أحمد يوسف داود
منَ المُؤَكَّدِ دونَ جٍدالْ، هو أَنَّ عالَمَنا الآنَ عالَمٌ مُضطَرِبٌ جِدّاً – رغمَ كلِّ رَغبَتِنا ورَغْباتِ سِوانا في أَنْ يَكونَ هادِئاً، ويَنعُمَ بالتّفاهُمِ الّذي لايُمكِنُ أَنْ يَقودَنا إلّا إلى مَزيدٍ منَ الأَمْنِ والسَّلامْ – وأَنّهُ، برَغمِ فَوْضاهُ الظاهِريَّةِ، لابُدَّ لهُ منْ أَنْ يَظلَّ يَقودُنا إِلى السَّلامْ!.. وذلكَ بِتَجاوُزِ ماتَبدو عَليهِ الأُمورُ منْ تًوتُّرٍ وتَعقيدْ، وَمِنَ اضْطِرابٍ عامٍّ في مُجمَلِ العَلاقاتِ الدَّوليَّةِ الرّاهِنةِ – على وَجهِ الإجمالْ – حَيثُ هي لاتَدلٌّ، بالقَدْرِ الكافي، على أَيِّ تَوازُنٍ إيجابيٍّ عالَميٍّ مُطَمئِنْ!.
ولِهذا فإِنَّ مايَجِبُ عَلَينا تَفَهُّمُهُ هوَ أَنَّ الحَقيقَةَ هيَ: على خِلافِ أَمانينا، إلى حدٍّ مُخيفٍ تَماماً.. إِذْ يَتَعيَّنُ عَلَينا أَلّا نَتوَقَّعَ مِنْ حَماقاتِ مَن هُمُ (القَيِّمونَ على إِدارةِ شؤونِ البَشرِيَّةِ كلِّها، في نَظرِ أنفُسِهم!) – أو على غالِبيَّتِها إجمالاً – أَنَّها قد لاتَسمَحُ لَنا بِما هوَ كثيرٌ منْ استِمرارِ الأمَلِ والتَّفاؤلِ القائِمَينِ حتّى الآنْ!.
والحَقيقةُ – حولَ كلِّ مايُمكِنُنا فهمُهُ أوْ تَقبُّلهُ، رَغمَ كُلِّ مافيهِ منَ ابتِزازٍ ودَجَلٍ، ولُؤْمٍ وانْحِرافٍ، وسُقوطٍ تافهٍ ولاأَخلاقيٍّ.. إلى آخِرِ مايُمكِنُ قولُهُ هنا – نَراهُ حاليّاً كجُزْءٍ يَسيرٍ مِمّا يُمَهِّدُ لِمُعطَياتٍ ليسَ لها منْ أُفُقٍ مُطَمئِنٍ يُشيرُ إلى (عَدالةِ التَّعامُلِ) وَفقَ العَلاقاتِ غَيرِ الابتِزازِيّةِ التي لايَجِبُ توفُّرُها بَينَ (الكِبارِ!) وبَينَنا: نَحنُ الذينَ عَلَينا أَنْ نَدفَعَ أَثْمانَ تَناحُرِهِمُ المُتَواتِرْ!.
وبالطّبعِ، فإنّ هذا يُثيرُ الكثيرَ منَ التَساؤُلِ الذي هوَ (بِرَسمِ الإجابةِ عَلَيهْ!)، ولكنْ: كيفَ نُجيبُ من دونِ فَهمِ تَركيبِهِ بكلِّ مافيهِ من تَزويرٍ وانْحرافٍ وتَصارُعٍ.. وما لايُطاقُ من أَعْطابِهِ التي هي لاإنْسانِيّةٌ بَتاتاً، لا بل هِيَ أَسوأُ مايُمكِنُ أنْ تُشيرَ إليهِ أَوضاعُنا أَو أَحوالُنا الرّاهِنَةُ المُترَدّيَةْ!.
إِنَّ سِباقَ تَسلُّحٍ مُريعٍ يَكادُ (هوَ وحُروبُ التِّجارَةِ: مُعلَنَةً وغيرَ مُعلَنَةْ)، أمران مُريعانِ يَطغَيانِ على كلِّ ماعَداهُما منْ قَضايا إنْسانِيّةٍ أُخْرى ذاتِ أَهَمّيَّة بالِغةٍ مُتَولِّدةٍ عَنْهُما، وعنْ صِراعاتِهما ذاتِ الطّابعِ المُتّسِمِ بأنّهُ تَدميريٌّ أو يَستَجِرُّ التَّدميرَ في أشكالٍ وصِيَغٍ قد لاتَخطِرُ حتّى على بالِ مَنْ هم بِمَرتَبَةِ كبارِ الشَّياطينْ، ولَيسَ (زَمَنُ الكورونا) عَنّا بِبَعيدْ!.
أَمّا ماقَدَّمَتْهُ روسيا مؤخَّراً عَمّا وثَّقتْهُ منْ تَحميلِ أَميرِكا “الطُّيورَ المُهاجِرةَ” منْ: فيروساتٍ بالِغةِ الخُطورَةِ على (حَياةِ البَشَريَّةِ برُمَّتِها)، خِلالَ إحدى جَلْساتِ مَجلِسِ الأَمنِ الأَخيرَةْ – مُوَثَّقةً بالأَدِلّةِ التي لايُمكِنُ دَحضُها – فهي تَدلُّ على مدى استِهانةِ أميركا (بالحَياةِ البَشريّةِ) إذ هِيَ تُحَمِّلُ الطّيورَ المُهاجِرةَ مَوادَّ قاتِلةً أو مُجَرثِمةً، معَ سائِرِ مايَجعَلُها فَتّاكةً بالجُملةِ بِسُكانِ الأَماكنِ أَو البُلدانِ التي تُسقِطُها فيها معَ نَشرِ ماتَحمِلُهُ من فيروساتٍ في كلِّ الأَمكِنةِ التي تُسقِطُها فيها: هيَ وَحامِلَها المِسكينْ، فَهلْ سَمِعَ البَشَرُ من قبلُ بما هوَ أَكثَرَ فَظاعةً ولاإِنسانيّةً منْ ذلكْ؟!.
أَعتَقدُ أَنّ الرّوسَ لَمْ يَقولوا (كَلِمةَ كذبٍ واحِدةٍ في ماقَدّموهْ)!.
فَلنَنْتظِرِ النّتائجَ لِهذهِ (الفَضيحَةِ المُوثَّقةِ) للوِلاياتِ المُتّحِدَةْ/أُمِّ الشُّرورِ في عالَمِنا المَنكودِ هذا.. والله المُستَعانُ بِهِ على مايَفعَلونْ!.
(موقع سيرياهوم نيوز-٣)