زياد غصن
لدينا شريحة من المسؤولين ليسوا فقط فاشلين في الإدارة، وإنما ليس لديهم قابلية للتعلم من تجاربهم وأخطائهم.
وعدد هؤلاء ليس بالقليل، كما أن المناصب والمهام الإدارية والفنية التي يتسلمونها ليست هامشية أيضاً، وعلينا في ضوء ذلك أن نتخيل حجم وماهية الخسائر الإدارية والمالية التي يتسببون بها.
دوماً نسمع بالفرصة الثانية التي تمنح للبعض، وهذا مطلب حق لكل شخص يحاول أو يسعى لتجنب الأخطاء التي ارتكبها في الفرصة الأولى، لكن في عالم الأعمال ليس هناك ما يمكن تسميته بالفرصة الثالثة أو الرابعة كما هو شائع لدينا.
فمن يحتاج إلى فرصة ثالثة أو رابعة هو إما أنه يعتمد على المحسوبيات والعلاقات الشخصية للاستمرار بمهامه ومنصبه لكونه لا يملك قابلية التعلم والاستفادة من تجاربه وتجارب الأخرين، وإلا لكان تعلم من الفرصة الأولى. وإما لأن بيئة العمل وأنظمتها هي التي تسمح لمثل هؤلاء بالحصول على مزيد من الفرص.
والكشف عن مدى قابلية التعلم ليست بحاجة إلى اختبارات وتقييمات…
إذ تكفي بعض الإشارات البسيطة الصادرة عن هذا الشخص أو ذاك للحكم على مدى قابلية تعلمه من قبيل: اعترافه المباشر بالخطأ، الاستماع إلى رأي الأخرين، التواضع المعرفي والفني، مشاركة الموظفين والعاملين معه في أي ملف، البحث المستمر عن المعلومة، الصورة المهنية المتداولة عنه…. وما إلى ذلك.
فكم مسؤول لدينا يعمل بهذه الصفات؟ وكم مسؤول عمل على مراجعة عمله بمعايير الموضوعية والمصلحة العامة؟
سأجيب عنكم، وأقول من دون تردد: القليل… والقليل جداً.
ولهذا فإن الفرصة الثانية يجب ألا تعطى إلا لمن يملك قابلية التعلم والتفكير الناقد، ولديه ما يمكن تسميته بمشروع قابل للتنفيذ… والأهم ألا يكون عدائياً في المؤسسة أو المهنة أو القطاع الذي يعمل به.
ملاحظة: هذه الزاوية لا علاقة لها بتصريحات بعض المسؤولين الحكوميين، والتي قالوا فيها إن المشروعات التي يعملون عليها تحتاج إلى مزيد من السنوات لتقطف البلاد ثمارها.
(سيرياهوم نيوز3 – شام إف إم )