يعد اليود «Iodine» من أكثر المعادن أهمية لجسم الإنسان، وبالأخص عمل الغدة الدرقية، ويلعب اليود دوراً مهماً في بناء الجسم، حيث تستخدمه الغدة الدرقية تحديداً من أجل إفراز هرموناتها، والتي تساهم بدورها في تطور ونمو الخلايا بالإضافة إلى عملية الأيض، ومن شأن نقص اليود في الجسم أن يسبب أعراضاً مختلفة، لكن تؤثر بشكل أساسي في الغدة الدرقية.
ونقلت صحيفة «إزفيستيا» الروسية عن الدكتورة أولغا أولانكينا قولها: إن الإنسان خلال حياته يستهلك 3-5 غ من اليود، أي إنه يحتاج إلى 90-200 ميكروغرام من هذا العنصر في اليوم.
ولكن وفقاً لها يعاني الكثيرون في العالم من نقص هذا العنصر المهم، فما هي عواقب نقصه وكيف يمكن تعويضه؟.
تضيف الدكتورة: إن جسم الإنسان يحصل على اليود من الطعام والماء، وعنصر اليود ضروري لتخليق هرمون الغدة الدرقية وثلاثي يودوثيرونين، الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية، وتشارك في العديد من العمليات المهمة التي تحدث في الجسم- تتحكم في تجديد الخلايا، والتمثيل الغذائي، ودرجة حرارة الجسم، وتؤثر في الوظيفة الإنجابية، وعمل القلب والكبد والدماغ والجهاز العصبي المركزي.
وقالت الدكتورة: يؤدي نقص اليود المزمن إلى عدم تمكن الغدة الدرقية من أداء وظيفتها بالمستوى المطلوب، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة، مثل قصور الغدة الدرقية وتضخمها، وفي مرحلة الطفولة يؤدي نقصه إلى تأخر النمو البدني والعقلي، مضيفة: تزداد حاجة المرأة لليود أثناء الحمل، إذا لم تحصل الأم الحامل على هذا العنصر بالكمية المطلوبة، يزداد خطر إصابة الطفل بالتشوهات والأمراض الخلقية، وقد لا تظهر أعراض نقص اليود لفترة طويلة، ولكن تسمح التحاليل المخبرية بتحديد مستوى هذا العنصر في الجسم بدقة عالية.
وتشير الطبيبة، إلى أن الأشخاص الذين يعيشون على سواحل البحار والمحيطات أقل عرضة للإصابة بنقص اليود، حيث يوجد هذا العنصر في التربة القريبة من الساحل، ومنها ينتقل إلى الخضروات والحبوب والأعشاب. بالإضافة إلى ذلك، يحصلون عليه من الطحالب والأسماك والمأكولات البحرية، كما إنه موجود بكميات صغيرة حتى في هواء البحر.
وتقول الطبيبة: لحسن الحظ، يمكن تعويض نقص اليود بسهولة من خلال النظام الغذائي، حيث يكفي لتعويض نقصه تناول الأسماك والمأكولات البحرية وسلطات الأعشاب البحرية بانتظام واستخدام الملح المعالج باليود. بالإضافة إلى ذلك، يوجد اليود في البرقوق الأسود والثمار البرية والفاصولياء البيضاء والديك الرومي. ويكفي اتباع نظام غذائي متوازن والملح المعالج باليود للوقاية الكاملة من نقص اليود”.
مشيرة إلى أن أفضل الطرق لتعويض نقص اليود هو إضافة الملح المعالج باليود إلى الطعام، وبالإضافة إلى ذلك يمكن تناول الماكولات والأعشاب البحرية والبرسيمون والفيجوا الغنية بعنصر اليود. ولكن الكثيرون لا يفضلون هذه المواد أو يصعب عليهم الحصول عليها. لذلك يبقى الملح المعالج باليود أفضل مصدر لتعويض نقص اليود في الجسم.
وتوصي الطبيبة بعدم الحاجة إلى تناول أدوية ومكملات غذائية محتوية على اليود من دون وصفة الطبيب لأن اليود عنصر سام ويهيج الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي ويسبب طفحاً جلدياً، مشيرة إلى أنه يمكن الحصول على كمية قليلة من اليود إلى جانب الأدوية التي يصفها الأطباء في الحالات التي تزداد فيها حاجة الجسم لهذا العنصر بشكل حاد، وخاصة في فترة الحمل.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين