آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » الكرنفال الأوروبي السابع عشر على الأبواب.. عشرة أبطال … الزعامة للمانشافت والماتادور وحلم استعصى على الإنكليز

الكرنفال الأوروبي السابع عشر على الأبواب.. عشرة أبطال … الزعامة للمانشافت والماتادور وحلم استعصى على الإنكليز

محمود قرقورا

 

ترفع الستارة يوم الرابع عشر من الشهر الجاري إيذاناً بافتتاح النسخة السابعة عشرة لكأس أمم أوروبا على الأراضي الألمانية، وعلى مدار النسخ السابقة احتل الألمان والإسبان الصدارة بثلاثة ألقاب مقابل لقبين لفرنسا وإيطاليا ولقب لكل من الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا وهولندا والدانمارك واليونان والبرتغال.

 

كعادة «الوطن» في البطولات الكبرى تسلط الضوء على مسار البطولات السابقة لتكون مادة دسمة تعد أرشيفاً وخليلاً ودليلاً لمن يريد الإبحار.

 

اليوم نتناول البطولات الثلاث الأولى التي عرفت ثلاثة أبطال (السوفييت والإسبان والطليان) وإلى التفاصيل..

1960.. غاب فونتين وكوبا فتوّج ياشين

 

كما كل بطولة وليدة لا بد أن تعاني حتى تبصر النور، وكما حدث في النسخة الأولى من المونديال عندما قاطعها بعض العمالقة، فإن البطولة الأوروبية لم تكن بمنأى عن ذلك، فرفضت منتخبات الجزر البريطانية وإيطاليا وألمانيا الغربية والسويد وهولندا وسويسرا المشاركة، وهي منتخبات غابت عن المونديال الأول، والسبب الجوهري خشية من التضارب مع بطولات الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا وفق النظام الذي اتبع.

 

اتفقت اللجنة المنظمة على اعتماد نظام خروج المغلوب كما هي الحال في دوري أبطال أوروبا، على أن تقام مباريات المربع الذهبي في دولة محددة، وهذا سيتبع حتى النسخة الخامسة عام 1976 وكان طبيعياً أن تسند البطولة الأولى إلى فرنسا تكريماً لهنري ديلوني صاحب فكرة البطولة الذي قضى قبل أن تبصر البطولة النور.

 

ولأن المنتخبات التي رغبت بالمشاركة في النسخة الأولى هي 17 وكان لزاماً إقامة دور تمهيدي لتصفية المنتخب السابع عشر، فشاءت القرعة أن تلعب جمهورية إيرلندا مع تشيكوسلوفاكيا بطريقة الذهاب والإياب كي تفرز المنتخب الذي سيواجه الدانمارك في دور الستة عشر، فكانت البطاقة من نصيب تشيكوسلوفاكيا التي ردت على خسارة الذهاب صفر/2 برباعية.

 

لا مفاجآت في دور الستة عشر

 

لم تحفل مباريات دور الستة عشر بالمفاجآت فتأهل الكبار، السوفييت على حساب المجر وهي المباراة الأكثر تقارباً من حيث موازين القوى، حيث مباراة الذهاب كانت الأولى بتاريخ البطولة وجرت في 28/9/1958 على ملعب لينين أمام أكثر من مئة ألف متفرج وحسمها السوفييت 3/1 سجل أولها أناتولي ايلين أول لاعب سجل بتاريخ المسابقة، وقاد المباراة النمساوي غريل كأول من أطلق الصافرة، وفي الإياب فاز السوفييت 1/صفر.

 

وتأهلت فرنسا بتخطيها اليونان بفضل جنرال خط الوسط كوبا والمهاجم فونتين الهداف الفذ لمونديال 1958 بواقع 7/1 ذهاباً و1/1 إياباً، ورومانيا على حساب تركيا بالفوز 3/صفر والخسارة صفر/2 والنمسا على حساب النرويج بواقع 1/صفر و5/2 والبرتغال بانتصاريها على ألمانيا الشرقية 2/صفر و3/2 وإسبانيا بقهرها بولندا مرتين 4/2 و3/صفر وتشيكوسلوفاكيا على حساب الدانمارك بالتعادل 2/2 والفوز 5/1 ويوغسلافيا على حساب بلغاريا بالفوز 2/صفر والتعادل 1/1.

 

أول حادثة استبعاد

 

قضت قرعة ربع النهائي التقاء إسبانيا والسوفييت، فرفض حاكم إسبانيا منح لاعبي السوفييت تأشيرات دخول رداً على التدخل السوفييتي في الحرب الأهلية الإسبانية مع نهاية عقد الثلاثينيات، فكان القرار الجريء من اللجنة المنظمة باستبعاد إسبانيا واعتبار السوفييت طرفاً أول في المربع الذهبي قبل أن تنضم فرنسا وتشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا، فرنسا بمجموع 9/4 على حساب النمسا، وتشيكوسلوفاكيا بمجموع 5/صفر على حساب رومانيا، ويوغسلافيا فازت إياباً على البرتغال 5/1 بعد الخسارة ذهاباً بهدفين لهدف.

 

غياب فونتين وكوبا

 

كوفئت فرنسا باستضافة البطولة تكريماً لهنري ديلوني صاحب فكرة البطولة، ولكن الظروف لم تخدمها، إذ لعبت ضد يوغسلافيا بغياب جنرال خط الوسط كوبا وهداف مونديال 1958 والأدوار الأولى للبطولة فونتين بسبب الإصابة، وهما دعامة أول الأجيال الفرنسية ذائعة الصيت، فلم يكن البديلان لوسيان موللر وميشيل ستيفانارد أهلاً لذلك، والثاني تحديداً لعب مباراته الدولية الأولى، كما أن المدافع هوبيرت هيربين لعب مباراته الدولية الأولى، ومع كل ذلك تقدمت فرنسا مرتين 3/1 و4/2 علماً أن الهدف الأول في النهائيات كان يوغسلافياً عبر غاليتش الذي سجل في المباراتين الأخيرتين ليوغسلافيا قبل النهائيات، وفي مباراتي البطولة، ثم في المباريات الست التالية ليصبح اليوغسلافي الوحيد الذي سجل في عشر مباريات دولية متتالية لمنتخب بلاده.

 

والمفردة التاريخية أن فرنسا تحتفظ برقم سلبي يتمثل بكونها المستضيفة الوحيدة التي تلقت 5 أهداف بمباراة واحدة، وثلاثة من الأهداف سجلت خلال أربع دقائق.

 

وفي المباراة الأوروبية الشرقية الخالصة بين السوفييت وتشيكوسلوفاكيا لمعرفة المتأهل الثاني للنهائي، فاز السوفييت بثلاثية سجل أحدها بونديلينك في مباراته الدولية الثانية، حيث قدم أوراق اعتماده في المباراة التحضيرية ضد بولندا عندما سجل الهاتريك الوحيد في مسيرته الدولية، وشهدت المباراة إهدار التشيكوسلوفاكي جوزيف فويتا ركلة جزاء هي الأولى المحتسبة والمهدرة عبر نهائيات البطولة.

 

وداعية جوانكيه

 

تمنى الفرنسيون وداعاً تكريمياً للمدافع التاريخي جوانكيه، ولكن الأمل خاب كخيبة أمل الحارس تايلاندير الذي لعب أولى مبارياته الدولية الثلاث، والمدافع سياتكا الذي لعب مباراته الدولية الوحيدة، فسجل الأرشيف أن فرنسا التي سجلت 21 هدفاً في المباريات الخمس السابقة في البطولة والتي سجلت 23 هدفاً في مونديال السويد 1958 عجزت عن التسجيل هذه المرة في الوقت الذي طرق فيه مرماها مرتين، والسبب الرئيس غياب فونتين، والمفردة التاريخية المهمة أيضاً أن فرنسا تلقت سبعة أهداف، وهذا أكبر رقم لدولة مستضيفة إلى جانب يوغسلافيا 1976مع فارق أن فرنسا تلقتها خلال 180 دقيقة، في حين يوغسلافيا تلقتها خلال 240 دقيقة.

 

مخالب ياشين

 

رغم أن المنتخب السوفييتي لعب مباراته الرابعة فقط في البطولة وهذا أقل عدد لمنتخب يلعب النهائي بتاريخ البطولة، إلا أنه توج بطلاً بفضل حارسه الملقب بالعنكبوت الأسود ليف ياشين الذي أبدع في صد الهجوم اليوغسلافي طوال 120 دقيقة إلا من هدف وحيد سجله غاليتش بمساعدة المدافع السوفييتي نيتو مع انتهاء الشوط الأول، وفي الشوط الثاني استعاد رفاق ياشين زمام المبادرة وعادلوا النتيجة بعد أربع دقائق عبر ميترفيللي وظلت النتيجة على حالها رغم المحاولات المستمرة الجادة من الجانبين.

 

وفي الوقت الإضافي سجل التاريخ أن بونديلينك سجل أول هدف في الوقت الإضافي منصباً بلاده سيدة القارة العجوز للنسخة الأولى وإليكم سجل النتائج:

 

نصف النهائي

 

* 6/7/1960: يوغسلافيا × فرنسا 5/4 سجل ليوغسلافيا غاليتش (11)، وزانيتش (55)، كنيز (75) ويركوفيتش (78 و79)، ولفرنسا فينسينت (12)، هيويت (43 و62) وفيسنيسكي (53).

 

* المدينة: باريس، الجمهور: 26370 متفرجاً، الحكم: البلجيكي غاستون غرانداين.

 

*6/7/1960: الاتحاد السوفييتي × تشيكوسلوفاكيا 3/صفر سجلها فالنتين إيفانوف (34 و56) وبونديلنيك (66).

 

* المدينة: مرسيليا، الجمهور: 25184 متفرجاً، الحكم: الإيطالي سيزار جوني.

 

المركز الثالث

 

* 9/7/1960: تشيكوسلوفاكيا × فرنسا 2/صفر سجلهما بوبنيك وبافلوفيتش (58 و88).

 

* * المدينة: مرسيليا، الجمهور: 9438 متفرجاً، الحكم: الإيطالي سيزار جوني.

 

المباراة النهائية

 

* 10/7/1960: الاتحاد السوفييتي × يوغسلافيا 2/1 بعد التمديد سجل للسوفييت ميترفيللي وبونديلنيك (49 و113)، وليوغسلافيا غاليتش (43).

 

* المدينة: باريس، الجمهور: 17966 متفرجاً، الحكم: الإنكليزي ايليس.

 

أرقام

 

* شهدت النهائيات تسجيل 17 هدفاً خلال 4 مباريات والأكثر تسجيلاً يوغسلافيا بستة أهداف والأقل تشيكوسلوفاكيا بهدفين.

 

* أسرع هدف سجله اليوغسلافي غاليتش بمرمى فرنسا في الدقيقة 11.

 

* اللاعب الأكثر فاعلية هو السوفييتي بونديلينك وتساوى خمسة لاعبين بصدارة الهدافين وهم الفرنسي هويت والسوفييتيان بونديلنيك وفالنتين ايفانوف واليوغسلافيان غاليتش ويركوفيتش ولكل منهم هدفان.

 

* أفضل حارس السوفييتي ياشين.

 

* احتسبت ركلة جزاء واحدة ضاعت، ولم تشهد البطولة أي حالة طرد.

 

1964.. الخسارة الأولى للسوفييت كلّفتهم اللقب

 

اتسعت رقعة الدول المشاركة في النسخة الثانية التي جرت وفق نظام البطولة الأولى، فارتفع عدد الدول التي رغبت في المشاركة إلى 29 قبل أن تنسحب اليونان من مواجهتها ألبانيا بسبب الحرب الدائرة بينهما، وبذلك تأهلت ألبانيا مباشرة إضافة إلى ثلاثة منتخبات جنبتها القرعة المواجهة في الدور التمهيدي وهي المنتخب السوفييتي حامل اللقب والنمسا ولوكسمبورغ.

 

إسبانيا نالت شرف استضافة الدور النهائي الذي ضم منتخبات المجر والدانمارك والسوفييت، لكن هذه الاستضافة اشترطت باستضافته المنتخب السوفييتي، وكان شرط الإسبان بقيادة جنرالهم فرانكو تجنب مواجهة السوفييت في نصف النهائي بإجراء قرعة موجهة، غير أن الأقدار جعلتهما يلعبان مجبرين في النهائي الذي انتهى إسبانياً بصعوبة بالغة، ففرح فرانكو وشعبه كثيراً بتقويض أحلام الشيوعيين.

 

خروج مبكر لأسياد اللعبة

 

اشتركت المنتخبات الكبرى باستثناء ألمانيا الغربية، ولكن الابتسامة غابت عن الإنكليز الذين كانوا يزعمون أنفسهم أسياداً للعبة، إذ أوقعتهم قرعة الدور التمهيدي مع الجارة فرنسا في قمة بحر المانش، فانتهت المباراة الأولى بالتعادل بهدف لمثله, وتلك المباراة كانت الرسمية الأخيرة للمدرب ونتربوتوم الذي أراد ضخ دماء جديدة في المنتخب الذي خرج خالي الوفاض من مونديال تشيلي، فأشرك ميك هيلاوي الذي لم يلعب سوى مباراة ودية أخرى، وكريستوفر غرو وراي تشارنلي وكلاهما لم يلعب دولياً إلا تلك المباراة، والآن هينتون الذي لم يلعب إلا مباراتين أيضاً، وعندما حانت مباراة العودة كان يقود منتخب الأسود الثلاثة ألف رامزي كأول مباراة رسمية له ولأن هم البلاد وقتها المونديال فقد مرت الخسارة مرور الكرام.

 

منتخبات السوفييت والنمسا واللوكسمبورغ تأهلت دون لعب وألبانيا لانسحاب اليونان، وفي البقية تخطت السويد الجارة النرويج بواقع 2/صفر و1/1 واكتسحت الدانمارك الجارة مالطة 6/1 و3/1 وسجل هدافها مادسن ثلاثة أهداف في الأولى وهدفاً في الثانية، وفازت جمهورية إيرلندا على أيسلندا 4/2 قبل التعادل 1/1 إياباً وتغلبت إيرلندا الشمالية على بولندا 2/صفر في المباراتين ولم يفد رومانيا فوزها على إسبانيا 3/1 لأنها خسرت ذهاباً بنصف دستة من الأهداف، وانتصرت يوغسلافيا على بلجيكا 3/2 و1/صفر، وتجاوزت هولندا منتخب سويسرا بالفوز عليه 3/1 والتعادل 1/1 وبالطريقة ذاتها عبرت المجر حاجز ويلز، وسجلت ألمانيا الشرقية مفاجأة بإبعادها ثاني العالم تشيكوسلوفاكيا بواقع 2/1 والعودة بتعادل ثمين إياباً 1/1 وحققت إيطاليا فوزاً مزدوجاً على تركيا بواقع 6/صفر و1/صفر والأهداف الستة في المباراة الأولى سجلها كل من ريفيرا بواقع هدفين هما باكورة أهدافه الدولية الأربعة عشر، وألبرتو أورلاندو الذي سجل أهدافه الدولية الأربعة في إطلالته الأولى، علماً أنه لعب أربع مباريات أخرى دون تسجيل، وكبرى المفاجآت فجرتها بلغاريا التي تبادلت الفوز مع البرتغال 3/1 ثم وجهت الرصاصة القاتلة على أرض محايدة في روما عندما فازت بهدف أسباروف قبل أربع دقائق من النهاية.

 

لوكسمبورغ تبعد هولندا

 

جاءت قرعة الدور الأول مثالية للمنتخبات الكبرى، حيث لم تفرز سوى مواجهة من العيار الثقيل بين إيطاليا والسوفييت الأقوياء في ذاك الوقت الذين استطاعوا قطع الشك باليقين منذ المباراة الأولى بفوزهم 2/صفر وكل ما فعله الطليان في لقاء الرد تسجيل التعادل بهدف لمثله في وقت متأخر.

 

الإسبان عبروا من أرض إيرلندا الشمالية بهدف خنتو بعد التعادل ذهاباً 1/1 والسويد أقصت يوغسلافيا بالفوز عليها 3/2 بعد التعادل صفر/صفر، وتأهلت الدانمارك على حساب ألبانيا بالفوز 4/صفر ذهاباً وبالخسارة صفر/1 إياباً، وتأهلت جمهورية إيرلندا بالفوز على النمسا 3/2 بعد التعادل صفر/صفر، وردت فرنسا على خسارة الذهاب أمام بلغاريا صفر/1 بالفوز 3/1 غير أن كبرى مفاجآت النسخة الثانية برمتها خروج هولندا على يد لوكسمبورغ بعد تعادلهما في أمستردام 1/1 والخسارة 1/2 في روتردام ومن بعدها تقابلا عشر مرات انتهت لمصلحة هولندا مع تسجيل 40 هدفاً وتلقي ثلاثة أهداف، وللعلم فإن الزيارة الأولى للوكسمبورغ إلى روتردام في 31 آذار 1940 شهدت خسارة هولندا 4/5 وفي آخر المباريات تأهلت المجر على حساب ألمانيا الشرقية بالفوز عليها في برلين الشرقية 2/1 والتعادل بثلاثة أهداف لمثلها إياباً.

 

تألق مادسين

 

قرعة ربع النهائي أسفرت عن تأهل الكبار إسبانيا على حساب جمهورية إيرلندا بواقع 5/1 و2/صفر والمجر على حساب فرنسا 3/1 و2/1 والسوفييت على حساب السويد بالفوز 3/1 إياباً بعد التعادل 1/1 ذهاباً، واحتاجت الدانمارك لمباراة فاصلة لإيقاف مد لوكسمبورغ بفضل هدافها في ذاك الوقت مادسين قبل ست دقائق من النهاية بعدما تعادل المنتخبان 3/3 و2/2 والأهداف الدانماركية الخمسة في المباراتين سجلها مادسين أيضاً، فأنجزت لوكسمبورغ أربع مباريات متتالية من دون خسارة وهذا لم تحققه في أي تصفيات أخرى.

 

قرعة موجهة

 

القرعة الموجهة جعلت مهمة أصحاب الأرض الإسبان وحامل اللقب السوفييت أسهل على الورق، غير أن حقيقة المستطيل الأخضر كانت عكس ذلك بالنسبة للمستضيفين الذين فصلت بينهم وبين مباراة الإعادة مع المجر القوية في تلك الحقبة خمس دقائق عندما سجل أمانسيو هدفاً أعاد الروح للمدرب فيالونغا معقد الأمل بعد هيلينو هيريرا الذي لم يكن على قدر المسؤولية في المونديال قبل عامين.

 

السوفييت روّضوا الدانماركيين الذين قادهم المهاجم مادسين هداف التصفيات بأحد عشر هدفاً فبقى المنتخب الدانماركي في برشلونة لخوض المباراة الترتيبية التي جاءت مثيرة واحتاجت لوقت إضافي لتنتهي لمصلحة المجر، وعجز الدانماركي مادسين هداف التصفيات عن التسجيل، وهو الذي اختير لاعب العام في الدانمارك، وسجله الدولي يشير إلى 42 هدفاً خلال 50 مباراة دولية.

 

تحت أنظار فرانكو

 

أمام مئة وخمسة آلاف متفرج أمّوا مدرجات ملعب برنابيه يتقدمهم الجنرال فرانكو تقدمت إسبانيا بعد ست دقائق، فحسب الجميع أن بوادر اللقب ستكون سهلة المنال ولكن هدف الرد بعد دقيقتين أسكت حناجر الفرحة في قلوب الإسبان، فظن المتابعون أن مهرجان أهداف بالانتظار لكن لاعبي الفريقين خيبوا الآمال، حيث سيطر الحذر بشكل كبير وطغت النزعة الدفاعية على أداء الفريقين، وعلى غير الموعد سجل سواريز ذو الأصول الباراغويانية هدف التتويج ملحقاً الهزيمة الأولى بالسوفييت خلال عشر مباريات لعبتها في البطولتين تصفيات ونهائيات، وهاكم: سجل النتائج

 

نصف النهائي

 

* 17/6/1964: إسبانيا × المجر 2/1 بعد التمديد سجل لإسبانيا بيريدا وامانسيو (35 و115)، وللمجر بيني (84).

 

* المدينة: مدريد، الجمهور: 125000 متفرج، الحكم: البلجيكي أرثور بلافيير.

 

* 17/6/1964: الاتحاد السوفييتي × الدنمارك 3/صفر سجلها فورونين وبونديلنيك وايفانوف (19 و40 و87).

 

* المدينة: برشلونة، الجمهور: 38000 متفرج، الحكم: الإيطالي روزاريو لوبيللو.

 

المركز الثالث

 

* 20/6/1964: المجر × الدنمارك 3/1 بعد التمديد سجل للمجر بيني (11) ونوفاك (107 و110 والأول من جزاء)، وللدنمارك بيرتيلسن (82).

 

* المدينة: برشلونة، الجمهور: 4000 متفرج، الحكم: السوييسري دانييل ميليت.

 

النهائي

 

* 21/6/1964: إسبانيا × الاتحاد السوفييتي 2/1 سجل لإسبانيا بيريدا ومارتينيز (6 و84)، وللاتحاد السوفييتي خوساينوف (8).

 

* المدينة: مدريد، الجمهور: 105000 متفرج، الحكم: الإنكليزي أرثور هولاند.

 

أرقام

 

* شهدت النهائيات تسجيل ثلاثة عشر هدفاً خلال أربع مباريات والأكثر تسجيلاً المجر وإسبانيا والاتحاد السوفييتي بأربعة أهداف والأقل الدانمارك بهدف واحد.

 

* أسرع هدف سجله الإسباني بيريدا بمرمى الاتحاد السوفييتي في الدقيقة السادسة.

 

* اللاعب الأكثر فاعلية الإسباني سواريز وتساوى المجريان بيني ونوفاك والإسباني بيريدا بصدارة الهدافين ولكل منهم هدفان.

 

* أفضل حارس السوفييتي ياشين.

 

* احتسبت ركلة جزاء واحدة سجلت، ولم تشهد البطولة أي حالة طرد.

 

1968.. كل الطرق خدمت المضيف

 

ازداد عدد المشاركين إلى 31 منتخباً مع مشاركة ألمانيا الغربية وصيف بطل العالم للمرة الأولى إضافة إلى اسكتلندا التي أكملت عقد الدول البريطانية، حيث اعتبرت بطولة الجزر البريطانية السنوية بمنزلة التصفيات المؤهلة كما حدث في بدايات مشاركاتها بتصفيات المونديال.

 

واعتمد نظام جديد يقضي بتوزيع المنتخبات الـ31 إلى ثماني مجموعات يتأهل أبطالها لربع النهائي الذي تقام مبارياته بطريقة الذهاب والإياب ثم تلعب المنتخبات الأربعة المتأهلة بدولة واحدة ونال شرف التنظيم إيطاليا.

 

المجموعات

 

مج1: إسبانيا، تشيكوسلوفاكيا، جمهورية إيرلندا وتركيا.

 

مج2: بلغاريا، البرتغال، السويد والنرويج.

 

مج3: الاتحاد السوفييتي، اليونان، النمسا وفنلندا.

 

مج4: يوغسلافيا، ألمانيا الغربية وألبانيا.

 

مج5: المجر، ألمانيا الشرقية، هولندا والدانمارك.

 

مج6: إيطاليا، رومانيا، سويسرا وقبرص.

 

مج7: فرنسا، بلجيكا، بولونيا، بلجيكا ولوكسمبورغ.

 

مج8: إنكلترا، اسكتلندا، ويلز وإيرلندا الشمالية.

 

ربع النهائي

 

إنكلترا × إسبانيا 1/صفر و2/1، بلغاريا × إيطاليا 3/2 وصفر/2، فرنسا × يوغسلافيا 1/1 و1/5، المجر × الاتحاد السوفييتي 2/صفر وصفر/3.

 

ثاني وثالث العالم ضحيتان

 

عندما وزعت المنتخبات الأحد والثلاثون إلى ثماني مجموعات مالت الترشيحات لإسبانيا والسوفييت والمجر وإيطاليا وفرنسا وإنكلترا وألمانيا الغربية والبرتغال وتطابقت التوقعات في ست مجموعات وخالفت في مجموعتين وهذا سر اللعبة الشعبية أسيرة المفاجآت.

 

البرتغال بقيادة الساحر أوزيبيو لم تفك اللغز البلغاري للبطولة الثانية على التوالي رغم أنها حجمتها في المونديال الإنكليزي، وألمانيا الغربية سقطت في فخ ألبانيا الضعيفة فذهبت البطاقة ليوغسلافيا التي تبادلت الفوز مع ألمانيا الغربية.

 

وشهدت المجموعة الإنكليزية حدثين بارزين:

 

الأول: خسارة إنكلترا أمام اسكتلندا كأول خسارة رسمية لإنكلترا خلال تصفيات بطولة رسمية.

 

الثاني: مباراة الإياب شاهدها 130711 متفرجاً كأعلى حضور جماهيري بتاريخ البطولة.

 

وأفضل رصيد خلال دور المجموعات بطلته إيطاليا التي تعادلت بمباراة وفازت بخمس معيدة شيئاً من كرامتها المهدورة في مونديال 1966 عندما خرجت على يد كوريا الشمالية.

 

إنكلترا مقنعة

 

قرعة ربع النهائي جاءت متكافئة وتفوح منها رائحة القوة، فاصطدم المنتخبان اللذان لم يهزما في دور المجموعات وهما إيطاليا وبلغاريا فردت إيطاليا على خسارة الذهاب 2/3 بالفوز بهدفين ويعود الفضل في تأهل الطليان للاعب بيرينو براتي الذي سجل هدفاً في كل مباراة متوجاً موسماً مثالياً على الصعيد المحلي اعتلى فيه صدارة هدافي الكالتشيو بخمسة عشر هدفاً.

 

المنتخبان الشرقيان المجري والسوفييتي تقابلا قبل عامين في ربع نهائي المونديال وفاز السوفييت 2/1 ولم يختلف الأمر في هذه البطولة إلا في السيناريو، فالمجريون تقدموا 2/صفر ذهاباً وأظهر السوفييت رباطة جأشهم إياباً بثلاثية نظيفة أمام أكثر من مئة ألف متفرج أمّوا مدرجات ملعب لينين مثبتين أنهم أشداء في البطولة.

 

أبطال العالم الإنكليز كانوا الأكثر إقناعاً فجردوا الإسبان من اللقب بإسقاطهم مرتين 1/صفر في ويمبلي بتوقيع بوبي تشارلتون وبهدفين لهدف في برنابيه.

 

وبعد تعادلهما في مرسيليا بهدف لمثله خاص اليوغسلاف والفرنسيون لقاء الحسم على ملعب بارتيزان وفاز اليوغسلاف بخمسة أهداف لهدف سجل أحدها دزاييتش أكثر من مثل يوغسلافيا دولياً، وللعلم فإن خسارة فرنسا هي الأثقل رسمياً طوال عقد الستينيات.

 

الطرد الأول

 

خاضت إنكلترا مباراتها الأولى في النهائيات بمواجهة يوغسلافيا التي أزاحت عن طريقها ألمانيا الغربية وفرنسا وفاز اليوغسلاف بهدف دزاييتش ثالث أفضل لاعب في القارة ذاك العام وتوقف النقاد والمتابعون عند ثلاثة أحداث:

 

1- خروج إنكلترا بهدف متأخر من تسديدة صاروخية لا ترد قرب انتهاء المباراة.

 

2- تعرض المدافع الإنكليزي مولاري لبطاقة حمراء هي الأولى بوجه أي لاعب إنكليزي في المباراة 424 بتاريخ إنكلترا والأولى بتاريخها في نهائيات البطولة.

 

3- الخطأ التكتيكي الذي ارتكبه المدرب آلف رامزي بركنه جيف هيرست الذي جلب لقب المونديال لإنكلترا على مقاعد البدلاء والزج بالمهاجم هينتر الذي حجز مكانه إثر مباراة إسبانيا التي سجل فيها هدف الفوز.

 

القرعة

 

مباراة نصف النهائي الأخرى بين أصحاب الضيافة والسوفييت جرت في طقس سيئ وطغت النزعة الدفاعية على أداء الطرفين ولم تكن الخشونة بعيدة لدرجة أن الحكم طلب من قائدي الفريقين تهدئة الوضع في الوقتين الإضافيين.

 

غاب عن السوفييت صاحب هدف الفوز على إيطاليا في مونديال 1966 شيسلنكو، ومع ذلك بدا الضيوف الطرف الأفضل من دون تسجيل، فسارت المباراة إلى وقت إضافي لم يأت بجديد، ففصلت القرعة لمصلحة الطليان في حادثة لم تتكرر ثانية في البطولة حيث لم يكن معمولاً بنظام ركلات الترجيح.

 

تشكيلتان

 

عندما عاد جيف هيرست للتشكيلة الإنكليزية قهروا السوفييت بهدفين سجل أحدهما المهاجم هيرست نفسه لتصعد إنكلترا منصة التتويج بالبرونزية للمرة الأولى.

 

وفي النهائي وبعد ثلاثين عاماً من التتويج بثاني ألقاب المونديال أعدت الجماهير الإيطالية العدة للاحتفال بكأس الأمم الأوروبية، ولكن الجماهير خاب أملها بعرض باهت تستحق عليه الهزيمة حسب اعتراف الحارس دينو زوف، وتكفي الإشارة إلى أن يوغسلافيا ظلت متقدمة حتى الدقيقة الثمانين.

 

المباراة كانت الدولية الأولى لأسيموفيتش لاعب يوغسلافيا ولأنستازي لاعب إيطاليا.

 

وبعد إدراك التعادل سار الوقتان الإضافيان ثقيلين على الطليان الذين ارتضوا بالتعادل الذي يفرض مباراة إعادة.

 

مباراة الإعادة جاءت مختلفة عن سابقتها فلم يدع أصحاب الأرض الفرصة لخصمهم لالتقاط أنفاسه، فحسموا الموقف بهدفين مبكرين ممهدين الطريق نحو الزعامة الأوروبية الأولى والأخيرة، ولعل كلمة السر في فوز الطليان دخول خمسة لاعبين مرتاحين من عناء المباراة الأولى مقابل تغيير وحيد في التشكيلة اليوغسلافية التي بدت متعبة من جراء الجهد المبذول في المباراة الأولى، وإليكم سجل النتائج:

 

نصف النهائي

 

* 5/6/1968: إيطاليا × الاتحاد السوفييتي صفر/صفر، بعد التمديد ففازت إيطاليا بالقرعة.

 

* المدينة: نابولي، الجمهور: 68582 متفرجاً، الحكم: الألماني الغربي كورت تشنشر.

 

* 5/6/1968: يوغسلافيا × إنكلترا 1/صفر سجله دزاييتش (86).

 

* المدينة: فلورنسا، الجمهور: 21834 متفرجاً، الحكم: الإسباني خوسيه ماريا دي مينديبل.

 

المركز الثالث

 

* 8/6/1968: إنكلترا × الاتحاد السوفييتي 2/صفر سجلهما بوبي تشارلتون وجيف هيرست (39 و63).

 

* المدينة: روما، الجمهور: 68817 متفرجاً، الحكم: المجري استيفان زولت.

 

النهائي

 

* 8/6/1968: إيطاليا × يوغسلافيا 1/1 بعد التمديد سجل لإيطاليا دومنغيني (80)، وليوغسلافيا دزاييتش (39).

 

* المدينة: روما، الجمهور: 85000 متفرج، الحكم: السويسري دينست.

 

النهائي المعاد

 

* 10/6/1968: إيطاليا × يوغسلافيا 2/صفر سجلهما ريفا واناستازسي (12 و31).

 

* المدينة: روما، الجمهور: 55000 متفرج، الحكم: الإسباني خوسيه ماريا دي مينديبل.

 

أرقام

 

* شهدت النهائيات تسجيل سبعة أهداف خلال خمس مباريات كأقل نسبة تسجيل، والأكثر تسجيلاً إيطاليا بثلاثة أهداف والأقل الاتحاد السوفييتي من دون تسجيل.

 

* أسرع هدف سجله الإيطالي ريفا بمرمى يوغسلافيا في النهائي المعاد بعد اثنتي عشرة دقيقة.

 

* اللاعب الأكثر فاعلية الحارس الإيطالي دينوزوف وتصدر اليوغسلافي دزاييتش الهدافين برصيد هدفين.

 

* أفضل حارس الإيطالي دينوزوف بتلقيه هدفاً واحداً خلال 330 دقيقة.

 

* لم تحتسب أي ركلة جزاء وشهدت البطولة حالة طرد واحدة هي الأولى في النهائيات وصاحب الحظ التعيس الإنكليزي مولاري أمام يوغسلافيا.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في رابع الدوري الكروي الممتاز.. هدف واحد لا يكفي، والمفاجآت قادمة … الكرامة ينظر نحو الأمام والبقية تفكر بالنجاح التام

حسب اتحاد كرة القدم تقام مباريات الأسبوع الرابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز في ثلاثة أيام، غداً الجمعة يلعب الكرامة مع الشعلة على ملعب الباسل ...