آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » الكرنفال الأوروبي السابع عشر على الأبواب.. عشرة أبطال… /2/ … بداية عصر المانشافت واختراق تشيكوسلوفاكي بركلات ترجيح خالدة

الكرنفال الأوروبي السابع عشر على الأبواب.. عشرة أبطال… /2/ … بداية عصر المانشافت واختراق تشيكوسلوفاكي بركلات ترجيح خالدة

محمود قرقورا

 

ترفع الستارة يوم الرابع عشر من الشهر الجاري إيذاناً بافتتاح النسخة السابعة عشرة لكأس أمم أوروبا على الأراضي الألمانية، وعلى مدار النسخ السابقة احتل الألمان والإسبان الصدارة بثلاثة ألقاب مقابل لقبين لفرنسا وإيطاليا ولقب لكل من الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا وهولندا والدانمارك واليونان والبرتغال.

 

كعادة «الوطن» في البطولات الكبرى تسلط الضوء على مسار البطولات السابقة لتكون مادة دسمة تعد أرشيفاً وخليلاً ودليلاً لمن يريد الإبحار، واليوم نتناول البطولات الرابعة والخامسة والسادسة التي عرفت بطلين جديدين وهما (ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا) وإلى التفاصيل.

 

1972- المدفعجي يقود ألمانيا للزعامة

 

ازداد عدد المنتخبات المشاركة بإطلالة أولى لمالطا فأصبح 32 منتخباً وفق النظام السابق القاضي بتوزيع المنتخبات إلى ثماني مجموعات يتأهل أبطالها، ثم تقام مباريات ربع النهائي بموجب القرعة ذهاباً وإياباً ثم تلعب المنتخبات الأربعة المتأهلة في المربع الذهبي بطريقة الإقصاء بأرض أحد المنتخبات المتأهلة، ووقع الخيار على بلجيكا التي سجلت المفاجأة بتأهلها على حساب إيطاليا.

 

المنتخب الإيطالي حامل اللقب لم يكتب له التأهل ورشّح النقاد الألمان الغربيين المدعوين لاستضافة المونديال قبل أن تبدأ التصفيات استناداً للكتيبة التي حظي بها المدرب هيلموت شون، وتأكد ذلك خلال ربع النهائي عندما جرحوا كبرياء الإنكليز في معقلهم ويمبلي معبدين الطريق لسيادتهم القارة للمرة الأولى، وتجلت قوة الألمان خارج أرضهم بفوزهم في المباريات الست إحداها على إنكلترا، وهذا حدث للمرة الأولى استكمالاً للثأر من الإنكليز على خلفية نهائي كأس العالم 1966، على النقيض تماماً من أرضهم حيث تعادلوا بثلاث من مبارياتهم الأربع.

 

المجموعات

 

مج1: رومانيا، تشيكوسلوفاكيا، ويلز وفنلندا.

 

مج2: المجر، بلغاريا، فرنسا والنرويج.

 

مج3: إنكلترا، سويسرا، اليونان ومالطا.

 

مج4: الاتحاد السوفييتي، إسبانيا، إيرلندا الشمالية وقبرص.

 

مج5: بلجيكا، البرتغال، اسكتلندا والدانمارك.

 

مج6: إيطاليا، النمسا، السويد وجمهورية إيرلندا.

 

مج7: يوغسلافيا، هولندا، ألمانيا الشرقية واللوكسمبورغ.

 

مج8: ألمانيا الغربية، بولندا، تركيا وألبانيا.

 

ربع النهائي

 

* إنكلترا × ألمانيا الغربية 1/3 وصفر/صفر.

 

* إيطاليا × بلجيكا صفر/صفر و1/2.

 

* المجر × رومانيا 1/1 و2/2 ثم 2/1 بمباراة فاصلة جرت في بلغراد.

 

* يوغسلافيا × الاتحاد السوفييتي صفر/صفر وصفر/3.

 

خمسة منتخبات

 

خمسة منتخبات لم تهزم خلال دور المجموعات وهي إنكلترا والاتحاد السوفييتي وإيطاليا ويوغسلافيا وألمانيا الغربية، والمنتخب الأكثر جمعاً للنقاط هو إنكلترا بإحدى عشرة نقطة واللافت أنه أهدر النقطة في ويمبلي أمام سويسرا.

 

المجموعة الأولى حسمتها رومانيا بفارق الأهداف عن تشيكوسلوفاكيا والمجموعة الثانية اعتلتها المجر رغم البداية الطيبة لفرنسا التي امتلكت أمل التأهل حتى المباراة الأخيرة ضد بلغاريا فخسرت لتنزلق للمركز الثالث، واستعرضت إنكلترا قوتها في المجموعة الثالثة السهلة نسبياً، في حين استمر غياب الماتادور عن البطولات الكبرى منذ مونديال 1966 بخلاف السوفييت وخصوصاً في البطولة الأوروبية, ولم يفلح الأسمر أوزيبيو بقيادة برازيليي أوروبا في المجموعة الخامسة التي ذهبت بطاقتها لبلجيكا، والنتائج اللاحقة أثبتت أن ذلك ليس ضربة حظ.

 

وحسمت يوغسلافيا الموقف في المجموعة السابعة رغم قوة الهولنديين بقيادة الجناح الطائر كرويف، وفرض المنطق نفسه بتأهل ألمانيا الغربية في المجموعة الثامنة مع أنها خضعت مرتين لنتيجة التعادل بأرضها.

 

وداعاً جيف هيرست

 

اتجهت الأنظار بربع النهائي صوب المواجهة الكبرى بين بطل العالم ووصيفه 1966، واللقاء الأول كان في ويمبلي معقل المباراة الأشهر بينهما عبر التاريخ قبل ست سنوات عندما سجل هيرست ثلاثية أحد أهدافها مثير للجدل حتى يومنا هذا، واستطاع الألمان رد الدين بعدما بقيت النتيجة هدفاً لمثله حتى الدقائق الخمس الأخيرة، والقدر يتلكم بلغة خاصة يعجز عن كتابتها المنجمون، فجيف هيرست صاحب الثلاثية في نهائي كأس العالم خرج في الدقيقة 60 ولم يلعب للمنتخب ثانية، فكتب له المجد أمام ألمانيا الغربية والنهاية المؤلمة أمام ألمانيا الغربية! فخاض الألمان لقاء الرد بارتياح تام فصمتت الشباك بفضل عبقرية قائدي الدفاع والفريقين بيكنباور وبوبي مور.

 

البلجيكيون جردوا الطليان من اللقب بقهرهم 2/1 بعدما مارسوا دور الكاتناشيو بنجاح لافت.

 

السوفييت ضربوا يوغسلافيا بقوة في لقاء الرد قاطعين تذكرة العبور، في حين احتاجت المجر لمباراة فاصلة أقيمت في بلغراد لتخرج رومانيا.

 

لا حل للمدفعجي

 

لم يدع الألمان أي فرصة لأصحاب الضيافة البلجيكيين الذين كانوا يدركون ذلك وهم يواجهون الفريق الأفضل في العالم ذاك العام، حيث الاستقرار التدريبي والإبقاء على الوجوه التي حلت ثالث العالم قبل عامين، والأهم من كل ذلك امتلاك مفاتيح من طراز عالمي في المراكز الأربعة التي يتمناها أي مدرب في العالم.

 

المدفعجي غيرد موللر اشتهر بتسجيله من ربع فرصة نظراً لحاسة الشم التهديفية التي لم تظهر على غيره أبداً، فسجل هدفين وسعى جاهداً أن يصبح الوحيد الذي يسجل الهاتريك في كأس العالم وكأس أوروبا من دون فائدة، بل الهدف جاء بلجيكياً عبر بوليونوس الذي خلده التاريخ بكونه صاحب أول هدف للاعب بديل.

 

المباراة الشرقية الخالصة بين السوفييت والمجر انتهت سوفييتية بهدف في مباراة رفض المجريون قيادتها لوقت إضافي بإهدارهم ركلة جزاء قبل خمس دقائق من صافرة النهاية كثاني ركلة جزاء مهدرة في النهائيات.

 

المباراة الترتيبية انتهت لمصلحة أصحاب الأرض بهدفين لهدف، وسجل الهدفين لامبرت هداف الدوري البلجيكي ذاك العام مع كلوب بروج.

 

نهائي بارد

 

قبل 23 يوماً بالتمام والكمال تقابل المنتخبان الألماني والسوفييتي ودياً وفاز الألمان برباعية غيرد موللر الذي عاد وسجل هدفين، الأول حمل الرقم 50 في مسيرته الدولية، والثاني حمل الرقم الحادي عشر في البطولة تصفيات ونهائيات.

 

والنهائي كان من طرف واحد ويكاد يصنفه النقاد بأنه النهائي الأقل سخونة وإثارة وندية من بين كل النهائيات الأخرى، حيث ظهرت إبداعات بيكنباور وموللر وونيتزر وهم الثلاثة الأفضل في استفتاء القارة ذاك العام، وانفرد الألمان بكونهم المنتخب الوحيد الذي سجل ثلاثة أهداف في النهائي حتى الآن وبكونهم سجلوا الفارق الأعلى في المباريات النهائية للبطولة.

 

والمنتخب الخاسر سجل إنجازاً فريداً بكونه المنتخب الوحيد الذي حضر في المربع الذهبي لأربع بطولات متتالية والتاريخ سيسجل لاحقاً أنه الأكثر خسارة في المباريات النهائية، وإليكم النتائج:

 

نصف النهائي

 

*14/6/1972: ألمانيا الغربية × بلجيكا 2/1 غيرد موللر (24 و71)، / بوليونيس (83).

 

* المدينة: انتويرب، الجمهور: 55669 متفرجاً، الحكم: الإسكتلندي مولان.

 

* 14/6/1972: الاتحاد السوفييتي × المجر 1/صفر كونكوف (53).

 

* المدينة: بروكسل، الجمهور: 16590 متفرجاً، الحكم: الألماني الشرقي غلوكنر.

 

المركز الثالث

 

* 17/6/1972: بلجيكا × المجر 2/1 لامبرت وفان هيمست (24 و28)/ لايوس كيو من جزاء (53).

 

* المدينة: لياج، الجمهور: 6184 متفرجاً، الحكم: السويدي جوهان بوستروم.

 

النهائي

 

* 18/6/1972: ألمانيا الغربية × الاتحاد السوفييتي 3/صفر غيرد موللر (27 و58) وفيمر (52).

 

* المدينة: بروكسل، الجمهور: 43437 متفرجاً، الحكم: النمساوي مارشال.

 

أرقام

 

* شهدت النهائيات تسجيل 10 أهداف خلال 4 مباريات، والأكثر تسجيلاً ألمانيا الغربية بخمسة أهداف والأقل السوفييت والمجر بهدف.

 

* أسرع هدف سجله الألماني غيرد موللر بمرمى بلجيكا والبلجيكي لامبرت بمرمى المجر في الدقيقة 24.

 

* اللاعب الأكثر فاعلية الألماني غيرد موللر وهو الهداف بأربعة أهداف.

 

* احتسبت ركلتا جزاء ترجمت واحدة، وخلت البطولة من أي حالة طرد.

 

1976- فكتور وبانينكا يفسدان مئوية القيصر

 

لم يتغير شيء من حيث عدد الدول المشاركة والنظام، ولكن الذي تغير هو خريطة البطولة بتتويج تشيكوسلوفاكيا خلافاً للتوقعات، فمنتخبها القوي مطلع الثلاثينيات لم يفز بكأس العالم 1934، ومنتخبها القوي الآخر اصطدم بقوة بالبرازيل في نهائي مونديال 1962، ولكن فكتور وبانينكا ونيهودا وبيفارنيك وبولاك ودوبياس واوندروس أسقطوا الكبار الواحد تلو الآخر، رافضين التنازل عن اللقب فأبعدوا في التصفيات إنكلترا والسوفييت ثم أكملوا في النهائيات على ثاني وأول العالم مفسدين أحلام المانشافت، ولا ننسى أن التوقعات التي سبقت البطولة مالت لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى في مونديال 1974 مع توقع اختراق إنكليزي إيطالي.

 

المجموعات

 

مج1: تشيكوسلوفاكيا، إنكلترا، البرتغال وقبرص.

 

مج2: ويلز، المجر، النمسا ولوكسمبورغ.

 

مج3: يوغسلافيا، إيرلندا الشمالية، السويد والنرويج.

 

مج4: إسبانيا، رومانيا، اسكتلندا والدانمارك.

 

مج5: هولندا، بولندا، إيطاليا وفنلندا.

 

مج6: الاتحاد السوفييتي، جمهورية إيرلندا، تركيا وسويسرا.

 

مج7: بلجيكا، ألمانيا الشرقية، فرنسا وإيسلندا.

 

مج8: ألمانيا الغربية، اليونان، بلغاريا ومالطا.

 

ربع النهائي

 

* تشيكوسلوفاكيا × الاتحاد السوفييتي 2/صفر و2/2.

 

* يوغسلافيا × ويلز 2/صفر و1/1.

 

* إسبانيا × ألمانيا الغربية 1/1 وصفر/2.

 

* هولندا × بلجيكا 5/صفر و2/1.

 

العبرة في النهايات

 

شعر الإنكليز بارتياح تام عندما بدأ مدربهم دون ريفي مسيرته مدرباً بفوز عريض على تشيكوسلوفاكيا في أولى مباريات المنتخبين في التصفيات، ولكن العبرة في النهايات، حيث عوضت تشيكوسلوفاكيا إياباً منتزعة البطاقة إثر تعادل الإنكليز مرتين مع البرتغال، ولم يراهن أحد على أن خسارة تشيكوسلوفاكيا هي الأخيرة في طريقها لتغيير الخريطة الأوروبية.

 

ما عجز عن تحقيقه كبير المنتخبات البريطانية حققه منتخب ويلز رغم أنه بدأ المشوار بالخسارة أمام النمسا ولكنه تدارك الموقف بخمسة انتصارات متتالية وهذا لم يحققه في أي تصفيات أخرى.

 

في المجموعة الثالثة لم تجد يوغسلافيا مقاومة، علماً أنها خسرت ثاني مبارياتها أمام إيرلندا الشمالية، وفي المجموعة الرابعة دانت البطاقة لإسبانيا بثلاثة انتصارات ومثلها تعادلات، وسجل التاريخ أن رومانيا هي الدولة الوحيدة عبر تاريخ البطولة التي تخفق في التأهل رغم عدم خسارتها في التصفيات، وتصدرت هولندا مجموعة الموت التي ضمتها بجانب بولندا وإيطاليا رغم خسارتها أمام المنتخبين، ولأن العبرة في الخواتيم لم يذب جبل الجليد السوفييتي بعد اهتزازه بثلاثية جمهورية إيرلندا التي سجلها غيفنز لأن الانتصارات الأربعة المتتالية أهّلته وجعلت الخسارة أمام تركيا هامشية.

 

فرنسا كانت في طور إعداد منتخب جديد فاستمر غيابها عن الأحداث الكبرى منذ مونديال 1966 فحلت خلف بلجيكا وألمانيا الشرقية، في حين حاملو اللقب الألمان وقعوا في مجموعة سهلة تخطوها بثلاثة انتصارات ومثلها تعادلات.

 

من المربع الذهبي لربع النهائي

 

اعتدنا في البطولات الأربع الأولى أن يلعب المنتخب السوفييتي دور البطولة، ولكنه هذه المرة خرج من ربع النهائي، إذ وقع بفخ المنتخب التشيكوسلوفاكي الذي ارتفعت معنوياته بعد قهر الإنكليز، فأسقط الدب الروسي بمجموع 4/2 وسجل ثلاثة من الأهداف الأربعة جوزيف مودير وهي الأهداف الدولية الوحيدة بمسيرته.

 

المنتخب البريطاني المتبقي ويلز ودّع على يد اليوغسلافي بالتعادل 1/1 بعد الخسارة بهدفين، واستمر الأبطال مدافعين عن لقبهم بفوزهم على الماتادور 2/صفر، وكانت مباراة الذهاب بفيسنتي كالديرون انتهت بهدف لمثله، ووحده المنتخب الهولندي خرج فائزاً في المباراتين على بلجيكا بواقع 5/صفر و2/1، فدخلت هولندا المربع الذهبي للمرة الأولى بخلاف ألمانيا الغربية وتشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا التي لها تجارب سابقة والأخيرة نالت الاستضافة.

 

ديتر يحاكي ستابيلي وكيس

 

التاريخ المونديالي يروي أن الأرجنتيني ستابيلي سجل الهاتريك في مباراته الدولية الأولى بمرمى المكسيك في المونديال الأول، وأن المجري لازلو كيس هو البديل الوحيد الذي سجل هاتريك بتاريخ المونديال وكان ذلك بمرمى السلفادور في مونديال إسبانيا، والتاريخ الأوروبي يروي حكاية تجمع الحكايتين، فالألماني ديتر موللر أتى من مقاعد البدلاء ليسجل الهاتريك في ظهوره الدولي الأول بمرمى أصحاب الأرض اليوغسلافيين الذين تقدموا 2/صفر ولكن الألمان المشهورين بقلب النتائج مونديالياً مارسوا الدور ذاته أوروبياً منتظرين خصمهم في النهائي.

 

الجميع توقع إعادة لنهائي المونديال بيد أن تشيكوسلوفاكيا كان لها رأي مغاير، ففي جو ماطر ذكّر المشاهدين بمباراة الأرجنتين وهولندا 1974، لم يكن الهولنديون كما عهدهم المتابعون، فمستواهم لم يكن مقنعاً، ورفضوا الهدية التي قدمها لهم أوندراس الذي خلّده التاريخ كأول من يسجل بمرماه في النهائيات الأوروبية، وتحكي بعض المواقع أن كرويف لم يكن بحالته الطبيعية وخصوصاً بعد الإنذار الذي سيبعده عن المباراة التالية نهائية كانت أم ترتيبية، وبالنهاية لا يمكن بحال من الأحوال اعتبار تلك النتيجة طبيعية استناداً لقوة الهولنديين في تلك الحقبة، والمركز الثالث لم يكن معقد الأمل، وأهم ما فيها أن الخاسر دزاييتش سجل هدفه الرابع في خامس مباراة يلعبها في النهائيات.

 

جزاء بانينكا ومأساة المئوية

 

الأفضلية كانت لألمانيا الغربية في المشهد الأخير، ولكن تشيكوسلوفاكيا قدمت عدة إنذارات مبكرة، فدخلت المباراة غير مهزومة في 18 مباراة متتالية، ومن جانب آخر أنها أبعدت إنكلترا والسوفييت وهولندا بطريقها للنهائي، ومن جانب ثالث أنها ضمت عدداً من العمالقة بتاريخ البلاد، وهذه المقدمات أسفرت عن هدفين مبكرين، ولأن المستحيل ليس ألمانياً فقد عادوا فارضين وقتاً إضافياً لتسجل البطولة الخامسة حالة استثنائية متمثلة بانقياد كل مبارياتها لوقت إضافي إثر تألق فكتور حارس تشيكوسلوفاكيا بإجهاضه عدة كرات ألمانية، ثم كان المنعرج التاريخي باللجوء لركلات الترجيح لمعرفة البطل وهذا لم يحدث في البطولات الكبرى من قبل.

 

ركلات الترجيح عبست بوجه ألمانيا للمرة الأولى والأخيرة فكتب على بيكنباور التعاسة في مباراته الدولية المئة كأول ألماني يصل لذلك، وسبب التعاسة إهدار أولي هونيس إحدى الركلات الألمانية ما اضطره للاعتزال دولياً رغم صغر سنه البالغة 24 عاماً، والوقفة التاريخية مع ركلات الأعصاب استحقها التشيكوسلوفاكي بانينكا الذي ابتكر طريقة التسديد لوب في منتصف المرمى حتى صارت ماركة مسجلة باسمه، وهاكم النتائج:

 

نصف النهائي

 

* 16/6/1976: تشيكوسلوفاكيا × هولندا 3/1 بعد التمديد أندروس ونيهودا وفيسيلي (19 و4 و118)/ أندروس بمرماه (77).

 

* المدينة: زغرب، الجمهور: 17969 متفرجاً، الحكم: الويلزي توماس.

 

* 17/6/1976: ألمانيا الغربية × يوغسلافيا 4/2 بعد التمديد سجل لألمانيا فلوهي (64) وديتر موللر (82 و115 و119)/ بوبوفيدا ودزاييتش (19 و30).

 

* المدينة: بلغراد، الجمهور: 50562 متفرجاً، الحكم: البلجيكي ديلكورت.

 

المركز الثالث

 

* 19/6/1976: هولندا × يوغسلافيا 3/2 بعد التمديد غيلس (27 و107) وفان دي كيركوف (39)/ كاتالينسكي ودزاييتش (43 و82).

 

* المدينة: زغرب، الجمهور: 6766 متفرجاً، الحكم: السويسري هنغربوهلر.

 

النهائي

 

* 20/6/1976: تشيكوسلوفاكيا × ألمانيا 2/2 ثم بالترجيح 5/3 سفيهليك ودوبياس (8 و25)/ ديتر موللر وهولزنباين (28 و89).

 

* المدينة: بلغراد، الجمهور: 30790 متفرجاً، الحكم: الإيطالي غونيلا.

 

أرقام

 

* شهدت النهائيات تسجيل 19 هدفاً خلال أربع مباريات كأكثر نسبة، والأكثر تسجيلاً ألمانيا بستة أهداف والأقل هولندا ويوغسلافيا بأربعة.

 

* أسرع هدف سجله التشيكوسلوفاكي سفيهليك بمرمى ألمانيا الغربية في الدقيقة 8.

 

* اللاعب الأكثر فاعلية التشيكوسلوفاكي بانينكا وتصدر قائمة الهدافين الألماني ديتر موللر بأربعة أهداف.

 

* أفضل حارس التشيكوسلوفاكي فكتور.

 

* لم تحتسب أي ركلة جزاء، وشهدت البطولة ثلاث حمراوات جميعها بمباراة تشيكوسلوفاكيا وهولندا فطرد من تشيكوسلوفاكيا بولاك ومن هولندا نيسكينز وفان هانغيم.

 

النسخة السادسة.. إيطاليا 1980

 

ثنائية هروبيتش تثني ألقاب المانشافت

 

بعد اثني عشر عاماً فقط استضافت إيطاليا نسخة جديدة بين 11 و22 حزيران، وتوقع النقاد أن يلتقي أصحاب الضيافة والألمان على اللقب، ولكن الأقدار جعلتهما يلعبان في نهائي المونديال بعد عامين.

 

لم يراهن أحد على أن بلجيكا الغائبة عن الأحداث الكبرى منذ 1972 ستلعب النهائي، وأن هولندا التي أذهلت العالم قبل سنوات سينتهي جيلها الذهبي من دون تتويج، وأن هداف التصفيات الإنكليزي كيغان أفضل لاعب أوروبي 1978 و1979 لن يسجل، وأن إيطاليا المدعومة بعاملي الأرض والجمهور ستكتفي بهدف واحد في دور المجموعات، ولكن تلك كانت الحقائق، إذ تساقط الكبار كورق الخريف باستثناء الألمان الذين وضعوا حداً للمغامرة البلجيكية، رغم أنهم بدؤوا التصفيات بالتعادل السلبي مع مالطا وتركيا.

 

اعتمد نظام جديد فريد مبتكر بتأهل ثمانية منتخبات وهذا شيء جميل من أجل تطوير اللعبة، ولكن أصحاب الشأن في الاتحاد الأوروبي تفتق ذهنهم لطريقة جديدة قوامها تأهل بطلي المجموعتين للمباراة النهائية، بمعنى أن العثرة كافية للانضمام لمقاعد المتفرجين، ولكن هذا النظام لم يصمد أمام الانتقادات الكثيرة فطبق للمرة الأولى والأخيرة، كما أننا عرفنا ثالث القارة للمرة الأخيرة بإقامة مباراة ترتيبية.

 

التصفيات

 

وزعت المنتخبات الأحد والثلاثين على سبع مجموعات وفق التالي:

 

مج1: إنكلترا، إيرلندا الشمالية، جمهورية إيرلندا، بلغاريا والدانمارك.

 

مج2: بلجيكا، النمسا، البرتغال، اسكتلندا والنرويج.

 

مج3: إسبانيا، يوغسلافيا، رومانيا وقبرص.

 

مج4: هولندا، بولندا، ألمانيا الشرقية، سويسرا وايسلندا.

 

مج5: تشيكوسلوفاكيا، فرنسا، السويد ولوكسمبورغ.

 

مج6: اليونان، المجر، فنلندا والاتحاد السوفيتي.

 

مج7: ألمانيا الغربية، تركيا، يلز ومالطا.

 

والمنتخبات الأبطال السبعة المتأهلة إضافة لإيطاليا المستضيفة وزعت في النهائيات وفق التالي:

 

مج1: ألمانيا الغربية، تشيكوسلوفاكيا، هولندا، اليونان.

 

مج2: إيطاليا، إنكلترا، إسبانيا، بلجيكا.

 

وفي مسيرة البطولة تساقط عمالقة الكرة الطليان والإنكليز والإسبان في المجموعة الثانية خلافاً لبلجيكا التي وصلت إلى النهائي بفضل حارسها بفاف، وعلى الطرف المقابل تعاملت ألمانيا مع كل مباراة وفق خصوصيتها ووصلت بثقة نحو مباراة التتويج، ولو خيّرت بخصمها في النهائي لاختارت البلجيك فاستحقت التتويج كأول منتخب يحرز اللقب مرتين.

 

قطبا النهائي في الافتتاح

 

قطبا النهائي قبل أربع سنوات قصّا شريط الافتتاح، وحسم رومينيغه لاعب أوروبا الموقف برأسية، وفاجأت اليونان المراقبين مرتين، الأولى بتأهلها على حساب المجر والسوفييت وفنلندا، والثانية أنها لم تكن لقمة سائغة، فأمام الطواحين كانت الأخطر في النصف الأول وأضاع مهاجمها كوستيكوس هدفاً محققاً قبل أن تخسر بجزاء غريبة، وأمام ألمانيا خطفت نقطة غير متوقعة.

 

في الجولة الثانية قدمت ألمانيا واحدة من أفضل مبارياتها بعد مونديال 1974 فهزت أركان هولندا بثلاثية ألوفس التي ساهم بها شعلة النشاط شوستر قبل أن تقلل هولندا من حجم الكارثة بهدفين متأخرين، وحقق الأبطال التشيكوسلوفاكيون فوزاً مبيناً على اليونان التي دخل لاعبها أناستابولوس التاريخ من خلال تسجيل الهدف الأول لبلاده في النهائيات.

 

ثالث الجولات شهدت خسارة التشيكوسلوفاكيين اللقب بتعادلهم مع الهولنديين فتأهل الألمان للنهائي من دون حاجة لمباراتهم مع اليونان، فأراح المدرب ديرفال شوستر وديتز وأخرج رومينيغه في منتصف الشوط الثاني، وأدى مباراة تجارية الهدف منها عدم الخسارة، فاحتفلت اليونان بنقطة تاريخية.

 

بداية العهد البلجيكي

 

المجموعة الثانية شهدت بداية التألق البلجيكي مع جيل مثالي قوامه فاندن بيرغ وكولمانس وبفاف وغيرتس وفاندر إيليست وفاندر ايكن، ففرضوا التعادل على الإنكليز الذين لم يكونوا محظوظين، كما لم يكن نجمهم كيغان هداف التصفيات كما ينبغي، وكأن الإرهاق أعياه من جراء موسم طويل.

 

وصمتت الشباك بلقاء إيطاليا وإسبانيا والتعادل كان سبباً مباشراً لخروج الطليان لأنه في الجولة الثانية حقق البلجيك فوزاً مستحقاً على الإسبان والطليان فوزاً متأخراً على الإنكليز، فلعب الإنكليز والإسبان مباراة هامشية آلت للإنكليز بفضل حارسهم كليمنس الذي رد ركلة جزاء، ولعب الطليان والبلجيك مباراة تحديد طرف النهائي الآخر، ورغم أن دينو زوف حافظ على نظافة شباكه بتصديه لكرات خطرة إلا أن الطليان ناموا على هدفهم بمرمى إنكلترا ولم تنفعهم محافظتهم على نظافة شباكهم.

 

ترجيح وهدف متأخر

 

أوصل دينو زوف منتخبه لركلات الترجيح بإجهاضه كرة إعجازية لنيهودا ولكنه لم ينجح في التصدي لأي ركلة ترجيحية بخلاف التشيكوسلوفاكي نيتوليكا الذي أجهض ركلة كولوفاتي فتأكدت حقيقة أن التشيكوسلوفاكيين لا يهدرون أي ركلة ترجيحية وبالتالي الفوز بالمركز الثالث.

 

وفي النهائي مالت الترشيحات لألمانيا التي أنقذت سمعة الكبار وإن احتاجت لوقت متأخر ورأسية محكمة من نجم اللقاء هروبيتش ترجم من خلالها الركنية الموزونة من رومينيغه، مجنباً منتخب بلاده خوض غمار الوقتين الإضافيين، فبقيت ألمانيا من دون هزيمة، وإليكم النتائج:

 

المجموعة الأولى

 

* 11/6/1980: ألمانيا × تشيكوسلوفاكيا 1/صفر رومينيغه (57).

 

* المدينة: روما، الجمهور: 11059 متفرجاً، الحكم: الإيطالي ميكولوتي.

 

* 11/6/1980: هولندا × اليونان 1/صفر كيست من جزاء (65).

 

* المدينة: نابولي، الجمهور: 14990 متفرجاً، الحكم: الألماني الشرقي بروكوب.

 

* 14/6/1980: ألمانيا × هولندا 3/2 ألوفس (20 و60 و65)/ ريب من جزاء (79) دي كيركوف (85).

 

* المدينة: نابولي، الجمهور: 26546 متفرجاً، الحكم: الفرنسي فيرتز.

 

* 14/6/1980: تشكوسلوفاكيا × اليونان 3/1 بانينكا وفيزيك وونيهودا (6 و26 و63)/ اناستابولوس (14).

 

* المدينة: روما، الجمهور: 4726 متفرجاً، الحكم: الإنكليزي بارتريدج.

 

* 17/6/1980: ألمانيا × اليونان صفر/صفر.

 

* المدينة: تورينو، الجمهور: 13901 متفرج، الحكم: الإسكتلندي ماكينلاي.

 

* 17/6/1980: تشيكوسلوفاكيا × هولندا 1/1 نيهودا (16)/ كيست (59).

 

* المدينة: ميلانو، الجمهور: 11889 متفرجاً، الحكم: التركي حلمي أوك.

 

المجموعة الثانية

 

* 12/6/1980: بلجيكا × إنكلترا 1/1 كوليمانس (29)/ ويلكينز (26).

 

* المدينة: تورينو، الجمهور: 15186 متفرجاً، الحكم: الألماني الدينغر.

 

* 12/6/1980: إسبانيا × إيطاليا صفر/صفر.

 

* المدينة: ميلانو، الجمهور: 46816 متفرجاً، الحكم: المجري بالوتاي.

 

* 15/6/1980: بلجيكا × إسبانيا 2/1 سجل لبلجيكا غيريتس وكولز (17 و65)/ كاسترو غونزاليز (36).

 

* المدينة: ميلانو، الجمهور: 11430 متفرجاً، الحكم: الهولندي كورفر.

 

* 15/6/1980: إيطاليا × إنكلترا 1/صفر تارديللي (79).

 

* المدينة: تورينو، الجمهور: 59646 متفرجاً، الحكم: الروماني راينيا.

 

* 18/6/1980: إنكلترا × إسبانيا 2/1 سجل لإنكلترا بروكينغ ووودكوك (19 و61)/ داني من جزاء (48).

 

* المدينة: نابولي، الجمهور: 14440 متفرجاً، الحكم: النمساوي لينماير.

 

* 18/6/1980: إيطاليا × بلجيكا صفر/صفر.

 

* المدينة: روما، الجمهور: 42318 متفرجاً، الحكم: البرتغالي غاريدو.

 

المركز الثالث

 

* 21/6/1980: تشيكوسلوفاكيا × إيطاليا 1/1 ثم 9/8 بالترجيح يوركيميك (54)/ غرازياني (73).

 

* المدينة: نابولي، الجمهور: 24652 متفرجاً، الحكم: النمساوي لينماير.

 

النهائي

 

* 22/6/1980: ألمانيا × بلجيكا 2/1 هورست هروبيتش (10 و88)/ فانديرايكن من جزاء (75).

 

المدينة: روما، الجمهور: 47864 متفرجاً، الحكم: الروماني راينيا.

 

أرقام

 

* شهدت النهائيات تسجيل 27 هدفاً خلال 14 مباراة والأكثر تسجيلاً ألمانيا الغربية بستة أهداف والأقل اليونان بهدف.

 

* أسرع هدف سجله التشيكوسلوفاكي بانينكا بمرمى اليونان في الدقيقة السادسة.

 

* اللاعب الأكثر فاعلية الألماني هروبيتش وتصدر الهدافين زميله ألوفس بثلاثة أهداف.

 

* أفضل حارس الإيطالي دينو زوف بتلقيه هدفاً خلال 390 دقيقة.

 

* احتسبت خمس ركلات جزاء ضاعت واحدة، ولم تشهد البطولة أي حالة طرد.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أرسنال يتفوق على نوتينغهام فورست بثلاثية نظيفة

وضع أرسنال حدا لسلسلة إخفاقاته المتتالية في الدوري الإنجليزي، وتغلب على ضيفه نوتينغهام فورست بثلاثية نظيفة، السبت، على ملعب “الإمارات”، ضمن منافسات الجولة الثانية عشرة ...