رنا علوش
في 8 تمّوز (يوليو) 1972، امتدّت يد الاحتلال الإسرائيلي لتغتال قائداً ومناضلاً وأديباً ومثقّفاً نقدياً كبيراً، هو الشهيد غسان كنفاني (1936 ــ 1972) وابنة أخته لميس. امتلك كنفاني رؤية فكريّة وسياسيّة وأدبيّة ثاقبة، جعلته هدفاً يجب التخلص منه، لأنهم أدركوا ما يمثّله، بقدراته ومواهبه ونضاله، في وقت كانت فيه الثورة الفلسطينيّة في حالة صعود، والقيادة الصهيونيّة تدرك حجم وتأثير شخصيّات فلسطينيّة ثقافيّة كبيرة.
بعدما تحوّلت ذكرى استشهاد الأديب الثوري إلى يوم نضالي وثقافي من أجل فلسطين، تُشارك في إحيائه عدد من المؤسسات الثقافيّة والاجتماعيّة والنضاليّة حول العالم، اختارت «أكاديميّة دار الثقافة» في مخيّم مار الياس، أن تحيي «أيّام غسان كنفاني الثقافيّة» للسنة الثانية على التوالي، ووزّعت فعاليّات مشاركتها على مدار شهر تمّوز (يوليو) بأكمله. فانطلقت في اليوم الرابع من الشهر المختار بفعاليتها الأولى، لتُنظّم جلسة ثقافيّة فكريّة في مركزها، تحت شعار «لا أن نغيّر القضيّة»، استضافت الأكاديمي الأممي والخبير في التنمية في العالم العربي، ماكس آيل. تحدّث الأخير أثناء الجلسة عن الثقافة، فاعتبرها الأساس في أي مبادرة ثوريّة تحرريّة في العالم، وأشار إلى حاجة هذه الثقافة إلى الدعم المادي والاجتماعي. وتطرّق إلى مفهوم العولمة، وتأثُر المثقفين والصحافيين الغربيين بأعمال الشهيد. واستعرض التيّارات المتضامنة مع القضيّة الفلسطينيّة في الغرب، مشيداً بجهود الحركة الطلابيّة وتوقّع أن تعود أقوى في حال استمرار الإبادة، ثمّ أكّد في نهاية الجلسة على أنّ عمليّة التحرر تُحفّزها الثقافة والمعرفة «فالثقافة تحرر الوطن».
أمّا اليوم، فتستضيف الأكاديميّة التي تُعنى بالفكر والأدب والفنّ وتنمية المواهب، الأكاديميّة الشابّة شهد أبو سلامة، لتتناقش مع نادي القراءة التابع للأكاديميّة، تأثير كنفاني الأدبي والفكري في الوجدان تحت شعار «أن لا يحدث ذلك كله»، ويقدّم أعضاء النادي في نهاية الجلسة، قراءات لنصوص قصيرة كتبوها عن الأديب الراحل.
وتتعاون الأكاديميّة مع «دار الآداب»، لتُناقش بعد غدٍ، رواية الأسير ناصر أبو سرور «حكاية جدار»، بحضور قريبته شذى أبو سرور وبمشاركة نادي القراءة. وقد استلهمت المنسّقة التنفيذيّة في الأكاديميّة والصحافيّة تغريد عبد العال، من عنوان الرواية ومن سؤال كنفاني الأخير في روايته «رجال في الشمس»، شعاراً للأمسية، ليكون «حكاية جدار تقرع جدران الخزّان».
وفي يوم الأربعاء 17 تمّوز، تنتقل الأكاديميّة من مركزها، لتختار «ملتقى السفير» في منطقة الحمرا، حيث ستنظّم أمسية شعريّة بعنوان «الحريّة التي نفسها هي المقابل». تستضيف الأمسية، الشاعر والصحافي الزميل محمد ناصر الدين، والشاعرين علي حمام وبلال المصري. سيُقدّم الشعراء الثلاثة تحيّة إلى الشاعر أدونيس، وقراءات من شعره في فلسطين. وسيوقّع الثلاثي مجموعاتهم الشعريّة الصادرة ضمن سلسلة «إشراقات» (دار التكوين)، التي تُقدّم أصواتاً شعرية عربية، اقترحها واختار نصوصها، الشاعر أدونيس.
وفي السياق نفسه، سيكون الجمهور غداً على موعد مع نص شعري ملحمي، يقدّمه الشاعر زياد كعوش في مسرح «إشبيلية» تحت عنوان «هديرك يا بحر». يوجّه كعوش تحيّة إلى الكاتب المناضل غسان كنفاني، ويروي أسطورة متخيّلة عن مدينة عكّا الفلسطينيّة، مسقط رأس الشهيد. ترافق الشاعر في إلقائه للأبيات، ابنته المغنية أمل كعوش، فيستعرضا أيضاً، قصّة النكبة الفلسطينيّة وثورتها عبر نضال كنفاني واستشهاده. يعود كامل ريع الأمسية إلى دعم قسم الأطفال ذوي الهمم في «مؤسسة غسان كنفاني الثقافيّة».
*«أيّام غسان كنفاني الثقافيّة»: اليوم وبعد غدٍ في مركز «أكاديميّة دار الثقافة» (مخيّم مار الياس) – الأربعاء 17 تمّوز في «ملتقى السفير» (الحمرا). للاستعلام: 76/177403
* تحيّة إلى غسان كنفاني بعنوان «هديرك يا بحر»: غداً – الساعة الثامنة مساءً – مسرح «إشبيلية» (صيدا). للاستعلام: 03/190497
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية