آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب الأسبوع » “نصف شمس صفراء” رواية الحبّ والحرب في أفريقيا الحديثة

“نصف شمس صفراء” رواية الحبّ والحرب في أفريقيا الحديثة

 

شاهر أحمد نصر

رواية “نصف شمس صفراء” للروائية والشاعرة النيجيرية والطبيبة: شيماندا نغوزي أديشي، مواليد عام 1977، التي درست الطب في بلادها، مِنْ ثّم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودرست علمي الاتصال والعلوم السياسية، وحازت درجة الماجستير في الكتابة الإبداعية، ودرجة الماجستير في الفنون بالدراسات الأفريقية، أصدرت فضلاً عن هذه الرواية عدداً من الروايات والمؤلفات منها: “زهرة الكركديه الأرجوانية”.
ترجم هذه الرواية إلى اللغة العربية الأستاذ الجامعي الدكتور باسل المسالمة، حائز درجة الدكتوراه في الشعر الحديث من بريطانيا، وقد أصدر خمسة عشر كتاباً مترجماً، منها: “فن قراءة الشعر”، و”النظرية الأدبية”، و”الحداثة”، و”ما بعد الحداثة”، و”الجمال والتسامي”.
تلقي رواية “نصف شمس صفراء” الضوء على الحياة الاجتماعية في نيجيريا، وتاريخها في ستينيات القرن العشرين؛ إنّها رواية غنية بالأفكار والشخصيات والأحداث، وتعرفنا إلى كثير من عادات الشعوب الأفريقية القديمة، وسعيها إلى الحرية والاستقلال… من الشخصيات الرئيسة في هذه الرواية الأستاذ الجامعي “أودينيبو” المتميز بحماسته الوطنية والاجتماعية الثورية التي تدفعه إلى لعب دور تنويري في الجامعة، وتحويل منزله إلى منتدى تلتقي فيه شخصيات وطنية لمناقشة التطورات السياسية في البلاد، كما يشجع خادمه “أوغو” إلى متابعة تحصيله العلمي، ويسجّله في المدرسة ويساعد أهله الفقراء، ويعيش “أودينيبو” حياة عشق مع “أولانا” التي تخرجت في الجامعات البريطانية، وابنة رجل ثري محدث النعمة من فئة الفاسدين المعروفين بنسبة “العشرة بالمئة”، التي يدفعونها رشى للمسؤولين الحكوميين للحصول على العطاءات وتنمية ثرواتهم… كما نتعرف إلى ابنته الثانية “كاينيني”، الشقيقة التوأم لـ”أولانا”، وقد أحبتا إحداهما الأخرى حبّاً جماً، ونتعرف إلى علاقة “كاينيني” بالكاتب الصحفي الإنكليزي الخجول “ريتشارد” الذي دفعه اهتمامه بالآثار والفولكلور في أفريقيا إلى العيش في نيجيريا…
إنّ هذه الرواية مصدر مهم لتعريف القاري إلى حياة الشعوب في أفريقيا وعاداتها وتقاليدها، وزراعاتها، وأطعمتها ولباساها، وسكنها، ودرجة تطورها في مرحلة مهمة من تاريخ انتقالها من القبيلة إلى الدولة المعاصرة، هذا فضلاً عن التعريف بالعلاقات الجنسوية شبه المنفتحة، وعادات الزواج، ومحاولات عدد من الفتيات والشبان خرق الانغلاق العائلي، والطائفي، والزواج من قبيلة أخري، ومن رجل أبيض في مجتمع ينتقل بصعوبة من الحياة القبلية إلى المدينية.
كما تطلعنا الكاتبة بأسلوب أدبي فني رفيع على صور الحرب الأهلية ومآسي الشعوب الفظيعة نتيجة هذه الحرب، التي تتحول في مرحلة من مراحلها إلى نضال شعب بيفارا الغنية بالنفط لتأسيس جمهورية مستقلة في جنوب شرق نيجيريا، ودور القوى الاستعمارية، ولا سيما الإنكليزية والأمريكية في شحن النزاعات وتأجيج الصراعات، وتصفية القادة الوطنيين:
“هل تعرف القاتل الحقيقي الذي قتل لومومبا؟… إنّهم الأمريكيون والبلجيكيون”.ص18
“كانت هناك قصصٌ أخرى أيضاً عن الأكاديميين البريطانيين في الجامعة في زاريا، الذين شجعوا المجازر، وأرسلوا الطلاب لتحريض الشبّان”. ص261
“من الضروري أن نتذكر أنّ أول مرة ذُبح فيها شعب الإيبو كان عام 1945، وقد عجَّلت الحكومة البريطانية الاستعمارية هذه المذبحة، حين ألقت اللوم على شعب الإيبو لقيامه بإضراب قومي، وحظرت الصُّحُف التي نشرها شعب الإيبو، وشجّعت عموماً المشاعر المناهضة للإيبو”. ص275
ويبقى الحبّ هو الفضاء الجميل الذي تنسج الكاتبة عبره مختلف الأحداث وتقربها من القارئ وتشدّه إليها:
“أنت لا تؤمن بأي شيء”.
“بالحبّ – قال وهو ينظر إليها – إنني أؤمن بالحبّ”. ص417
وهل تُخلّف الحروب الأهلية غير الحزن؟ إنّما: “كان الحزن احتفاءً بالحبّ؛ فأولئك الذين يمكن لهم أن يشعروا بالحزن الحقيقي كانوا محظوظين لأنّهم شعروا بالحبّ”.ص711
الترجمة العربية للرواية من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب – وزارة الثقافة – 2022، تقع في718 صفحة من القطع الكبير.
(سيرياهوم نيوز3-صفحة الكاتب )

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعالية”

      يتضمن الكتاب دروساً فعالة في التغيير الشخصي ويتناول مفهوم الفعالية الشخصية والتأثير الإيجابي للعادات الصحيحة على حياة الفرد. يركز الكتاب على تطوير ...