يعاني مزارعو منطقة حوض اليرموك غرب درعا من صعوبات عديدة تواجههم في العملية الإنتاجية الزراعية وخاصة للعروة الباكورية، وقد أجملها لـ”الثورة” المزارعون بصعوبة الحصول على مستلزمات العملية الزراعية من أغطية وإكسسوارات بلاستيكية ومحروقات وأدوية وبذار، والتي سعرها أصبح مرهقاً لهم لارتباطه بسعر صرف الليرة.
مركز الزراعات الباكورية
وقال المزارع زياد مصري من بلدة حيط: إن أودية حوض اليرموك غرب المحافظة تعتبر منطقة مناسبة للزراعات الباكورية، مثل الكوسا والبندورة والخيار والفليفلة والفاصولياء، ويعمل 90% من سكان المنطقة بزراعة أراضيهم في سرير وجانبي وادي اليرموك الذي يخترق أراضيهم وصولاً إلى منطقة وادي المقارن ملتقى الوديان غرب درعا، مضيفا أن تلك الزراعة تعتبر مصدر رزق لأهالي المنطقة ويعتاشون منها.
شح بالأسمدة والمحروقات
وبين المزارع حسن دمارة أن هناك صعوبات يواجهها المزارع تشكل عاملاً هاماً في تقليص المساحات المزروعة، والمتمثلة بضعف الدعم المقدم من قبل المصرف الزراعي، وخاصة مادة سماد اليوريا، والعامل الأهم ارتباط مستلزمات العملية الزراعية من بذار ومبيدات وأسمدة ذوابة بالدرجة الأولى بسعر صرف الليرة كونها مواد مستوردة وهذا الأمر يرهق الفلاحين عند سداد الديون المترتبة عليهم، وقيام أصحاب الصيدليات الزراعية باحتساب الثمن على سعر الصرف بنفس يوم السداد، وبالتالي يقع الفلاح بين مطرقة غلاء الأسعار كل يوم وسندان تجار المواد الزراعية.
وكشف أنَّ معاناة المزارع تتمثل في غلاء أسعار البذار وخاصة البندورة الهجين والكوسا والمبيدات الحشرية والعشبية، ويبلغ سعر ظرف بذر الكوسا الهجين اليوم- الذي يكفي لزراعة دونمين ونصف الدونم 200 ألف ليرة، بينما قبل الأزمة كان ثمنها لا يتجاوز 2000 ليرة وكل ذلك مرده إلى الحصار الجائر على سورية واستغلال التجار لهذه الظروف.
وأشار المزارع نهيد الفهد إلى أنَّ الأسعار تضاعفت بعد الأزمة بشكل متتال وتجاوزت 70 ضعفاً، لافتاً إلى أن سعر المبيد الحشري الذي كان يُباع ب 1700 ليرة أصبح اليوم سعر اللتر 50 ألف ليرة، وكذلك أسعار الأسمدة الذوّابة والتي كان سعر الكيلو لا يتجاوز 100ليرة أصبح اليوم ثمن كيلو السماد الذوّاب 9000 ليرة، موضحاً أن هناك هوة كبيرة بين أسعار مستلزمات الإنتاج وأسعار منتج المزارع عند طرحه في السوق كونها مرتبطة بسعر الصرف، بينما لجنة التسعير لا تضع ذلك بالحسبان، ما يترك أثراً سلبيا على مردود المزارع من محصوله مما يؤدي إلى تراجع المساحات المزروعة وترك الكثير من المزارعين هذه المهنة.
تكاليف عالية
وقال بعض المزارعين في بلدات كويا وحيط: إنّ تكلفة زراعة الدونم الواحد من البندورة الباكورية تتجاوز المليوني ليرة، وهي ثمن أكياس سوداء “ملش” وبيضاء وبذور وسماد بلدي ومبيدات حشرية وفطرية وأسمدة ذوابة على مدار الموسم، فقد يبلغ ثمن ظرف بذور البندورة 100 ألف ليرة، وهذا طبعاً إلى جانب المحروقات والنقل والأيدي العاملة وأجور الأرض وثمن محروقات.
دعم محدود
وأوضح المزارع حسن عارف من بلدة كويا، أن المعاناة تتمثل في كمية مادة محروقات الزراعة التي لا تسد احتياجات المزارعين، حيث تقدم المحافظة للمزارع كميات قليلة مقارنة مع الحاجة للري بالإضافة لعدم تأمين سماد السوبر فوسفات بشكل دائم من قبل المصرف الزراعي مما يضطّر المزارع لشرائهِ من السوق السوداء التي يتحكم بها سعر الصرف مما يرتب مصاريف زائدة على المزارعين.
8000 دونم للخضار الباكورية
مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش أكد لـ”الثورة” أن المساحة المزروعة بالخضار الباكورية للموسم الحالي بلغت نحو 8000 دونم، ويتم دعم المزارعين بالمازوت الزراعي المدعوم حسب الكشف الحسي شهرياً، لافتا إلى أنّ أهم الخضار الباكورية التي تزرع بوادي اليرموك هي الكوسا والخيار والبندورة والتي يتم قطافها تباعاً مع بداية الشهر الثاني حتى نيسان.