فعل النكز هو حركة إرادية ممنهجة, معناها خيّر بتقديم مساعدة مطلوبة ما استطاعت – النفوس الجميلة – لذلك سبيلاً، والنكز هو آلية وفعل قديم وغير محصور بتعاليم «الفيسبوك» ومتطلباته الافتراضية، فهو حركة متعارف عليها في «السرافيس» و«الميكروباصات» ومعناها طلب مساعدة آنية من غريب لإيصال الأجرة للسائق.. و(النكز) أيضاً طريقة تأديب متبعة من قبل الأم لتربية الأطفال بحركة خاطفة ومستعجلة بعيدة عن أنظار الضيوف من خالات وعمات وجارات تعني عدم الاقتراب من صحون الضيافة وسفرة الغداء، وهو كذلك في عالم الافتراض وعلى الجدار الأزرق المسمى «فيسبوك»، فالنكز وسيلة لفك الحظر المفروض على بعض الحسابات وهو يساوي أفعال الإعجاب والتعليق والمشاركة واللصق المساهمة باستمرار وصول المنشورات لأكثر عدد ممكن من الأصدقاء.
حتى إنه من الأهمية لدرجة تفوقه على جميع التفاعلات و قدرته تصل حد منع إدارة «الفيسبوك» من معاقبة حساب مغضوب عليه لسبب من الأسباب.!!
(النكز)..ذاك الفعل المباغت بهجة بردات جميلة ورسائله التي لو شاركنا بتعميم جدواها الخدمية والتربوية وفعلنا تطبيق معناها الخيّر واللامرئي على حسب العقل الإداري «للفيسبوك», حيث رسالة (أرجوك انكزني) لا يراها سوى الشخص المستنجد والمستنجد به, واستثمرنا فحواه بجبر خواطر يومياتنا الباردة قليلة الكهرباء والغاز والمازوت, وحكايانا المكررة التي ما عادت بحاجة لبلاغة شكوى وآه وما تحتاجه فقط قص ولصق مرارة لسيناريوهات متشعبة وعناوين فرعية لمتطلبات خدمية تحقيقها محصور بجهات معنية ومؤسسات حكومية, والأمل بوارد تحصيلها بات يحتاج آلية حلم وتعويذة مفادها الاعتماد على سلوك (النكز) المتبادل مابين صفحاتنا ووارد بريد صفحاتهم الرسمية لعل الرسالة تصلهم (أرجوك انكزني محتاج دعم) حتى لو كان دعماً معنوياً خافتاً بملصقات وردية..!!
(سيرياهوم نيوز-تشرين)