الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » في مهمة تاريخية لجمع العينات.. الصين تنجح في الهبوط على الجانب البعيد من القمر

في مهمة تاريخية لجمع العينات.. الصين تنجح في الهبوط على الجانب البعيد من القمر

نجحت الصين في هبوط مركبتها الفضائية الثانية، المسبار غير المأهول “تشانغ آه-6″، على الجانب البعيد من القمر يوم أمس الأحد الساعة 6:23 صباحاً بتوقيت بكين، وهو ما لم تفعله أي دولة أخرى من قبل.
يمثل هذا العمل معلماً رئيساً في تحقيق مهمتها المتمثلة في إعادة عينات من منطقة غير مستكشفة من القمر الصناعي الطبيعي للأرض، لأول مرة في تاريخ البشرية، بينما يحبس مراقبو النجوم في جميع أنحاء العالم أنفاسهم لهذه اللحظة الملحمية.
هبط المسبار الصيني “تشانغ آه-6” على الجانب البعيد من القمر بهدف جمع عينات من حوض القطب الجنوبي-أيتكين خلال يومين، والتي سيتم إعادتها إلى الأرض، وفقاً لإدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA).
وحققت مهمة تشانغ آه-6 اختراقات تكنولوجية، بما في ذلك تصميم المدار القمري الرجعي وتكنولوجيا التحكم. وقالت إدارة الفضاء الوطنية الصينية إن المركبة ستواصل إكمال المهام الرئيسية مثل أخذ العينات الذكية والسريعة من الجانب البعيد للقمر والإقلاع على سطح القمر.
ويتكون المسبار تشانغ آه-6، الذي سمي على اسم آلهة القمر الصينية، من مركبة مدارية ومركبة عائدة ومركبة هبوط ومركبة صاعدة.
ومنذ إطلاقه في 3 أيار الماضي، مر بمراحل مختلفة مثل الانتقال من الأرض إلى القمر، والكبح بالقرب من القمر، والمدار حول القمر، والهبوط. وقد انفصلت مجموعة مركبة الهبوط والصعود عن مجموعة المركبة المدارية والعائدة في 30 أيار الماضي.
يقع موقع هبوط Chang’e-6 عند حفرة تصادمية تُعرف باسم حوض أبولو، وتقع داخل حوض SPA.
وقال هوانغ هاو، خبير الفضاء من وكالة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، إن الاختيار تم على أساس القيمة المحتملة لحوض أبولو للاستكشاف العلمي، فضلاً عن ظروف منطقة الهبوط، بما في ذلك ظروف الاتصالات والقياس عن بعد واستواء التضاريس.
وفي الساعة 6:09 من صباح يوم أمس الأحد، أطلقت مركبة الهبوط محركها الذي تبلغ قوته 7500 نيوتن لإبطاء سرعتها وبدأت في الهبوط من ارتفاع حوالي 15 كيلومتراً فوق سطح القمر. في هذه العملية، التقطت الكاميرات الموجودة على مركبة الهبوط صوراً لمنطقة الهبوط وأرسلتها إلى أجهزة الكمبيوتر الموجودة على مركبة الهبوط لتحديد المخاطر المحتملة على السطح، مثل الصخور الكبيرة، حتى تتمكن المركبة من المناورة لتجنبها.
وقالت إدارة الفضاء الوطنية الصينية إنه على ارتفاع حوالي 100 متر فوق سطح القمر، علقت المجموعة هبوطها وحلقت للحظة لإجراء اكتشاف دقيق للعوائق الأصغر وتحديد مكان الهبوط النهائي قبل مواصلة الهبوط بسرعة بطيئة وثابتة.
ولاسترجاع العينات من الجانب البعيد الأقل شهرة، يحتاج المسبار إلى قمر صناعي للاتصالات، كما يجب أن يكون أكثر كفاءة وحساسية للوقت.
وقال لو يونتونغ من الشركة الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء لشبكة CGTN: “على الرغم من أن الجانب البعيد من القمر أكثر وعورة، إلا أنه يمكننا اختيار مكان أفضل نسبياً للهبوط”.
ولضمان عملية أخذ عينات سلسة على القمر، قام فريق تطوير مسبار تشانغ آه-6، بقيادة خبير الفضاء جين شنغ يي من CASC، ببناء مختبر محاكاة دقيق مسبقاً. ويحاكي هذا المختبر موقع الهبوط على القمر، مكتملاً بالبيئة وتوزيع الصخور وظروف التربة القمرية بناءً على بيانات استكشاف Chang’e-6. ومن خلال محاكاة البيئة، يمكن للفريق تطوير استراتيجيات أخذ العينات وإجراءات التحكم في المعدات والتحقق منها، مما يضمن دقة التعليمات المرسلة إلى المسبار.
وفي قفزة كبيرة لاستكشاف القمر، يتميز Chang’e-6 بعملية ذكية لأخذ العينات تسمح للمسبار بتنفيذ التعليمات بشكل مستقل واتخاذ قرارات في الوقت الفعلي بناءً على بيانات الاستشعار، مما يقلل الحاجة إلى التواصل المستمر مع الأرض.
كما يمكن لـ Chang’e-6 تقسيم التعليمات المعقدة إلى إجراءات أصغر، والتحقق من نجاحها باستخدام أجهزة الاستشعار الموجودة على متن الطائرة، وتعديل نهجها حسب الحاجة دون انتظار المزيد من الأوامر من مركز التحكم في المهمة. ويؤدي هذا إلى تبسيط عملية أخذ العينات بشكل كبير ويقلل من التأخير الناجم عن تأخر إشارة الأرض والقمر.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ميتا تكشف عن أداة ذكاء اصطناعي تنتج مقاطع صوت وصورة

أعلنت شركة ميتا المالكة لفيسبوك اليوم الجمعة أنها أنشأت نموذج ذكاء اصطناعي جديدا أطلقت عليه اسم (موفي جين) يمكنه إنشاء مقاطع مصورة مصحوبة بالصوت لتبدو ...