احمد يوسف داود
في مُجتمعِنا الفاضِلِ جِدّاً، على الفقيرِ أَلّا يُجرِّبَ الاقتِرابَ من الحُبِّ، مالم يكنْ كَلباً يُجيدُ النُّباحَ الفنّيَّ الدائمَ في مَحاسنِ منْ أحبّْ.. أو حِماراً يُربَطُ حيثُ يَرغبُ المَحبوبْ، أو إنّهُ يُمتطى ظهرُهُ ليَركُضَ وَراءَ الجزْرةِ التي عُلِّقتْ في رأسِ العَصا ثم هو لا يُدرِكُها أبداً.. وفي النّهايةْ، فإنّ السَّفلَةَ والنّصّابينَ هم وَحدَهم الذين يَملؤونَ الجُيوبَ.. وربّما القُلوبْ!.
ولَستُ أعتَقدُ أنّ شَيئاً ممّا كُنّاهُ يُشبِهُ ماصِرْنا فيهِ الآنْ، أمّا كيفَ يُمكِنُنا أنْ نَستَعيدَ شَيئاً ممّا كُنّا فيهِ قبلَ (الحَربِ على سوريّةَ)، في الحَدِّ الأَدنى على الأَقلّْ، فتِلكَ (قَضيَّةٌ تَحتاجُ إلى مُعجِزةٍ) أَو إلى مايُوازيها!.
فهل غالِبيّةُ شَعبِنا العَربيّ السُّوريِّ التي تَحيا الآنَ في (الحدِّ الأدنى/ بالمَعاييرِ العالميّةِ لِلعَيشِ) الذي لم تَبقَ مِنهُ سِوى هذِهِ التَّسمِيَةِ تَقريباً – وهي مُدوَّنةٌ في آخِر السُّلَّمِ لِتَرتيبِ تلكَ السَّويّاتِ للعَيشِ كُلِّها في العالَمِ كُلِّهِ نِسبِيّاً أَوْ تَوكيداً) – هلْ سَتأْتي الأيّامُ القَريبَةُ القادِمَةُ بِبَعضِ “النِّسبَةِ الصّالحةِ” لتَقريبِها، ولو قليلاً، نَحوَ سَويَّةٍ أُخرى أَفضَلُ كِفايَةً مِمّا هيَ عَليهِ الآنْ؟!.
لاأخمِّنُ أَنَّ أَحداً يَملِكُ أَيّةَ إِجابةٍ ذاتِ صِلَةٍ (بالتَّوكيدِ الإيجابيِّ) على ذلكَ، مَهما بَلغَ “حسنُ النِّيَّةِ” لدى جَميعِ مَنْ هُمْ سَيكونونَ أَعضاءَ “مَجلسِ الشَّعبِ” القادِمينَ قريباً، وهذا – إنْ صحَّ فِعلاً، وآمُلُ أن أكونَ مُخطِئاً في تَقديري – يُعيدُنا إلى ماقد بَدأْتُ بِهِ منْ (قَضيّةِ الحِمارِ والجَزرةِ في مَسأَلَةِ الحُبّْ)، فَلَقدْ عِشْنا ونَحنُ نُؤمِنُ بكلِّ مايَحفَظُ لَنا وَطَنَنا الحبيبَ/سُوريّةَ العَربيّةْ، والآنَ نَحلُمُ بأنْ تَكونَ انتِخاباتُ مَجلسِ الشعبِ القَريبَةِ، وما سَوفَ يَنتُجُ عَنْها، (بدايَةً جَديدَةً) لإعادَةِ إصلاحِ أَحوالِ الشَّعبِ، ولإِعادةِ حقِّهِ في العَيشِ بما يُشيرُ إلى أنّهُ يَستَحقُّ ماهوَ أَهلٌ لَهُ من العِنايَةِ والاهتِمام!.
(موقع سيرياهوم نيوز-٢)