آخر الأخبار

زملاء تحت القبة!

 

 

غسان فطوم

 

أكثر من 20 زميلاً صحفياً رشّحوا أنفسهم لانتخابات مجلس الشعب في دوره التشريعي الرابع، أغلبهم من الرفاق البعثيين، وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها العدد إلى هذا الرقم، ما يزيد من فرص وصول أكثر من صحفي إلى المجلس.

 

لا شكّ أن وجود الزملاء تحت قبة البرلمان كأعضاء يشكّل مكسباً كبيراً للصحفيين العاملين في المؤسّسات الإعلامية، وسيساهم في تثبيت أقدام الصحافة كسلطة رابعة من خلال الدفاع عن مصالح المواطنين بشكل عام، وحقوق الصحفيين بشكل خاص، فنحن معشر الصحفيين نريد من زملائنا البرلمانيين حال وصولهم إلى المجلس الضغط على الجهات المعنية لإيجاد حلول للمشكلات العالقة، وخاصة التي تقيّد العمل الصحفي وتحدّ من مرونة الحصول على المعلومة، إضافة إلى ما يتعلق بالقوانين والتشريعات التي تحكم المهنة، لجهة رفضها أو التحفظ عليها إن لم تكن في صالح الصحفيين، سواء ما يتعلق بالأداء، أو بالتعويضات الخاصة بطبيعة العمل والتي ما زالت مثار جدل منذ عقود رغم إقرارها مؤخراً، لكن نسبتها (13%) لم تكن مرضية قياساً بحجم العمل الصحفي وصعوبته.

 

إضافة إلى ما سبق، سيجد الزملاء الصحفيون، ممن سيحالفهم الحظ بالنجاح، أنفسهم أمام تحديات كبيرة فيما يتعلّق بتطوير الخطاب الإعلامي الوطني الذي بات اليوم أمام مرمى الانتقاد، مهنياً وإدارياً، بل ورسالة، بعد أن طغت النمطية عليه، وافتقر كثيراً للإبداع في طرح القضايا التي تهمّ الوطن والمواطن؛ ولا نبالغ إن قلنا إن الثقة اليوم مهزوزة بين المواطن والإعلام، لأن أغلب ما يضخّه من مواد إعلامية لا يلبي الحاجات والمتطلبات، لذا لا عجب أن تكون عين المواطن تشاهد وأذنه تستمع لإعلام آخر، وهنا مكمن الخطورة. ولعلّ طغيان مواقع التواصل الاجتماعي وتصدّرها المشهد الإعلامي حالياً أكبر مثال على اضمحلال أو انكماش دور الإعلام الرسمي والخاص، علماً أن محتواها يفتقر للكثير من الدقة، والموضوعية والمهنية! لكنها عرفت كيف تصل إلى القارئ والمشاهد، أي أنها استلبت عقله وقلبه.

 

زملاؤنا، حين وصولهم إلى المجلس، نأمل ألاّ يدخروا جهداً فيما يتعلّق بالعمل الجاد على إصدار قانون إعلام عصري يواكب التطورات ويتلافى كلّ الثغرات في القانون الحالي، والتي تمّ الكشف عنها في أكثر من منبر، إضافة إلى العمل على إصدار قانون خاص بالإعلاميين لا علاقة له بقانون العاملين الموحّد الذي يتعامل مع الصحفيين كأنهم موظفون عاديون!

 

بالمختصر… نأمل أن يكون الصحفيون ممثلين في المجلس بأكبر عدد ممكن، فنحن نعوّل على شجاعتهم وكفاءتهم ونزاهتهم ومهنيتهم في طرح القضايا، ليس فقط من أجل نقل هموم مهنة المتاعب، والانتصار لها، وإنما الإشارة إلى مكامن الخطأ والخلل الموجود في مؤسّسات الدولة بكل شفافية، ومواجهة الحكومة بالأرقام والوثائق والحقائق والضغط باتجاه إيجاد الحلول والتفكير خارج الصندوق بعد فشل التعامل مع الأزمات كمن يجرّب حظه باليانصيب.. يعني “يا بتصيب يا بتخيب!”.

(سيرياهوم نيوز ٣-البعث)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عودة خدمة الإنترنت إلى دير الزور والحسكة بعد إصلاح عطل في كابل ضوئي

أعادت الشركة السورية للاتصالات خدمات الإنترنت فجر اليوم إلى ‏محافظتي دير الزور والحسكة، بعد إصلاح العطل الذي وقع ‏ظهر أمس على أحد الكوابل الضوئية الرئيسية المغذية ...