ناصر النجار
أصدر اتحاد كرة القدم التشكيلة التي سيستدعيها المدرب الأرجنتيني كوبر للجولتين الأخيرتين من التصفيات الآسيوية التي سيواجه بها منتخبنا كلاً من منتخبي كوريا الشمالية في السادس من الشهر المقبل في لاوس، واليابان في الحادي عشر منه في طوكيو.
وضمت التشكيلة الأخيرة مشاركة ثلاثة لاعبين جدد يتم استدعاؤهم للمرة الأولى وهم:
حارس مرمى فريق كيلميس الأرجنتيني استيبان خليل، ومدافع فريق كولوكولو التشيلي إيميليانو آمور، ومهاجم فريق روساريو الأرجنتيني توبياس القاضي، ومن الطبيعي أن يجهل الجميع مستوى اللاعبين الثلاثة، وتم استدعاؤهم على ذمة المدرب هيكتور.
الغيابات بسبب الإصابات متعددة ولعل أقساها إصابة المدافع أيهم أوسو وهو الذي أثبت جدارته وصلابته في المباريات التي شارك بها، وتستمر إصابة المهاجم بابلو صباغ والغريب الإعلان عن استمرار إصابة محمد عثمان وهو لم يستدع إلى المنتخب منذ زمن طويل، وجديد الإصابات نوح شمعون.
الغريب يكمن في عدم استدعاء عمر خريبين لأسباب خاصة، لكن الملاحظ أنه منذ الإعلان عن قرب عودة عمر السومة، ظهرت علامات عدم الرضا عند الخريبين، ومنذ فترة كنا نلاحظ أن هناك فجوة كبيرة بين المهاجمين، ومن الصعب أن يجتمعا في معسكر واحد ومباراة واحدة في الفترة الأخيرة على الأقل، لكن الأسوأ أن هناك من يشعل نار الخلاف بينهما لأمور شخصية بحتة.
مع العلم أن منتخبنا بالفعل بحاجة إلى وجود السومة والخريبين معاً في المنتخب، فمن هو القادر على ترميم الفجوة بينهما.
على رأس قائمة المستبعدين الحارس إبراهيم عالمة، والواضح أن الحارس الجديد جاء لينهي عصر العالمة بعد أن انتهى عصر غيره من حراس المرمى، وذلك بسبب انخفاض مستواه وهذا الأمر بات متفقاً عليه حتى من جمهور كرتنا.
من اللاعبين الذين تم استدعاؤهم مجدداً محمد الحلاق لاعب العهد اللبناني وغاب في الفترة السابقة بسبب الإصابة، وتم استدعاء محمد عنز أيضاً لحاجة المنتخب للاعب ارتكاز، وسيحافظ المدرب (على ما يبدو) على وجود ثائر كروما ومؤيد العجان ومحمود الأسود وعمار رمضان كأساسيين من جنس اللاعبين المحليين أما فهد اليوسف فسيبقى للحالات الطارئة، واللاعبون: مؤيد الخولي وعمرو ميداني وعمرو جنيات لشغل الدكة الاحتياطية.
الملاحظ أن كوبر استدعى 24 لاعباً منهم أحد عشر لاعباً تخرجوا من الدوري السوري وأغلبهم محترف في الخارج، ومن يلعب في الدوري السوري هم: مؤيد العجان ومؤيد الخولي وعمرو جنيات ومحمود الأسود، وباقي اللاعبين موزعون على أندية الخليج والعراق والأردن وعمار رمضان وحده يلعب في سلوفاكيا.
استغراب
الشارع الكروي ما زال يستغرب دعوة بعض اللاعبين الذين لم يبصموا هذا الموسم في الدوري أو أولئك الذين بلغوا من العمر عتياً ويلعبون في أندية خارج خريطة أندية النخبة في الدوريات التي يشاركون فيها، ولعل الجواب المفترض كما جاء على لسان كوبر في أكثر من تصريح خفي أنه مضطر لذلك حتى يملأ الشواغر في المنتخب، لكن التصريح الأهم الذي يمكن التعويل عليه ما يردده البعض أن كوبر غير مقتنع بأي لاعب في الدوري السوري، وأن المنتخب بحاجة إلى محترفين أجانب، لذلك ما زال كوبر وغيره يبحثون في أندية أوروبا وأميركا الجنوبية عن لاعبين من أصول سورية لضمهم إلى المنتخب، وإذا كان التشكيل الأخير للمنتخب ضم عدداً من اللاعبين المعروفين لدى جمهورنا، فإن التشكيلات القادمة لن تجد الأسماء ذاتها ضمن الدعوات القادمة حالما وجد كوبر ضالته في الدوريات العالمية ولو كانت من دوريات النخبة الثانية والثالثة، فهم بنظر كوبر أفضل من الدوري السوري.
المدرب الأرجنتيني يعمل للمرحلة القادمة وليس لهاتين الجولتين القادمتين، ويريد أن يصل إلى تشكيلة جيدة من اللاعبين تعرف الثبات والاستقرار والانسجام قبل انطلاق المرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم في أيلول القادم.
هذا الكلام الذي يتردد في كواليس المنتخب يعطينا انطباعاً بأن المنتخب قادر على تجاوز كوريا الشمالية في لاوس، أو إن هناك معلومات غير رسمية عن انسحاب المنتخب الكوري احتجاجاً على نقل مباراته مع منتخبنا إلى لاوس، لكن هذا الكلام ماذا سيكون مصيره لو أن منتخبنا وقع في المطب أمام كوريا الشمالية (لا سمح الله)؟
الدم الجديد
منطقياً من المستحيل أن يكون همّ الكرة السورية البحث عن لاعب جيد من أصول سورية في قارات العالم الخمس، فكوبر لن يبقى مع منتخبنا إلى الأبد، وقد يأتي مدرب بغيره ويتحفنا بأفكار جديدة قد يكون أحدها تجنيس اللاعبين، رغم أن هذه الفكرة يتم طرحها منذ الآن، وهو أمر غير وارد لأسباب عديدة لسنا بوارد ذكرها في هذه العجالة الآن.
من الخطأ أن يصب اتحاد كرة القدم جلّ اهتمامه على المنتخب الوطني، والمفترض أن يكون اهتمامه منصباً أيضاً على النشاط المحلي وعلى بقية المنتخبات التي هي رديفة للمنتخب الأول.
الحقيقة التي لا تغيب عن أحد أن نظام المسابقات وخصوصاً في دوري الفئات العمرية (أولمبي، شباب، ناشئين) لا يصلح لتطوير المواهب والخامات، وخصوصاً أن اللاعب في هذه الفرق لا يلقى الرعاية والدعم والاهتمام.
اتحاد كرة القدم يجب أن يصب اهتمامه الكبير في هذه الدوريات لأنها تضم الكثير من المواهب والخامات الواعدة، ومن خلال المتابعة والتدقيق في الدوري الأولمبي ودوري الشباب وجدنا العديد من اللاعبين المواهب في أنديتنا المختلفة بكل المحافظات، لكن إن بقي الحال على المنوال ذاته فإن هذه المواهب ستقتل في المهد.
الأمر الآخر أن منتخباتنا الأخرى تحتاج إلى طواقم أجنبية خبيرة، وليعذرنا مدربونا إذا قلنا إنهم بحاجة إلى صقل أكثر، فضلاً عن أن مدربينا ينصاعون للأوامر والتعليمات بضم هذا اللاعب واستبعاد غيره، على عكس الأجنبي الذي لا يقبل التدخل بشؤون المنتخب أبداً.
ونحن بهذا الكلام لا نظلم أحداً، فهذه منتخباتنا على اختلاف مدربيها لم تستطع تجاوز الدور الأول في كل البطولات التي شاركت بها.
تهيئة المنتخب الرديف (الأولمبي) ومنتخب الشباب بشكل جيد وعلمي مدروس يؤسس لبناء كرة متطورة ستضخ دماء جديدة ستكون خير خلف لسلفها من اللاعبين البارزين الذين صاروا على أبواب الاعتزال.
سيرياهوم نيوز1-الوطن