادرت محتوياتها ..
اليوم تقوم السورية للتجارة بممارسة دور اصحاب المستودعات الخاصة، بمشاركة تجار الثوم بنفس الدور والوظيفة .. لكن بفتح براداتها لهؤلاء التجار لتخزين الثوم ، في الوقت الذي يجب عليها ان تقوم بتجهيز هذه البرادات لتخزين الثوم والبصل والبطاطا وطرحها في الاسواق عندما يحين وقت تدخلها الايجابي .. لا ان تعطي الفرصة للقطاع الخاص ان يبتزها .. ويبتز المستهلكين بعد فترة قصيرة .. وهذا ما تم فعلا، حين ارتفع سعر الثوم ( الفريك ) من اسواق الهال في مناطق الانتاج الى معدلات غير مسبوقة في بداية الموسم .. علما ان من استفاد من ذلك حلقتي السماسرة والتجار .. والخاسر الفلاح المنتج والمستهلك ..
قد لا تستوعب هذه البرادات عشرات الآلاف من الأطنان .. لكنها بكل الاحوال يمكن ان تتحمل بعض من الخسائر التي يتكبدها المنتج والمستهلك .. وهذه هي وظيفتها ..؟
نحن هنا لسنا بصدد تقريع المؤسسة السورية للتجارة او لومها، لكن بصدد تنبيهها الى ممارسة دورها، طالما انها منساقة الى حد كبير مع السماسرة والتجار .. وطالما انها تفرط بمهمتها ودورها ومسؤلياتها تجاه مهمتها اولا .. وبحقوق المنتجين والمستهلكين .. والحكومة الرشيدة .. ؟!
السورية للتجارة ، لقد انحرفت كثيرا ووقعت في احضان السماسرة .. بين انكر .. ونكير ضاع جهد الفلاح بجهد السورية للتجارة .. على سن ورمح .. ؟!
(موقع سيرياهوم نيوز-3)