آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » إسبانيا تتخلّى عن «فلسفة الاستحواذ»: الشباب يأخذون «لا روخا» نحو الألقاب

إسبانيا تتخلّى عن «فلسفة الاستحواذ»: الشباب يأخذون «لا روخا» نحو الألقاب

حسين فحص

 

استعادَ «الماتادور» الإسباني عرشهُ من جديد. استكمل على الأراضي الألمانية ما استوقفه قبل عقدٍ تقريباً، عندما جعلته «التيكي – تاكا» يعانق السماء قبل أن تطرحه أرضاً. في 2008، أثبتَ منتخب إسبانيا لكرة القدم مكانته بين كبار القارة العجوز عندما حصد لقب أمم أوروبا، ليفرض سطوته بعدها على العالم أجمع برفعه كأس العالم 2010 قبل أن يحكم قبضته على أوروبا بلقبٍ ثانٍ في «يورو 2012».تميّزَ المنتخب في تلك السنوات الأربع بتقديمه كرة هجومية شاملة مرفقة بنتائج مميزة، مع تركيز لاعبيه على الاستحواذ والتمرير القصير ـ السريع. ثورة «لا روخا» غيّرت تباعاً «أبجدية» كرة القدم، حيث اقتدَت أغلب الفرق العالمية بنهج إسبانيا ـ ديل بوسكي، الذي استفاد بدوره من سيطرة برشلونة المحلية والأوروبية في تلك الفترة، تحت قيادة المدرب بيب غوارديولا.

لكن بعد إنجاز «يورو 2012»، أخذت إسبانيا بالتراجع لتفقد مركزهاً تدريجياً بين «عمالقة» العالم. خرج منتخب «لا روخا» من دور المجموعات في كأس العالم 2014، ثم فشل في الحفاظ على لقبه خلال أمم أوروبا 2016، واستمر مسلسل السقوط في كأس العالم 2018. تحسّن الوضع نسبياً بعدها بعامين، حيث كان المنتخب الإسباني قريباً من النهوض في «يورو 2020»، لكنه أقصيَ عبر إيطاليا لتستمر بذلك رحلة التعافي الشاقة.

انتهت سلسلة من 136 مباراة لـ«لا روخا» حققت فيها نسبة أعلى من الاستحواذ على الكرة

 

تأملت إسبانيا بعدها أن تسحب نسقها التصاعدي في أمم أوروبا إلى كأس العالم «القطري» مع المدرب لويس إنريكي، إلّا أنها خرجت من دور الـ 16 أمام المنتخب المغربي. وعلى خلفية استمرار الغياب عن منصات الألقاب، ارتأى القيّمون على القطاع الكروي في البلاد ضرورة إحداث ثورة جذرية. وعليه، قام الاتحاد الإسباني لكرة القدم بتغييرات شاملة من رأس الهرم الإداري إلى «دكة» اللاعبين، وتمثّل التغيير الأبرز بتولي المدرب لويس دي لا فوينتي مسؤولية المنتخب الوطني. وفي أول مباراة له كمدرب، كافحت إسبانيا لتحقيق الفوز على أرضها ضد النرويج، وسرعان ما أثارت الخسارة اللاحقة أمام اسكتلندا الشكوك حول مدى ملاءمة دي لا فوينتي لهذا الدور. مع ذلك، أزهرَ أمل الإسبان بـ«الجنرال» الجديد عندما قاد لا فوينتي المنتخب للتتويج في دوري الأمم الأوروبية 2023، وتعزز الإيمان بالوصول إلى نهائي «يورو 2024» الذي يواجه خلاله منتخب «لا روخا» نظيره الإنكليزي في برلين بعد غد الأحد (22:00 بتوقيت بيروت).

 

ما بعد «التيكي تاكا»

عودة منتخب إسبانيا إلى الواجهة ليست عبثية، بل حصلت نتيجة قيام المدرب الجديد بإعادة هيكلة تتناسب مع الجيل الحالي وقادرة على اعتلاء منصات الألقاب في الوقت نفسه. ولعلَّ التغيير الأبرز تمثّلَ بالتخلّي الجزئي عن «دي إن ايه» المنتخب الذي جعله قوة مسيطرة قبل قرابة عقدٍ من الزمن: «التيكي تاكا».

في المباراة الافتتاحية لإسبانيا ضمن بطولة أمم أوروبا الجارية، انتهت سلسلة «لا روخا» المكونة من 136 مباراة تنافسية مع استحواذ أكبر على الكرة من منافستها، والتي تعود إلى 16 عاماً حتى نهائي بطولة أمم أوروبا 2008. انتهت السلسلة عندما استحوذت كرواتيا على 53% من الكرة، في مباراةٍ فاز بها «لاروخا» بنتيجة (3-0)، وسط احتفال العديد من المعنيين داخل معسكر إسبانيا وخارجه باعتبار ما حصل تحديثاً طال انتظاره لأسلوب لعب عفا عليه الزمن.

لتغيير نهج «التيكي تاكا»، قام لا فوينتي بتغيير العقلية وبعض اللاعبين، وتحديداً في خط المقدمة، سيراً على فكرة محددة هي: تجنب الاحتفاظ بالاستحواذ من أجل الاستحواذ فقط. فبعد سنوات من الاعتماد على عناصر مختصّين بالاستحواذ على الكرة من حارس المرمى إلى رأس الحربة، أصبحت إسبانيا تتجه بقيادة لا فوينتي للعب العمودي المباشر، مع التركيز على التمريرات العرضية داخل منطقة الجزاء، وساعد تغيير نوع الأجنحة تحديداً على تحقيق ذلك. لم يعد «لا روخا» يعتمد على لاعبي وسط في مركز الأجنحة، مثل أندرياس إنييستا وديفيد سيلفا، بل أصبح المنتخب يمتلك «صاروخين» في المقدمة، متمثلين باللاعبين نيكو ويليامز ولامين يامال. هذا الأخير هو ركيزة المنتخب، إلى جانب رودري، في تشكيلة لا فوينتي، إذ قام بكسر أرقام قياسية عديدة خلال البطولة الجارية، قد تتجلّى عند رفع اللقب ليلة الأحد.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

منتخب الشباب في التصفيات الآسيوية … مجموعة سهلة ولا عذر لمنتخبنا بعدم التأهل

  | ناصر النجار   تنطلق التصفيات الآسيوية لكرة القدم لفئة الشباب يوم السبت القادم في عشر مجموعات وزع فيها الاتحاد الآسيوي المنتخبات المشاركة حسب ...