خلال الأسبوع الماضي توتر الوضع على الحدود الجنوبية للبنان بسبب اقدام إسرائيل على جريمة اغتيال القائد الميداني الكبير في حزب الله ” عبد الله طالب أبو طالب “، وقد رد حزب الله على الاغتيال بتصعيد غير مسبوق على الجبهة، ارتفع معه منسوب التهديدات الإسرائيلية للبنان. وتزامن ذلك مع الانباء التي طفت على السطح داخل إسرائيل تقول ان نتنياهو يتجه لاعلان النصر من طرف واحد دون اتفاق في غزة وتعليق العمليات هناك للتفرغ للجبهة الشمالية والمواجهة مع حزب الله، كما تزامن التصعيد مع الزيارة التي يقوم بها وزير الحرب في إسرائيل يواف غالانت الى الولايات المتحدة وعلى رأس جدول اعماله الوضع الحدود الشمالية مع لبنان. وبناء على هذه الانباء فان العيون اتجهت نحو جبهة الاسناد اللبنانية والتي تحولت من الاسناد الى الجبهة الرئيسية المفتوحة على إسرائيل.
وبينما يتابع اللبنانيون هذه التطورات الخطيرة، اطلقت بشكل مكثف خلال الساعات الماضية حملة تبدو منسقة ومتعمدة لبث الاشاعات حول بدء الحرب، وان الحرب واقعة خلال ساعات، وفي سياق هذه الحملة تم نشر خبر منسوب الى وكالة رويترز يقول ان الحرب ستقع خلال ٤٨ ساعة، وان هذا الموعد نقلته الوكالة عن مصادر موثوقة في إسرائيل، انتشر الخبر انتشارا واسعا مع حملة ترويج بدأت من لبنان وانتقلت الى العديد من الحسابات اغلبها حسابات من دول الخليج العربية تحمل حزب الله والمقاومة مسؤولية جر لبنان الى الحرب والدمار، وتحويل بيروت الى غزة ثانية. لكن وكالة رويترز رغم التأخير الغير المفهوم، نفت ان تكون هي مصدر الخبر. ليتضح ان الخبر مزيف ومنسوب للوكالة. ومع الخبر المزيف عن موعد الحرب، انتشر مشاهد زعمت حسابات انها لمطار بيروت، يظهر فيها ازدحاما شديدا على بوابات المغادرة، لنتشر إشاعة أخرى تقول ان اللبنانيين يهربون بعد ان أصبحت الحرب واقعة فعليا بعد ساعات. مشاهد المطار المزيفة تم اسنادها كذلك من حسابات على وسائل التواصل وجهات لبنانية تعمدت احداث ضجة إعلامية وتخويف الرأي العام والتهويل بالحرب المدمرة، ودوما ارفاق اسم حزب الله كمسؤول عن ذلك وليس إسرائيل المعتدية. وفيما يخص مطار بيروت لم تكن المشاهد المزيفة عن هروب اللبنانيين يتيمة بل ترافقت مع تقرير لصحيفة ” التلغراف ” يتضمن اتهامات بان المطار معبر تهريب سلاح لحزب الله.
وعقد وزير الاشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية مؤتمرا صحفيا اليوم ان كل ما كتب في صحيفة التليغراف عن مطار بيروت غير صحيح، نافيا تهريب السلاح عبر المطار. وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي أن بيروت في طور إعداد دعوى قضائية ضد الصحيفة «لأن بيانها يشوه سمعة المطار. ودعا حمية السفراء وكل وسائل الإعلام لجولة ميدانية في كل مرافق مطار رفيق الحريري صباح غد الاثنين.
حملة الاشاعات استمرت بزخم وانتشرت انباء عن اجلاء رعايا دول، وانتقال حاملة الطائرات الامريكية ايزنهاور من البحر الأحمر الى المتوسط، مع حملة دعم لهاشتاغ ” لبنان لا يريد الحرب ” الذي تحول لمنصة لشن هجوم على المقاومة في لبنان وغزة، وحملة تهويل وتخويف.
وحسب مصادر لبنانية علقت لـ”رأي اليوم” عن هذه التحركات وكثافة الاشاعات خلال الساعات الماضية، اكدت المصادر ان الحملة منظمة ومنسقة، وان إسرائيل والولايات المتحدة تقف خلفها، بالاستعانة ببعض الأدوات المحلية والحسابات الوهمية والجيوش الالكترونية وهدفها التهويل علـى المقاومة والشعب اللبناني، ضمن سياسية اللعب على حافة الهاوية، والضغط على المقاومة عبر الترهيب بالحرب الشاملة، مع حملة تشويش وتشويه داخل لبنان وبعض الدول العربية لخلق رأي عام يحمل المقاومة مسؤولية الحرب. وتضيف المصادر ان هذه الحملة رغم ان أهدافها واضحة وهي ضمن سياسية الضغط لوقف جبهة الاسناد لغزة، وارباك الجبهة الداخلية في لبنان، وشن حرب اشاعات لاثارة الذعر، الا ان المقاومة مستعدة وجاهزة لكل الاحتمالات، ولا تستبعد احتمال اقدام حكومة المتطرفين على ارتكاب حماقة العدوان على لبنان. وبناء على ذلك بثت المقاومة مشاهد ليلة امس تظهر اهداف حيوية يعرف أهميتها وخطورتها قادة إسرائيل، وان هذه المشاهد التي جاءت تحت عنوان ” الى من يهمه الامر ” كفيلة بجعل إسرائيل تعيد حساباتها، وتدرس الثمن الذي سوف تدفعه في حال فكرت بالعدوان على لبنان. وتقول المصادر ان تكتيكات حزب الله سواء بالرسائل الإعلامية او المواقف السياسية او التكتيكات العملياتية مدروسة بشكل دقيق بما هو كفيل بحماية لبنان وردع إسرائيل.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم