زياد غصن
جمعتني منذ أيام قليلة مناسبة خاصة مع صديق محترم، وهو أحد أعضاء مجلس الشعب، سألته في سياق تبادلنا الحديث عن زميل له في المجلس، فأجابني أنه تعرف عليه منذ بضعة أشهر فقط، مضيفاً أن هناك العديد من أعضاء المجلس لا يعرفهم.
قلت له: لماذا؟
قال لي: مداخلاتهم قليلة أو نادرة، أنشطتهم محدودة، ولا يتواجدون في المجلس لوقت طويل.
إذا كان بعض أعضاء مجلس الشعب لم يتمكنوا طيلة أربع سنوات من ترك أثر يجعلهم معروفين داخل المجلس على الأقل، فكيف لهم أن يكونوا معروفين شعبياً، ويغيروا من الصورة الذهنية المتشكلة عن عمل مجلس الشعب.
وقبل أن نحمل الناخب مسؤولية إعادة انتخاب هؤلاء أو لا، فإن هناك ضرورة لتقييم أداء جميع أعضاء مجلس الشعب، بحيث يتم تمييز الأعضاء عن بعضهم البعض لجهة مداخلاتهم، اقتراحاتهم، مبادراتهم، حضورهم للجلسات.
وبهذا يتمكن الناخب من اتخاذ قراره الصحيح بناء على معطيات ومؤشرات عمل يمكن أن يقيم على أساسها هذا المرشح أو ذاك.
واقترح هنا على رئاسة مجلس الشعب أن تعمل على إصدار تقرير تتبع مع اقتراب نهاية عمل المجلس في دوره التشريعي الحالي، يتضمن مجموعة من المؤشرات الخاصة بنشاط أعضاء المجلس…
فمثلاً يمكن أن تتضمن تلك المؤشرات ما يلي:
-نسبة حضور كل نائب لجلسات المجلس واللجان المتخصصة.
-عدد المداخلات الشفهية والكتابية التي قدمه.
-عدد الشكاوى المقدمة من قبل النائب إلى لجنة الشكاوى في المجلس.
– مشاركته في الفعاليات والأنشطة والاجتماعات التي تجري في دائرته الانتخابية.
-المبادرات الصادرة عنه والمتعلقة بالشأن العام والقضايا الوطنية.
وما إلى ذلك من مؤشرات خاصة بنشاط عضو مجلس الشعب.
النقطة الأخرى التي يتوجب على المجلس القادم العمل عليها والاهتمام بها هي الإعلام، والفرصة متاحة اليوم للتخلص من مشكلة غياب التغطية الإعلامية، والتي لعبت في بعض جوانبها دوراً غير ايجابي في نشر صورة ذهنية قوامها أن نقاشات المجلس ومداخلات أعضائه عمومية ينقصها الجرأة والمكاشفة.
فمع ثورة الإعلام الجديد يمكن للمجلس أن يعمل على مشروعه الخاص المستقل القادر على تغير الصورة المتداولة شعبياً عن أدائه، ومستوى النقاشات التي تدور تحت قبته.
(سيرياهوم نيوز ٢- شام إف إم)