أحمد حمادة:
من خلال مناصرة الصين للقضية الفلسطينية، ودفاعها في مجلس الأمن الدولي عن الأبرياء في غزة، ومطالبتها اليومية بوقف العدوان الإسرائيلي، ومن خلال وقوفها إلى جانب سورية طوال فترة الحرب الإرهابية التي شنها الغرب وأدواته عليها، ومن خلال سعي بكين الدائم لإقامة علاقات اقتصادية وشراكات إستراتيجية مع جميع الدول العربية، ومن خلال مبادرتها “الحزام والطريق” لتنمية منطقتنا أولاً، يستطيع أي متابع في العالم أن يدرك مدى حجم المواقف الصينية الإيجابية حيال القضايا العربية.
فهي في مطلع كل جلسة بمجلس الأمن الدولي أو مجلس حقوق الإنسان أو أي مؤسسة دولية، يصرخ مسؤولوها بالفم الملآن: لا يجوز استمرار الحرب العدوانية على الفلسطينيين إلى أجل غير مسمى، ولا يجوز غياب العدالة إلى الأبد، ولا يجوز زعزعة “حل الدولتين” بشكل تعسفي.
وفي كل مناسبة داخل أروقة الأمم المتحدة وخارجها تؤكد دعمها إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعم عقد مؤتمر سلام دولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر، وفوق هذا وذاك تقدم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة بهدف تخفيف الأزمة الإنسانية وكذلك دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أمام الهجوم الغربي على دورها الإنساني تجاه الفلسطينيين.
وإذا كان العرب قد اتجهوا شرقاً نحو الصين فإن بكين اتجهت نحوهم لمصلحتها ومصلحتهم، ولعل قول الرئيس الصيني “شي جينبينغ” يلخص كل هذه السطور، فهو يقول: “إن الأصدقاء هم شروق الشمس في هذه الحياة، وسنواصل العمل مع الأصدقاء العرب على تكريس روح الصداقة الصينية العربية وخلق مستقبل مشترك بالتضامن، بما يجعل الطريق المؤدي إلى المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك مملوءاً بنور الشمس”.
بهذه الكلمات للرئيس “شي” انطلقت منذ أيام الدورة 10 لـ “منتدى التعاون الصيني العربي”، ووضعت الأسس لبناء علاقات عربية صينية في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والسياسية والثقافية، ترسخ وجود “طريق الحرير” القديم، وتبلور فكرة مبادرة “الحزام والطريق” وتحترم سيادة الآخرين وعدم التدخل بشؤونهم لرسم ملامح مرحلة مزدهرة ومستقرة تعود بالنفع على جميع الأطراف المشاركين بها، وتواجه هيمنة أميركا وغطرستها ونهبها لثروات المنطقة، وأحاديتها القطبية، فتلتقي “بريكس” مع التجمع العربي الصيني في ذات الأهداف لتكملان بعضهما.
“الثورة” تلقي الضوء في هذا الملف السياسي الشامل على كل ما تم الاتفاق عليه في الدورة 10 لـ “منتدى التعاون الصيني العربي” وعلى آفاق العلاقات العربية الصينية، وتحاور عدداً من الباحثين العرب والصينيين والأجانب ليدلوا برأيهم ووجهات نظرهم بما يساهم في تعميق هذا التعاون المفيد للجميع.
سيرياهوم نيوز٣_الثورة