تواصلت لليوم الثاني أعمال المؤتمر الطبي الثالث حول الوراثة الجزيئية وتطبيقاتها السريرية، والذي تقيمه هيئة التميز والإبداع وجامعة دمشق بالتعاون مع الرابطة السورية لعلم الأمراض والجمعية السورية للمولدين والنسائيين، وذلك في فندق داما روز بدمشق.
مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي الدكتور مجد الجمالي عضو اللجنة العلمية للمؤتمر قدم عرضاً حول علم المنتسخات في المجال الجيني والمورثات وكيفية اكتشاف الفارق بين الخلية السرطانية والخلية الطبيعية بما يسهم في تحسين أساليب التشخيص، وإيجاد العلاج المناسب، مبيناً أهمية المؤتمر الذي يستهدف الأطباء بشكل عام وطلاب الدراسات العليا في كليات الطب البشري، حيث إن هناك الكثير من الممارسات بعيدة عما يسمى الوراثة الجزيئية والفحوصات الجينية، وكانت رؤية المؤتمر بالأساس منذ عام 2019 هي اطلاعهم على هذا العلم ومستجداته المتطورة جداً، مشيراً إلى أنه تم إحداث درجة ماجستير في اختصاص المعلوماتية الحيوية بالجامعة الافتراضية السورية لأهمية هذا العلم وضرورته مستقبلاً.
الدكتورة ساندرا عبد اللطيف اختصاصية في الطب الجزيئي وعلم الأعصاب قدمت عرضاً عبر الإنترنت حول دور الخلايا الجذعية النجمية كأداة علاجية في التصلب المتعدد، وتناولت عدة مقارنات وأدوات بحثية كثيرة مع النتائج والخلاصات المفيدة، مبينة أن الخلايا النجمية هي الخلايا الأكثر وفرة في الجهاز العصبي المركزي، وتنفذ العديد من الوظائف التي تنظم الالتهاب العصبي، مشيرة إلى أنه اعتمادًا على البيئة الدقيقة والمحفزات والتوقيت بعد الضرر، تعمل الاستجابات النجمية على تعزيز الحماية العصبية وإصلاح الأنسجة أو التنكس العصبي وتلف الأنسجة.
وأوضحت عبد اللطيف أن التصلب المتعدد هو اضطراب تنكس عصبي مناعي ذاتي معقد في الجهاز العصبي المركزي، وقد تم اقتراح تطبيق علاجات تعتمد على الخلايا مؤخراً، ولكن هذه الأساليب لا تزال تعوقها الطبيعة الخفية للخلايا التي تفرض اعتماد أنظمة مثبطة للمناعة.
الدكتورعبد القادرعبادي رئيس دائرة البيولوجيا الجزيئية الطبية في هيئة الطاقة الذرية تركزت مداخلته حول كيفية استخدام الحاسوب ومواقع الإنترنت من أجل البحث عن معلومات تخص الأمراض الوراثية وربطها بالمظاهر التي ترافق هذه الأمراض وتجميع البيانات التي تسمى “المعلومات الجزيئية”، أي اسم الجينات أو الطفرات المسببة للأمراض، وطريقة كشف هذه الطفرات وماهي الأعراض التي تظهر على المريض، حيث يتم تجميع هذه المعلومات عن
طريق الإنترنت، وهو علم جديد نسعى لتعليمه للطلاب للاستفادة منه في مجالهم الطبي والبحثي، لافتاً إلى أهمية الجهود المبذولة من قبل المنظمين لإقامة هذا المؤتمر النوعي الذي يشكل فرصة تجمع المعنيين بالأمراض الوراثية والأمراض الجزيئية من داخل سورية وخارجها.
الدكتور عدنان اسبر من قسم الهندسة الطبية في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق قدم بحثاً تضمن تطوير نظام تنبؤي خبير بسرطان القولون باستخدام الذكاء الصنعي، طرح فيه استخدام طرق الذكاء الصنعي والتعلم العميق لتحديد درجة المرض والكشف المبكر من خلال الواسمات الحيوية.
الدكتورة ديمة الكراد المشرفة على فريق نبض العقل الطبي التطوعي الذي يضم طلاباً وخريجين جامعيين من كليات طبية وهندسية بينت أنهم يتواجدون في المؤتمر بهدف التغطية الإعلامية لفعالياته والعمل على استقطاب الأطباء المقيمين والمختصين المشاركين في المؤتمر وتحويل أوراقهم البحثية ومقالاتهم العلمية الطبية إلى محتوى مرئي ومسموع باللغتين العربية والأجنبية وبشكل مجاني، لاسيما أن الأبحاث المطروحة ذات قيمة علمية عالية.
الدكتور باسل موشلي مدير شركة بصمة للصناعات الدوائية قال: نشارك كراع ماسي للمؤتمر بهدف مواكبة التطورات العلمية ومستجداتها، ونقوم حالياً باستيراد بعض الأدوية البيولوجية والسرطانية، ونقدم في المعرض الأدوية التي تختص بمعالجة العقم وطفل الأنبوب بشكل خاص، حيث يتم استيراد مواد هذه الأدوية من شركة إيرانية رائدة في هذا المجال، لافتاً إلى الحرص على تقديم أفضل ما يمكن لعلاج المرضى.
وكانت أعمال المؤتمر انطلقت أمس وتختتم غداً بمشاركة باحثين من داخل سورية وخارجها، متضمنة نحو 100 بحث علمي يركز على محاور عدة تشمل الوراثة الطبية والتقانة الحيوية الطبية وتطبيقات البيولوجيا الجزيئية في تشخيص الأمراض وعلم الوراثة الدوائي وتطبيقات المعلوماتية الحيوية والتطبيقات السريرية للبيولوجيا الجزيئية، إضافة إلى معرض مرافق للتجهيزات الطبية والدوائية في هذا المجال.