أعلنت الحكومة الاردنية على نحو متأخر قليلا عن إجراءات ستتخذ لمواجهة ومحاسبة ومساءلة أي جهات أو مكاتب سياحية ساهمت في التغرير بالحجاج إلى بيت الله الحرام في السعودية.
ودخلت الحكومة الاردنية صباح الجمعة على خط الاشتباك والجدل المرتبط بوفاة نحو 60 حاجا أردنيا خلال تأدية فريضة الحج وصف معظمهم بانهم من الحجاج غير النظاميين بمعنى أنهم ليسوا جزءا من ترتيبات البعثة الأردنية لموسم الحج.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية وزير الإتصال الدكتور مهند مبيضين أن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أمر بتحريات تخص ملفي السماسرة الذين ساهموا في الاتجار بالبشر وتسببوا بوجود مشكلة لشبان أردنيين في دول أمريكا اللاتينية كما أمر بإجراء التحريات اللازمة ووجه لكل مؤسسات الدولة الأردنية لمتابعة ما جرى في موسم الحج حيث أدى سوء تنسيق إداري فيما يبدو ونتج عن مجازفة عشرات الحجاج بالذهاب الى موسم الحج بدون تنسيق مع وزارة الاوقاف إلى فاجعة أدّت إلى وفاة العشرات منهم.
وفقا للتصريح المدروس الذي صدر عن الوزير مبيضين فإن كل الجهات الرسمية بصورة توجيهات رئيس الوزراء والتحريات لا تزال جارية لا بل تم إيقاف عدد من المشتبه بتورطهم في تغرير الأردنيين خلال موسم الحج دون الكشف عن التفاصيل.
وحسب الوزير المبيضين بدأت النيابة العامة تحقق في هذا الملف وستتابع تحرياتها فيما قامت بعثة الحج ووزارة الخارجية والقنصلية الأردنية في السعودية بواجب المتابعة.
ويبدو أن مسالة وفيات الحج نتجت عن مجازفة عشرات الأردنيين لا بل مئات الأردنيين بالبقاء بعد الحصول على تأشيرات سياحية في الاراضي السعودية وقرارهم تأدية فريضة الحج فيما السلطات السعودية كانت قد خصصت الخدمات الإدارية بما فيها خدمات النقل والإسعاف والخدمات الصحية إلى الحجاج المسجلين رسميا فقط وهو أمر فيما يبدو انتهى بكارثة أدّت إلى وفاة أكثر من 100 حاج من مختلف الجنسيات.
وبدا واضحا حسب الشروحات التي وصلت بعد التحريات الأردنية أن اضطرار بعض الحجاج للمشي على الإقدام إلى منطقة جبل عرفة هو الذي أدى لتعرضهم لإجهاد حراري فيما بدأت الخارجية الأردنية بالتنسيق مع الجانب السعودي لتامين الحجاج المتوفين.
ونتجت المشكلة عموما عن قرار ذاتي لمئات أو حتى آلاف الاردنيين الحاصلين سابقا على تأشيرة سياحية سعودية لا تُتيح لهم تأدية فريضة الحج .هذا ما بيّنته العديد من التحريات
وتتحدّث أرقام غير رسمية بعد عن اكثر من 90 الفا من الاردنيين زاروا السعودية خلال شهر رمضان اما لتأدية العمرة او لقضاء شهر رمضان في أكناف الاماكن المقدسة.
وعدد كبير من هؤلاء قرّروا البقاء في السعودية لأن القوانين الخاصة بالتأشيرات السياحية تتيح لهم ذلك، الأمر الذي يعني أن التأشيرات السياحية التي حصل عليها أردنيون وغيرأردنيين ضمن مواسم الانفتاح السعودية هي التي لعبت دور المصيدة لاستقطاب هؤلاء وطموحهم بأداء فريضة الحج علما بأن السلطات السعودية ينبغي أن لا تُلام بعد الخطوات التنظيمية الخاصة بإصدار تصريح للحج حتى يتم تقديم الخدمات له وفقا لمصدر رسمي أردني.
الحاج المرخص له والمصرح له ضمن البعثات الرسمية للدول يرتدي حسب المصادر سوارا إلكترونيا ليحصل بموجبه على الخدمات بما فيها النقل والطوارئ الصحية.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم