آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » «باتمان»… شاب في الثمانين

«باتمان»… شاب في الثمانين

عبد الرحمن جاسم

 

تغيّر «باتمان»، أو الرجل الوطواط، منذ ولادته في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي على يدي الكاتبين والرسامين بيل فينغر وبوب كاين لشركة الكوميكس الشهيرة «دي سي» وصولاً حتى اليوم. إنه بطل خارق وعادي في آن. لا يمتلك أيّة قوى خارقة معروفة، سوى شخصيته المتميزة وتدريبه العالي. مع ذلك، فهو يستطيع أن يقف الندّ للند مع أبطالٍ بقوى فائقة التصوّر مثل «سوبرمان»، و«المرأة الخارقة». هذه هي مصدر شاعرية «باتمان»، وتحوّله إلى أيقونة خاصة وغير معتادة في عالم أبطال الكوميكس. بطل ذو ملامح ملحمية، إذ يبدو شاعرياً في غالبية مشاهده، ينطق بالحكم، لا يمزح كأبطال «الإلياذة» و«الأوديسة»، مسكونٌ بأهدافه كأخيل، محبٌ لعائلته وأصدقائه كجلجامش، شديد الألم والمصائب والتحمّل في آنٍ كهرقل. بطلٌ يزدادُ شباباً كل عام، ويبقى في الأربعين بزيادة سنة أو سنتين لا أكثر ولا أقل!

 

 

في الكوميكس، يكثرُ الأبطال الخارقون الذي نصّبوا أنفسهم قضاةً وجلادين في آنٍ معاً. مثلاً، فروبن هود كان يقتل، وهذا لربما خلق نقاشاتٍ هائلة حول ما إذا كان يحق للبطل/ المقتصّ من الظالمين القتل أم لا. وحده «الوطواط» لم يقتل، ولن يفعل في قصصه الأصلية، فهو ذاق مرارة القتل حين قُتِلَ والد بروس واين (باتمان) ووالدته مارثا من قبل جاك تشيل أمام عينيه وناظريه في «زقاق القتل» (crime alley) كما يسمّى. هو أقسم لاحقاً ألا يقتل، وألا يحمل سلاحاً نارياً، وألا يصبح «جلاداً» مهما كلفه الأمر. هل رغب عشّاق باتمان وقصصه في أن يَقتل البطل الذي لا يقتل؟ في إحدى قصص «باتمان» الأخيرة، يطرح أحد الأشخاص الهامشيين سؤالاً فجاً، وإن واقعياً: «ماذا يعني أن يقبض «باتمان» على «الجوكر»؟» و«الجوكر» لمن لا يعرفه هو العدو اللدود والأشهر لـ«الوطواط»: شريرٌ أناركي، فوضوي، لا منهجي، يقتل بلا رحمة. تكمل الشخصية الهامشية كلامها القاسي: «سيقبض «باتمان» على «الجوكر»، ثم سيخرج «الجوكر» بعد ذلك ليعود ويقتل الناس. هذه دائرة مكتملة، وباتمان شريكٌ فيها».

السؤال حول القتل وعدمه، ظلّ يطرق الباب أكثر في العصر الحديث، إذ إن عائلة «باتمان» (The batman family) التي تتكوّن من ديك غرايسون (جناح الليل)، وروبن الأحمر (تيم درايك)، والمرأة الوطواطة (باربارا غوردن)، وداميان واين (روبن)، ومساعده المخلص ومربيه ألفريد بينيورث… كلّهم يسألونه في قصة «موت العائلة» إن كان يستطيع القتل. لاحقاً، سنجد والده توماس واين يقرر القيام بأقصى ما يستطيعه لإجبار بروس على القتل. وللعلم توماس هو من الأرض الثانية، أي ليس والد بروس واين الذي تحوّل إلى «باتمان». ففي عالم توماس واين، قتل ولده بروس، فأصبح هو «باتمان». يقوم توماس بأفظع الأمور وآخرها هو قتل ألفريد بينيورث، والد «باتمان» بالتبني، ومربيه، ومساعده الشخصي الأصلي. هل كان هذا غيرةً منه لأن بينيورث ربّى بروس بدلاً منه؟ لا إجابة. المهم: لم يُقتل «باتمان» ولن يفعل بحسب الظاهر.

يحتفل «باتمان» هذه الأيّام بعيده الخامس والثمانين، فتياً، شاباً، متألقاً: يحبه الجميع، وتكسب شركات الكوميكس بفضله الملايين. هي البداية ربما، فقصص «باتمان»، لا تزال تُباع، رغم الأزمات الورقية، ومسلسلاته وأفلامه لا تزال مرغوبة بشدة، وفوق هذا لقد دخل عالم ألعاب الفيديو عبر ألعاب عدة نالت نصيبها الكبير من النجاح. إنها البداية فقط، هكذا قال بوب كاين لبيل فينغر حين باعا الشخصية لـ «دي سي». هل كان مخطئاً؟ بالتأكيد كلا.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ترحيب فلسطيني بالقرار «التاريخي» | هستيريا في إسرائيل: كيف نُدان؟!

        على الرغم من مماطلة قضاة «الدائرة التمهيدية» في «المحكمة الجنائية الدولية»، في إصدار مذكرتَي الاعتقال بحق رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، ...