رولا عيسى:
موسم جديد دون مونة.. هكذا بدأت حديثها، وهي تتسوق بعض حاجاتها من سوق المزة في الشيخ سعد، وتقول سمر لميا: ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بصورة قياسية منعنا من شراء أي شكل من أشكال المونة، حتى في مواسمها ليس لدينا القدرة على شرائها.
– تضاعف أسعارها..
وتتابع في حديثها ل”الثورة”: ليس العام الأول الذي لا أستطيع فيه شراء المونة بسبب غلاء الأسعار، فموسم البازيلاء مر دون المقدرة على تموينها من أجل الشتاء فقد وصل الكيلو مفرط إلى ٢٥ ألف ليرة، و تعود الأسباب أولا لعدم القدرة الشرائية، وثانياً لعدم توفر الكهرباء ومستلزمات الحفاظ على المونة، وأما الثوم انتظرنا انخفاضه لنتفاجأ بارتفاعه السريع، وأصبح الكيلو أكثر من ٧٠ ألف ليرة.
– قرض للمونة..
وتقول شيرين مصطفى موظفة: الراتب لايتسع لشراء الحاجات اليومية، فما بالكم بشراء المونة فتكلفة شراء المونة كبيرة جداً، وباتت تحتاج لقرض أو جمعية بقيمة عالية، ولطالما اعتمدت الكثير من العائلات على شراء المونة بشكل مباشر من الريف لكن اليوم أجور النقل منعت من القيام بذلك.
وتابعت: اعتدت على صناعة المونة في اعوام سابقة ومنها ورق العنب الذي وصل الكيلو منه إلى ٢٥ ألف ليرة، وهذا ما منعني من طبخه حتى في موسمه.
– لا إقبال..
أبو محمد تاجر في سوق الهال قال: إن شراء المونة هذا العام تراجع بشكل كبير، فالمستهلكون يستصعبون الشراء بالكيلو، وكان الإقبال ضعيفاً على الشراء هذا الصيف، مؤكداً أن عائلات كثيرة مرت دون مونة.
– غلاء المستلزمات..
بدوره عضو لجنة سوق الهال بدمشق أسامة قزيز أوضح ل”الثورة” أن تكاليف زراعة أصناف المونة بأنواعها من البازيلاء والفول والبندورة والفاصولياء والبامية، إضافة إلى الملوخية هي مرتفعة جداً ما جعل الإقبال على زراعتها من قبل المزارعين شحيحاً بسبب غلاء البذار من جهة ومختلف المستلزمات بما فيها السماد و المبيدات الحشرية ناهيك عن التخوف من التقلبات المناخية التي تؤثر على كمية الإنتاج وتؤدي إلى تراجع المحصول.
ولفت قزيز إلى أن إنتاج البصل كمحصول من محاصيل المونة يعتبر هذا العام غزيراً ما جعل أسعار البصل متوازنة ومنخفضة مقارنة بما حصل في العام الماضي، عندما ارتفعت أسعار البصل واضطررنا للاستعانة باستيراد كميات من البصل لتغطية حاجة السوق.
– الخطط الزراعية..
ونوَّه إلى أن الأسباب الرئيسية لغزارة إنتاج أي محصول وبقائه دون تصريف تعود إلى عدم الالتزام بالخطط الزراعية وتطبيقها بشكلها الصحيح فالمزارع عندما يجد ارتفاعاً في سعر أحد المحاصيل يعمل على زيادة الكميات المزروعة والبعض يتخلى عن زراعة محصول آخر لحساب زراعة الصنف المرتفع ما يجعل زيادة في الإنتاج على حساب الأصناف الأخرى، ويؤدي بذلك إلى ارتفاع السعر، وهنا يأتي دور وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في وضع خطط تكون مدروسة ومناسبة لمتطلبات السوق وحاجتها من الكميات لكن للأسف منذ سنوات نقع في نفس المطب.
– الملوخية ستنخفض..
وحول ارتفاع سعر الملوخية باعتبارها إحدى المحاصيل التموينية للأسر السورية..قال: إن موسم الملوخية لم يبدأ بشكل رسمي وإنما يحتاج لعشرة أيام على الأقل لتوريد الكميات اللازمة للسوق وبكثرة، أما الآن المتوفر في السوق نوعية ليست بمواصفة جيدة الهدف منها جني الأرباح ريثما يحل المحصول بشكله الصحيح، وعندها ستنهفص أسعار الملوخية بشكل تلقائي
سيرياهوم نيوز٣_الثورة