آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » الحكومة الخفية:الانتخابات الامريكية مربط خيلها؟ ان خسرت امريكا انتهت.

الحكومة الخفية:الانتخابات الامريكية مربط خيلها؟ ان خسرت امريكا انتهت.

ميخائيل عوض

 

 

قرنين ونصف على قيام امريكا النظام وقرن ونيف على تقدمها وريادتها للنظام الرأسمالي وتطبيعه بطابعها الانجلو ساكسوني ربما بدأت تفرض حقائق وحاجات الاجتماع البشري والأزمنة وحاجاتها فيها وببنيتها.

فقد برزت ظاهرة قومية فيها وهي اصلا تم بناؤها صناعيا ومعولمة تجميعاً لأقوام ومهاجرين منتجين وعمال وباحثين عن الذهب في ارض الفرص وطالبي لجوء وجنسية وعمال مهرة للشركات ومستهلكين يعيشون في غيتوات” وعلى قياس ونظم الشركات وحاجاتها لا على قواعد وبمسارات وازمنه اطوار تشكل الشعوب والاقوام والامم/الحضارات.

فهل اخذ الزمن مفاعيله وبات يعمل على اعادة تطبيع وتطويع امريكا ونظامها على قواعده وحاجاته؟ ربما والا من اين اتت ظاهرة ترامب واعتماده شعارات تنتمي الى عصر القوميات ونشوء الامم فتكون برامجه واستهدافاته؛ الامة الامريكية وامريكا اولا وماذا يفيد الامريكي اذا كسبت العالم وخسرت نفسها ولا فائدة لأمريكا من الحروب والعولمة ودور شرطي العالم وهي ذاتها اهداف ومصالح الحكومة العالمية الخفية ولوبياتها ومصالح الشركات المتعدية الجنسية وما فوق القومية والتي تأسست وبنت امريكا وسادت لتحقيقها.

هذا ما يسمى مكر التاريخ.

فالحكومة الخفية ودولتها اداتها التنفيذية التي زرعت اركان الكرةالارضية قواعد واساطيل وشغلت البشرية بأكثر من ٢٥٠ حرب وبؤرة توتر وفوضى ولم تترك زاوية نائية الا سعت لإخضاعها او دولة وامة الا خططت وعملت على تدميرها وتفكيكها للسيطرة عليها ونهب نتاجاتها وثرواتها.

هذه الامريكا تصاب بعارض القومية والسعي للتحول الى امه والامة تستلزم دولتها القومية والدولة القومية ستكون مركزية وتنموية واجتماعية وتستلزم سيادة وقواعد ومؤسسات تتعارض حديا مع المعولمة وتفرض اسيجة وجدران جمركية واجراءات للحد من اعطاء الجنسية. وتقتضي تدمير منظمة التجارة العالمية وانشاء وفرض الضرائب على الواردات وجدران إسمنتية والكترونية لتامين الحدود وصد موجات الهجرة الى ارض الذهب والفرص.

صدقوا؛ ان امريكا اليوم وبنيتها وتشكيلات دولتها العميقة الامريكية التي ادارتها الحكومة الخفية اصبحت في مشاريعها المستقبلية أميركتين” ٢ امريكا”.

واحدة للشركات والعولمة ساعية الى تدمير القوميات والدول في ارض الله الواسعة. وواحدة ساعية لجعل امريكا قومية وامة ودولة امه… يا للهول ؟

هكذا تفهم ظاهرة ترامب وسياساته واجراءاته التي اعتمدها في ولايته ويمكن وصف ظاهرته بلوبي الامركة ويمثل جزءا بنيويا واساسيا من تكتلات الدولة العميقة الامريكية التي كانت على انسجام تام مع الشركات وعولمتها وضربت فيها الانشقاقات العامودية والحدية.

فترامب ليس فردا ولا هو ظاهرة سماوية بل ممثل لقطاعات اقتصاديةوكتل اجتماعية فرضت نفسها وتسعى لفرض مصالحها.

البيض العجائز ومدن الصفيح والانجلو ساكسون المرتهبون من ضياع امريكا من بين ايديهم وقد تحقق ما يشبه توازن عددي بين ” الهسبانكمن السود والافارقة والأسيويين واللاتينيين والمهمشين واللاجئين” والعرق الابيض وباتت اللغة الاسبانية والمتحدثين بها اكثر عددا من المتحدثين بالإنكليزية في الولايات الامريكية”.

الشركات على العكس تريد فتح الحدود واستقطاب اللاجئين لتوفير يد عاملة رخيصة وسوق لمنتجاتها ولاختبار تجاربها على البشر والتهجين وتمويل مغامراتها وحروبها والبنتاغون والوكالات من موازنات الدولة ووزارة الخزانة والاموال من الضرائب والاستدانة والجدوى والارباح تعود للشركات وصناع الاسلحة والحروب وبيروقراطية البنتاغونوالكابيتول على حساب امريكا ومواطنيها وبنيتها التحتية المتقادمةوالمتأكلة.

يبدو ان المواطنين في امريكا والشركات في قطاع الانتاج التقليدي والقوى العاملة والكتل لاجتماعية بدأت تدرك بحسها وعفويتها ان الحكومة الخفية ولوبيات العولمة والشركات المتعدية الجنسية اورثت امريكا ومواطنيها الويلات واوصلتهم الى بئس المصير فبدأتالتمردات ما انتج ظاهرة ترامب وترامب بشخصه واخلاقه وقيمه وتصرفاته يطابق صفة الامريكي الذي نشا في بيئة المهاجرين الأوائل من الاقوام والاكثر فاعلية الانجلو ساكسون؛ الكاو بوي والعمدة.

ترامب ليس ظاهرة عابرة ولا صدفة من خارج السياق ولا نزل بالبراشوت.

ظاهرة تمثل قطاعا واسعا وكتلة فاعلة في المجتمع والدورة الاقتصادية والانتاجية والاسواق.

ظاهرة ترامب تعبير عن بلوغ الانقسامات العامودية في النظام الامريكي الدولة المصنعة ذروة التناقضات وتضع امريكا القديمة امام مفترق خطر وتفرض الحاجة لإعادة هيكلتها وهيكلة مؤسساتها والسيستم واعادة تعريف هويتها ودولتها.

…/ يتبع

الاشتباك بين الشركات والقومية والدولتية في قلب امريكا الى اين يأخذها؟…

(سيرياهوم نيوز3-الكاتب )

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عن إعادة التموضع.. ودور النُخَب

      بقلم :بسام هاشم   هفي مرحلة ما بعد الانتصار على الإرهاب، وفي سياق إعادة بناء الدولة الوطنية، تجد سورية نفسها أمام تحديين ...