دراسة حديثة أظهرت اختلافات ملحوظة في ردود فعل الجهاز المناعي تجاه فيروس كوفيد – 19، مما يمكن أن يفسر لماذا لم يُصب بعض الأشخاص بالفيروس على الرغم من التعرض له. تم تنفيذ الدراسة بإعطاء بعض المتطوعين جرعة صغيرة من الفيروس عبر الأنف، وتبين أن الذين لم يصابوا بالفيروس كانت لديهم خلايا مناعية في الأنف ترتبط بالفيروس في المراحل المبكرة، مما قد يكون حاسمًا لمنع انتشار الفيروس داخل الجسم.
وفي ضوء هذه النتائج، أشار الطبيب ماركو نيكوليك من كلية كوليدج بلندن إلى أن هذه الاكتشافات تسلط الضوء على أهمية الفترة الأولى من العدوى، حيث يمكن للجهاز المناعي إما التغلب على الفيروس أو أن يسمح له بالسيطرة على الجسم. وهذا يفتح الباب أمام تطوير علاجات ولقاحات تحاكي استجابة الجهاز المناعي الطبيعية.
تم تقسيم المتطوعين في الدراسة إلى مجموعات بناءً على استجابتهم للفيروس، حيث كانت لدى الأشخاص في المجموعة الثالثة نشاطًا مرتفعًا لجين معين يُعرف باسم (HLA – DQA2)، الذي يلعب دورًا في تنبيه الجهاز المناعي للخطر ويعزز استجابته ضد الفيروس. وأظهرت النتائج أن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يطورون استجابة مناعية فعالة تمنع الفيروس من الانتشار داخل أجسادهم.
ad
يقول الطبيب كايل وركلوك، أحد المشاركين في الدراسة: “تظهر الدراسة أن الأشخاص الذين يظهرون مستويات عالية من الجين HLA – DQA2 قد يكون لديهم استجابة مناعية أقوى ضد كوفيد – 19، مما يعني أن العدوى قد لا تتجاوز الحاجز الدفاعي الأول للجسم”.
توضح الدراسة أن هذا الفهم العميق لردود الجهاز المناعي يمكن أن يسهم في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة تستهدف تعزيز استجابة الجهاز المناعي ضد فيروس كوفيد – 19 وغيره من الأمراض المشابهة في المستقبل.
فهم الاختلافات في ردود الفعل المناعية تجاه كوفيد – 19 يمكن أن يكون مفتاحًا لتطوير علاجات فعالة ولقاحات تحمي المجتمع من هذا الفيروس الخطير. باستخدام هذه المعرفة، يمكن للباحثين والعلماء تحسين استراتيجيات الوقاية والعلاج لمكافحة الجائحات المستقبلية بفعالية أكبر.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم