نور الدين بالطيب
«عايش لغناياتي» هو عنوان العرض الموسيقي الذي افتتح عبره المغني التونسي، لطفي بوشناق، الدورة الثامنة والخمسين من «مهرجان قرطاج الدولي» المستمرة حتى 17 آب (أغسطس) المقبل، برفقة نجلَيْه المخرج السينمائي عبد الحميد بوشناق والموسيقي حمزة بوشناق.
في ليلة الافتتاح، غنّى بوشناق الذي تربّى في حي الحلفاوين الشعبي وسط مدينة تونس العتيقة، كما لم يغنِّ من قبل، على مدى ثلاث ساعات من دون توقّف. كانت الانطلاقة مع عرض فيديو قصير عن بداية مسيرته الفنية، أدّى بعده «يا شاغلة بالي»، رائعة الفنان التونسي علي الرياحي.
كانت الحفلة بمنزلة رحلة إلى نصف قرنٍ من مسيرة فنية فارقة، قدّم عبرها بوشناق ألواناً وأنماطاً مختلفة من الموسيقى، بين الطرب والفنّ الشعبي والابتهالات الدينية والموسيقى الكلاسيكية في تجربة فريدة مع الشاعر آدم فتحي.
غنّى بوشناق من ألحانه «نساية»، «حنا الجود»، «انت شمسي»، «مي مي»، «كيف شبحت خيالك»، «نوار اللوز»، «يا ليام» و«حلق الوادي»؛ ومن الأناشيد الدينية «انزاد النبي». كما أدّى أغاني من ألحان الموسيقي أنور ابراهم، وشاركته المغنية اللبنانية ميشلين خليفة في أغنية «العين اللي ما تشوفكشي» للفنان التونسي الراحل الصادق ثريا. لم يتوقّف الجمهور عن الغناء مع بوشناق تلك الليلة التي رافقته فيها الأوركسترا السمفوني التونسي، وكانت من أكثر سهرات الافتتاح نجاحاً.
وضع هذا الحدث صاحب المسيرة الاستثنائية في الموقع الذي يستحقّه، ليس على صعيد تونس فقط، بل على مستوى العالم العربي ككلّ باعتباره فنّاناً جمع بين الأنماط الموسيقية المختلفة والنهج الشعبي، مستلهماً من التراث الصوفي والموسيقى الطرقية، ليقدّم أعماله بأسلوبه الخاصّ وبصوتٍ طربيّ أصيل.
هذا وتلا الحفلة مؤتمراً صحافياً، أعرب بوشناق عبره عن أسفه للإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة في غزّة ويدفع ثمنها الأبرياء. كما نظّمت هيئة المهرجان معرضاً للصور الفوتوغرافية يلخّص ستين عاماً من عمر «مهرجان قرطاج الدولي».
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية