الرئيسية » عربي و دولي » هذا هو سر تراجع إسرائيل المفاجئ عن فكرة القضاء على “حماس”.. هل هناك صفقة سرية؟ وهل “حماس” العنصر الرئيسي فيها؟ ولماذا تراجع نتنياهو عن حلمه الكبير؟.. تطورات مفاجئة قد تقلب الطاولة وتعيد حسابات حرب غزة

هذا هو سر تراجع إسرائيل المفاجئ عن فكرة القضاء على “حماس”.. هل هناك صفقة سرية؟ وهل “حماس” العنصر الرئيسي فيها؟ ولماذا تراجع نتنياهو عن حلمه الكبير؟.. تطورات مفاجئة قد تقلب الطاولة وتعيد حسابات حرب غزة

يبدو أن إسرائيل وبعد ما يقارب الـ9 أشهر من القتال الدامي والعنيف في قطاع غزة، بدأت تتراجع باستحياء عن أبرز وأهم الشروط التي وضعتها على الطاولة لإنهاء حرب غزة، والتي دخلت أخطر وأصعب مراحلها، وباتت الآن حديث واهتمام العالم أجمع.

إسرائيل والتي وضعت منذ اللحظة الأولى من اشتعال نيران التصعيد الساخن بند “القضاء على حماس” من البنود الرئيسية لهذه الحرب، وطالما تغنى الكثير من المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بتحقيقه وبدونه لن ينتهي القتال، لكن لغة الواقع صدمت إسرائيل وبدأ التراجع عن هذا الشرط يأخذ منحنيات جديدة ومفاجئة للجميع، حتى انها أشعلت نار الخلافات داخل إسرائيل.

فهناك مسؤولين إسرائيليين لا يزالون متمسكين ببند “القضاء على حماس” قبل انتهاء الحرب ومن بينهم نتنياهو الذي يرى الكثيرين أن إطالة أمد الحرب أبرز أهدافه للهروب من المحاكمة والسجن، وهناك فريق آخر داخل المؤسسة العسكرية وحتى السياسية يُلمح إلى صعوبة تحقيق هذا البند كون “حماس باتت فكرة” لا يمكن قتلها والقضاء عليها يحتاج لسنوات طويلة ستكون مكلفة الثمن.

سقف التهديد والوعيد بالقضاء على حركة “حماس” داخل إسرائيل تراجع بشكل مفاجئ وملحوظ الأيام الأخيرة، وتراجعت كذلك حدة تصريحات قادة ووزراء إسرائيل حول القدرة على القضاء على “حماس”، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول أسبابه الخفية، ونتائجه على الأرض.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “تدمير حماس” أحد أهداف الحرب، رغم تشكيك العديد من المحللين العسكريين والمراقبين الإسرائيليين في إمكانية تحقيق ذلك.

وأقر مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة بأن الجيش يدفع “أثمانا باهظة” في معاركه البرية مع مقاتلي حماس، بينما تُتهم تل أبيب بالتستر على الحصيلة الحقيقية لقتلاها وجرحاها من الجنود.

 

  • فكرة لا تموت

هذا التراجع مثلته تصريحات مستشار الأمن القومي للاحتلال تساحي هنغبي، الذي اعترف بعدم قدرة إسرائيل على القضاء على الحركة، قائلاً إن “القضاء على حماس سيستغرق وقتًا طويلاً في قطاع غزة كما لا يمكن القضاء على حماس كفكرة”.

تصريحات هنغبي جاءت بعد أيام من تصريح أدلى به المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، قال فيه: إن “حماس فكرة، لا يمكنك تدمير فكرة، ومسألة تدميرها أو جعلها تختفي مجرد ذر الرماد في عيون الجمهور الإسرائيلي”.

كما أكد رئيس الوحدة الاستراتيجية بسلاح الجو في الجيش الإسرائيلي، إنه “بعد 8 أشهر من الحرب استطعنا فقط تدمير 35% إلى 40% فقط من قوة حماس”، فيما اعتبر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر أن القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحركة “حماس” لا يعني بالضرورة “قتل كل عضو فيها”.

هذه التصريحات والاعترافات قوبلت بغضب إسرائيلي رسمي وحزبي وشعبي على ما قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجيشه أنهم قادرون على القضاء على “حماس”.

من جانبه، اعترف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلو، الذي تقدم بلاده دعمًا مطلقًا لحكومة الاحتلال في حربها على غزة، بفشل إسرائيل في القضاء على حركة حماس بالقطاع.

وفي إعلان أمريكي مبطن أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بالقضاء على حماس فاشلة، زعم ميلو، أن الجيش الإسرائيلي يضرب أهداف للمقاومين من حركة حماس ويتبين ذلك أنها قتلت المدنيين الفلسطينيين.

ورفض المتحدث الأمريكي فكرة الحكومة الإسرائيلية احتلال قطاع غزة، قائلاً إنها “لا تريد احتلال إسرائيلي في قطاع غزة”، كما استهجن تصريحات بنيامين نتنياهو الذي تجاهل مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن مشددًا تمسك بلاده بالخطة حتى تحقيق الهدوء. واعتبر تراجع نتنياهو عن مهاجمته لصفقة التبادل خطوة بالاتجاه الصحيح، مؤكدًا على أن وقف إطلاق الناس ربما يصلح كل الصراعات في هذا التوقيت.

ووفقا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين ومحللين أميركيين في أبريل/نيسان الماضي، فقد رجحوا أن تظل حماس قوة ذات نفوذ في غزة بعد انتهاء القتال، “ولكن مدى سرعة إعادة بنائها سيعتمد على قرارات إسرائيل في المراحل التالية من الحرب وفي أعقابها”.

في تعليقاتها على التصريحات الإسرائيلية، اعتبرت حماس أن الفكرة التي تحدث عنها هاغاري هي المقاومة “التي تنشأ كلما وُجد المحتل، وتظل تتصاعد وتتجدد على قدر أهل العزم، حتى تنتصر على عدوها، أي حتى تدحر الاحتلال، وتطهر البلاد من رجسه”.

وفي ذلك يقول عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق “أكثر من 100 عام والانتداب ثم الاحتلال يحاول القضاء على هذه الفكرة، واليوم يقرّون صراحة أن محاولاتهم كلها فشلت، وأنهم عاجزون أمام المقاومة”.

 

  • هزيمة وإقرار بالفشل

ويشير الرشق إلى أن “هذا الإقرار هو توثيق لهزيمة نفسية وفكرية إستراتيجية، تتزامن مع هزيمة ميدانية غير مسبوقة”.

وفي هذا الصدد، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي، نهاد أبو غوش، إن تكرار الحديث في الآونة الأخيرة على لسان مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين على حد سواء عن أن حركة حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها، هو دعوة صريحة لرئيس الحكومة نتنياهو بوقف الحرب.

وأضاف أبو غوش، أن وضع أهداف غير واقعية وغير قابل للتحقيق يعني أن الحرب ستطول وأن إطالة الحرب ستعرض حياة الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة للخطر، وتابع أن إطالة الحرب سيكون لها تداعيات على مكانة إسرائيل أمام العالم، تزامنا مع الإدانة أمام المحاكم الدولية وقرارات مجلس الأمن بوقف الحرب، واستمرار قتل المدنيين الأبرياء، واستخدام سياسة التجويع المتعمد بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، أن المسؤولين الإسرائيليين استبدلوا هدف القضاء على حماس في تصريحاتهم، بالقضاء على قدرات وسلطة حماس وهو ما ينادي به نتنياهو أيضا بين الفينة والأخرى ليعود بعدها ويكرر هدف القضاء على حماس لأهداف حزبية وتعبوية.

وأشار إلى أن التراجع في التصريحات بمثابة الرسالة الواضحة لنتنياهو بأن إعادة الأسرى هو الإنجاز الحقيقي للحرب. ولفت إلى أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون أن الإطاحة بنتنياهو سيكون الإنجاز الأكبر لهذه الحرب.

ومع هذا التغيير المفاجئ..

هل هذا التغيير إعلان فشل إسرائيلي صريح وانتصار لحماس؟ وماهي الطبخة الجديدة التي تحاك لغزة؟ وأين ستكون حماس منها؟

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس جمهورية باشكورتوستان الروسية: موقف الغرب العدائي ضد سورية وروسيا مرتبط بنهجه الاستعماري

أكد رئيس جمهورية باشكورتوستان الروسية راضي خبيروف أن الموقف الغربي العدائي ضد سورية وروسيا وأصدقائهما مرتبط بشكل كامل ووثيق بالنهج الاستعماري الغربي المبني على سياسة الاحتواء ...