آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » سيارات “السرفيس” تتحرّك كل يومين مرّة.. عجائب وغرائب “أزمة المازوت” في سورية: حرائق الحرب التهمت “الحطب”.. والتدفئة بإشعال “الملابس القديمة” هي الخيار اليتيم.. ورواج تجارة جمع “الكارتون” والتنقيب في القمامة بحثًا عن أي نفايات صلبة قابلة للاشتعال ومصفاة البترول الأردنية تُشارك في الحصار

سيارات “السرفيس” تتحرّك كل يومين مرّة.. عجائب وغرائب “أزمة المازوت” في سورية: حرائق الحرب التهمت “الحطب”.. والتدفئة بإشعال “الملابس القديمة” هي الخيار اليتيم.. ورواج تجارة جمع “الكارتون” والتنقيب في القمامة بحثًا عن أي نفايات صلبة قابلة للاشتعال ومصفاة البترول الأردنية تُشارك في الحصار

بدأ الموسم الشتوي على الأقل في ضواحي الشام والعاصمة السورية دمشق يقترب من نصفه الزمني دون أن تصل تلك الرسالة النصية على اجهزة الخلوي والتي تقول “أخي المواطن تستطيع الحصول على حصتك من المازوت وبمقدار 200 لترا فورا”.

تلك الرسالة النصية يعرفها فقراء المدن السورية جيدا وبالعادة تكون أسبوعية خلال أشهر الشتاء القارس والحاد وفكرتها أن العائلة المؤلفة من أربعة أفراد لديها حصة من المازوت لأغراض التدفئة في الشتاء القارس قوامها 200 لترا.

يؤكد خبراء بأن آخر رسالة نصية بشأن المازوت لم ترد مع نهاية العام الماضي.

وفي مجتمعات الأحياء الفقيرة في محيط دمشق يمكن القول وحسب حسني الأغبر أحد النشطاء الإلكترونيين بأن الحديث عن عدم وصول تلك الرسالة النصية هو مدار النقاش والاستفسار الدسم بين غالبية ساحقة من المواطنين السوريين.

يلاحظ الأغبر هنا بأن الشتاء الحالي هو الأصعب خصوصا وأن حصة المازوت للفقراء تغيب فجأة حيث يترنح نظام المحروقات السوري بشكل غير مسبوق وتخفق سلطات الحكومة السورية في إقناع دول الجوار مثل الأردن بالمساعدة على تأمين بعض الاحتياجات من المحروقات، الأمر الذي ناقشته الحكومة الأردنية وتحديدا مع المصفاة البترول الأردنية عدّة مرّات بعدما أوقفت الأخيرة واردات كان متّفق عليها يُفترض أن تتّجه لسورية من مدينة العقبة قبل بداية الموسم الشتوي الحالي.

يبدو وحسب مصادر في مصفاة البترول الأردنية بأن الشركة المختصة ألغت تصاريح مرور محروقات لصالح سورية مما تسبب بازمة حادة رغم أن بعض الشحنات دفع ثمنها عبر تجار اردنيون يقال أن أبرزهم أصبح نائبا في برلمان عمان ويخطط لطرح المسالة.

والأهم أن قرارات مصفاة البترول الأردنية يبدو أن لها علاقة بالتحذير العلني للسفارة الأمريكية في العاصمة الاردنية والذي حاول لفت نظر التجار إلى أن التعامل مع شركاء داخل سورية قد يُورّطهم بمخالفة القوانين الأمريكية.

بكل حال غياب المحروقات عبر شمال الأردن وحتى من تركيا أو من لبنان جرّاء حصار تسبب بأزمة مازوت حادة جدا في الشتاء الحالي.

حصة المازوت للعائلة السورية وبالسعر المدعوم حكوميا هي جزء من منظومة ما يسمى بالبطاقة الذكية.

لكن ذكاء تلك البطاقة خذل المواطن السوري مؤخرا حيث غابت بنود المازوت عن تفصيلاتها وتفعيلاتها ونتج عن ذلك أزمة حادة جدا تؤرق المواطنين خصوصا مع عدم توفر قدرة لدى غالبيتهم الساحقة على شراء المازوت لأغراض التدفئة من القطاع الخاصة بسب الارتفاع الحاد في أسعاره.

الأكثر طرافة تلك المعطيات التي يقدمها بعض الأهالي في أحياء دمشق حول الأساليب والأنماط الشعبية في الحصول على قدر من التدفئة في الموسم الحالي.

تقول هدى الذواق وهي باحثة سورية تقيم في تركيا بعدم وجود وسائل للتدفئة الآن خصوصا بين يدي الفقراء  ليس فقط بسبب عدم وجود مازوت او ندرته في السوق.

ولكن الأهم بسبب عدم وجود حطب ايضا فكل من اجهزة النظام والمعارضة المسلحة تعمد طوال سنوات إحراق الاشجار والغابات ولأهداف عسكرية وامنية.

تستطيع المرأة السورية تدبير شئونها في التدفئة والطهي في حال وجود الحطب.

لكن الحطب غير موجود وقد التهمته حرائق الحرب وعند حالات الضرورة القصوى ييتم اشعال “صوابي” الحطب واحراق الثياب القديمة فيها بهدف الحصول على قدر ضئيل من التدفئة او جمع ما تيسر في الشوارع والأزقة من عبوات الكارتون الفارغة او حتى النفايات لإشعالها في صوابي مخصصة للحطب.

الاطرف ان ذلك تسبب بأزمة كارتون فارغ ايضا وانه نتج عنه وجود شريحة وسطاء تجاريين يجمعون النفايات الصلبة قليلا القابلة للاشتعال من الساحات والازقة والحواري ويبيعونها للفقراء.

الثابت بالمقابل أن تجارة الملابس القديمة القابلة للاشتعال راجت هي الاخرى فالزبائن في هذه الحالة هم من استنفذوا مخزونهم من ملابسهم القديمة المتهالكة لأغراض تدفئة الاطفال.

الدليل الاكبر الذي يتحدث عنه السوريون خصوصا في الحواري الشعبية على أزمة المازوت الحادة جدا يتمثّل في الوقائع التي تشير إلى أن سيارات السرفيس الشعبية والشهيرة تعمل ليوم واحد فقط ثم تصطف بلا عمل لليوم الثاني فكل سيارة سرفيس تخدم لـ 24 ساعة ثم تصطف لأكثر من 20 ساعة  لليوم التالي على محطات الوقود حتى تستطيع تعبئة خزان الوقود التابع لها لكي تعمل في اليوم الثالث.

أيضا في السلسلة الهرمية لإشكالية المازوت السورية نتج عن ذلك إرباك قليل في قطاع النقل العام وفي حركة العائلات والمواطنين والاهم في التنقل لأغراض يومية.

 

سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 31/1/2021

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكيان: ردُّنا على إيران سيكون واسعًا ويشمل المنشآت النفطيّة والقواعد العسكريّة.. هل ستندم إسرائيل لاغتيالها نصر الله؟ الأمن القوميّ: حزب الله ما يزال يشكّل تهديدًا… الجنرال بريك: إسرائيل لن تهزِم الحزب وحماس مثالاً

كشفت اليوم الخميس أربعة مصادر إسرائيليّة وُصِفَت بالمطلعة جدًا النقاب عن أنّ ردّ دولة الاحتلال على الهجوم الإيرانيّ الأخير لن يشمل المنشآت النوويّة في الجمهوريّة ...