خالد زنكلو. محمد أحمد خبازي
واصل الجيش العربي السوري، بمؤازرة سلاح الجو الروسي والقوات الرديفة، عمليته العسكرية الواسعة بتمشيط البادية السورية من فلول خلايا تنظيم داعش، محققاً المزيد من الإنجازات على صعيد كشف مخابئ التنظيم الإرهابي وتدمير تحصيناته والقضاء على العشرات من إرهابييه، في حين استهدفت وحدات من الجيش بنيران مدفعيتها الثقيلة أمس مواقع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد ردّاً على تصعيد التنظيم اعتداءاته.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر ميدانية في البادية السورية، أن الحملة الحالية التي يشنها الجيش العربي السوري، هي الأضخم من بين الحملات التي استهدفت تمشيط البادية لملاحقة خلايا «داعش» ووقف عمليات تسلله من قاعدة الاحتلال الأميركي غير الشرعية في «التنف»، عند مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق، منذ هزيمة التنظيم الإرهابي في الباغوز بريف دير الزور عام 2019.
المصادر بينت لـ«الوطن» أن الحملة التي انطلقت منذ أكثر من أسبوع، تستهدف بالدرجة الأولى إغلاق ممرات عبور إرهابيي داعش من «التنف» ومن «منطقة الـ55 كيلو متراً» المحيطة بها، حيث الدعم اللوجستي الذي يقدمه الاحتلال الأميركي لهم، لتنفيذ عمليات تسلل باتجاه حواجز ونقاط انتشار وحدات الجيش العربي السوري عند أطراف بادية حمص الشرقية التي تتركز فيها أغلبية الهجمات.
وأشارت المصادر إلى أن تأمين باديتي السخنة وتدمر، وهو الهدف الرئيسي لعملية الجيش العربي السوري، إضافة إلى بادية الرصافة جنوب الرقة وبادية دير الزور الغربية، من شأنه حماية الطرق الدولية التي تمر بالمنطقة، ما يجعلها آمنة في وجه أي عملية تسلل باتجاهها لتنفيذ هجمات للنيل من قوافل النفط والتجارة، علاوة على تأمين حقول النفط في المنطقة.
ولذلك، وحسب المصادر، تكتسي العملية أهمية كبيرة بتحييد الاحتلال الأميركي عن دعم داعش ومد خلاياه بمقومات الصمود والحياة لممارسة دوره التخريبي والإرهابي في زعزعة استقرار البادية السورية وطرق الإمداد فيها، على الرغم من وعورة تضاريس المنطقة واتساعها لتشمل مساحات كبيرة من محافظات سورية عديدة، وأكدت(المصادر) أن الجيش تمكن من تدمير تحصينات عديدة في باديتي تدمر والسخنة والرصافة، عمد التنظيم الإرهابي إلى ترميمها، كما وصل إلى مغاور تتسع لعدة سيارات كانت تستعملها خلايا التنظيم للاختباء فيها لتنفيذ أعمالها الإرهابية، إلى جانب قتل وجرح عشرات الإرهابيين.
على صعيد متصل، واصل سلاح الجو السوري- الروسي المشترك تنفيذ طلعات جوية على أوكار إرهابيي داعش، زادت على 60 غارة في الأيام الثلاثة الماضية، لتأمين الغطاء الجوي للعملية البرية للجيش السوري والقوات الرديفة، ودك مخابئ التنظيم الإرهابي، بناء على بنك أهداف محدد سابقاً ويجري تحديثه على مدار الساعة عبر طيران الاستطلاع.
وعلى ضفة موازية، رد الجيش العربي السوري بنيران مدفعيته الثقيلة أمس، على تصعيد تنظيم جبهة النصرة الإرهابي اعتداءاته على نقاط الجيش في منطقة «خفض التصعيد» وخروقاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ أكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع للإرهابيين في العنكاوي والسرمانية ودوير الأكراد بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين استهدفت الوحدات العسكرية العاملة بريف إدلب برمايات من مدفعيتها الثقيلة مواقع للإرهابيين في بينين والملاجة بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح أن ضربات الجيش المدفعية للإرهابيين جاءت رداً على اعتداء مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات « الفتح المبين» التي يقودها «النصرة»، على نقاط للجيش بمحور الملاجة من ريف إدلب الجنوبي بقذائف صاروخية وهو ما أسفر عن ارتقاء عنصر من إحدى النقاط شهيداً.
من جهة ثانية، استقدم الاحتلال التركي الذي تتحدث قيادته عن اهتمامها بتطبيع العلاقات مع دمشق تعزيزات عسكرية إلى نقاط انتشار قواته قرب «محاور الاشتباك» في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، حسب مصادر إعلامية معارضة أشارت إلى دخول رتل عسكري تابع للقوات التركية عند منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء، عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب، لافتة إلى أن الرتل مؤلف من 18 آلية عسكرية ولوجستية، واتجه نحو النقاط القريبة من «محاور الاشتباك» في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لتعزيز الموقع.
وفي سياق ذي صلة، استقدم الاحتلال الأميركي تعزيزات إلى قواعده غير الشرعية في ريف الحسكة، إذ دخلت 48 شاحنة من شمال العراق إلى مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، عبر معبر الوليد محملة بمواد عسكرية ولوجستية وصناديق مغلقة وصهريج وقود، حيث اتجهت نحو قواعد الاحتلال في ريف الحسكة، وفق المصادر الإعلامية المعارضة.
بالتزامن، أجرت قوات ما يسمى «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة الإرهاب تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية والمدفعية الثقيلة، في قاعدتها بحقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وسط تنفيذ رمايات بالمدفعية الثقيلة على أهداف وهمية، تزامناً مع تحليق طيران مسير تابع لـ«التحالف» في سماء المنطقة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن