زعم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أن العمليات العسكرية في غزة هيأت الظروف للتوصل إلى اتفاق مع حركة “حماس” لتبادل الأسرى.
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه غالانت مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، فجر الأربعاء، بحسب بيان أصدرته وزارة الحرب الإسرائيلية.
وقالت الوزارة إن غالانت “شدد على أن عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة أدّت إلى تهيئة الظروف اللازمة للتوصل إلى اتفاق بشأن عودة الرهائن، وهو الأمر الذي يشكل أعلى ضرورة أخلاقية في هذا الوقت” وفق زعمه.
وأشارت إلى أن “غالانت زوّد أوستن بتقييم للوضع فيما يتعلق بالساحة الجنوبية (غزة)، مع التركيز على عمليات الجيش الإسرائيلي لكشف وملاحقة كبار قادة حماس”.
وقالت الوزارة إن غالانت قدم تفاصيل العملية التي زعمت تل أبيب أنها استهدفت القائد العسكري لحركة “حماس” محمد الضيف، علما أن إسرائيل لم تؤكد نجاحها باغتياله، فيما نفته صحته “حماس”.
وأدى قصف جوي طال خيام النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، السبت، إلى استشهاد 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين، بينهم عشرات الأطفال والنساء.
وعقب القصف، ادّعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمؤتمر صحفي، أنه “استهدف محمد الضيف ونائبه رافع سلامة، لكن حتى الآن لا توجد تأكيدات على مقتلهما”، وفق اعترافه.
فيما نفت حماس صحة الادعاءات الإسرائيلية بأن القصف استهدف الضيف وسلامة، وقالت: “هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وهذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة”.
من جهة ثانية، قالت وزارة الدفاع في بيانها إن غالانت ناقش مع أوستن أيضًا “الوضع الإنساني في غزة، وأبلغه بأمره الأخير لبناء مستشفى ميداني مؤقت على طول حدود غزة من أجل علاج الأطفال المرضى”.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أصدرت بيانا في وقت سابق الأربعاء، حول الاتصال قالت فيه إن “الوزير أوستن أخبر الوزير غلانت بأن الرصيف المؤقت للخدمات اللوجستية المشتركة على الشاطئ سيتوقف عن العمل قريبا”.
وكان عمل الرصيف العائم الذي موّلته الولايات المتحدة الأمريكية بكلفة 230 مليون دولار ونفذه الجيش الأمريكي واجه صعوبات، وتعطل عدة مرات.
وتم استخدام الرصيف العائم، الذي افتتح منتصف مايو، لإدخال مساعدات إنسانية الى غزة وصلت من خلال البحر، لكن منظمات دولية وجهات فلسطينية رسمية أكدت مرارا أن ما دخل عبره من مساعدات لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من الاحتياجات الهائلة للقطاع المحاصر منذ 9 أشهر.
وبحسب بيان الوزارة فإن الوزيرين ناقشا أيضًا خلال الاتصال “الحدود الشمالية (لبنان)، حيث تستمر هجمات حزب الله في تهديد المجتمعات الإسرائيلية”.
وقالت: “في هذا الصدد، أكد غالانت تصميم إسرائيل على ضمان العودة الآمنة لسكان شمالها إلى ديارهم، سواء كان ذلك بالاتفاق أو بوسائل أخرى”.
وأضافت الوزارة: “كما ناقش الطرفان المواضيع التي طرحتها المجموعة الاستشارية الاستراتيجية (الأمريكية والإسرائيلية) التي تجتمع في الولايات المتحدة لمواصلة تعزيز التعاون الدفاعي المشترك في مواجهة العدوان الإيراني”.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، خلّف مئات بين قتيل وجريح.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرب تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي؛ ما أسفر عن نحو 128 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم