مع قدوم الأعياد وفي كل مناسبة عيد.. نستحضر دائماً ذكرياتنا في العيد، كيف كانت أجواء العيد.. وكيف كنا نقضي أيامه في ساعات فرح وسهر ولعب ومرح.
السلام والود هو العنوان الرئيسي في حياة السوريين قبل الأزمة.. كانت للعيد طقوس وعادات جميلة من شأنها إدخال البهجة إلى نفوس الجميع، لكن حال دون ذلك الأوضاع الاقتصادية، والتي أثرت بشكل مباشر على حياة السوريين كلهم وعلى الموروث الشعبي بشكل خاص الذي يتجلى بالاحتفال بالعيد .قميص جديد وبنطال جديد وحذاء جديد وروح مفعمة بالسعادة نذهب أول يوم العيد لبيت الجد والجدة نأخذ «العيدية» ونذهب للألعاب الموجودة في ساحات الحارة رائحة المعمول التي تفوح في كل أرجاء وأزقة الحارات أصوات تتعالى فرحة بقدوم العيد يقولها العم أبو أحمد «بحسرة» لقد كان للعيد نكهة خاصة.. اليوم في ظل الظروف الاقتصادية بات العيد هماً للأسر السورية، لم يعد لرب الأسرة القدرة على شراء الثياب الجديدة لأطفاله ولا حلويات العيد التي باتت أسعارها تكوي الجيب.
بدورها الخالة أم أحمد تحدثت لـ «الثورة»: كنا نستعد قبل أيام لتجهيز حلويات العيد كنا نشعر ببهجة لا مثيل لها، ولكن انقطاع الكهرباء والأسعار المرتفعة أماتت لدينا هذا الشعور، فلا نستطيع أن نجهز الحلويات، وليس لدينا القدرة على شراء لباس العيد لأطفالنا والتي هي تمثل فرحة العيد لديهم.
أم محمد- ممرضة، تقول: نفتقد اليوم لشيء رئيسي وهو الفرحة التي كنا نشعر بها عند قرب قدوم العيد تفاصيل صغيرة كانت محفورة في الذاكرة بالماضي باتت اليوم هماً للجميع، والتي بدأت تغيب تدريجياً، وهي التحضر لعمل الحلويات وشراء الملابس وحتى زيارة أقارب اقتصرت كثيراً.
عادات موحدة تقليد موروث لدى كل الدول العربية، وهي زيارة المقابر ووضع الزهور، وهي تقليد متوارث، وتعد من العادات الرئيسية التي مازالت الأسر محافظة عليها، حيث تعبق رائحة البخور من المقابر، تقول أم علي اعتدنا ومازلنا محافظين على زيارة القبور في أول أيام العيد، فهذه العادة هي طقس مهم لدى كل الأسر «رحم الله جميع الشهداء والأموات جميعاً».
العيدية والصغارتستذكر أم يوسف العيدية أيام الزمن الجميل تقول فقدت العيدية نكهتها ورمزيتها في نفوس الكبار والصغار، حيث كانت عيدية أيام زمان ذا طابع ونكهة خاصة للكبير قبل الصغير، حيث كنا ننتظر قدوم العيد لأخذ العيدية مع أنها كانت مبلغاً صغيراً ولكن كان يشعرني بالسعادة هذه الرمزية التي نتحدث عنها القيمة ليست مهمة مقابل الفرحة بالشيء ولو كان بسيطاً إذ كنا نجمع العيديات ونتبارى في جمع أكبر قدر من المال، أما اليوم فلم يعد باستطاعة الأسر تقديم العيديات بسبب الظروف الصعبة التي نمر بها جميعاً.
يقول أحمد وهو موظف بالنسبة للأضاحي فقد اقتصرت على أشخاص معينة وميسورة الحال، فيما سابقاً كانت الأضاحي طقساً وعادة موحدة لدى الجميع في عيد الأضحى المبارك لكن اليوم تغيرت مفاهيم العيد غابت «جمعة العيلة» في أول أيام العيد بسبب سفر الأغلبية خارج البلاد، وأصبحت طقوس العيد تقام على وسائل التواصل الاجتماعي للأسف.يشير أحمد كيف أن الأوضاع الاقتصادية أثرت على طقوس العيد والاحتفال بقدومه أصبح مثله مثل الأيام العادية.
بدوره، جاد موظف.. يقول فرضت الظروف الصعبة علينا أن نعيش كل يوم همنا لتأمين لقمة العيش والسعي وراء متطلبات الحياة فلم يعد للعيد نكهة ولا طعم .رغد طالبة جامعية.. تقول كنت أنتظر أول أيام العيد بفارغ الصبر، وكانت والدتي تشتري لنا ثياباً جديدة، وكنت أضعها تحت وسادتي وأعد الساعات حتى طلوع الفجر لكي ألبسها، وأخذ العيدية التي نفرح بها كثيراً لنذهب أنا وصديقاتي إلى ساحة العيد للعب بالألعاب، والتي كانت كل لعبة لها نكهة خاصة ومحببة إلى قلوبنا وتختم حديثها بحسرة «آه لو ترجع تلك الأيام، ويعود الشغف الذي كنا نشعر به في العيد «أرجوحة العيد وبهجة الماضي ضحى طالبة.. تستذكر طفولتها وعيونها تتكلم عن فرحها بقدوم العيد في تلك الأيام كانت أرجوحة العيد ومازالت الشيء المحبب لنفسي ورغم أنني كبرت مازلت أذهب في كل عيد للأرجوحة وأتمتع بركوبها وأشعر كأنني عدت طفلة وتعيدني إلى ذكرياتي الجميلة التي لا تزال محفورة في ذهني ولن تغيب.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة