آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » هكذا تكلم زينون….(1)

هكذا تكلم زينون….(1)

 

بقلم:باسل علي الخطيب

 

هل سبق وشاهدتم سلسلة افلام رامبو بطولة سيلفستر ستالوني؟…

تلك كانت أحد المحاولات الأمريكية عبر هوليود للخروج من عقدة الهزيمة في فيتنام…

 

تسألون أي عقدة؟…

 

30 نيسان 1975، مروحية أمريكية تحوم فوق سطح السفارة الأمريكية في سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، المروحية لا تجرؤ عل الهبوط، طاقم المروحية يمد سلماً من الحبال إلى الاسفل للسفير الأمريكي ولبضعة موظفين في السفارة لكي يصعدوا، وقد صار الثوار الفيتتاميين (الفيت كونغ) على مرمى قذيفة آر بي جي من السفارة، بعض موظفي السفارة الفيتناميين يحاولون الصعود، ولكن تم منعهم…

هكذا هو دائما مصير الأحذية ، تلقى في تلك السلة إياها عندما تصير بالية..

على فكرة، أحياناً تخضع لعملية إعادة تدوير….

داعش مثالاً…

الجيش الوطني ذراع تركيا يصلح أن يكون مثالا أكثر وضوحاً….

 

المشهد إياه تكرر مرة أخرى في كابول في افغانستان، هذه المرة لم تكن مروحيات، كانت طائرات نقل ضخمة……

بعض الأفغان العملاء الذين لم يسمح لهم بركوب الطائرة صعدوا على الأجنحة، وعلى واقيات الدواليب…

لاحقا شاهدناهم وهم يهوون…

لا احد تحدث عن ذلك….

مجرد حثالة قد انتهت الحاجة إليها….

 

اسال أحياناً، هل مر هذين المشهدين امام ناظري مسؤولي وعناصر قسد؟…

بالمناسبة، هل لكم أن تذكروني ماهو تعريف الغباء؟…

إعادة التجربة بذات الادوات ونفس طريقة التفكير وتوقع نتائج مغايرة…

أليس كذلك؟..

هل تسمعون ذاك الصوت؟؟…..

إنها الساعة تدق…

أليس الصبح بقريب؟…

هذا الكلام هو التحذير الأخير لرهط قسد….

 

لعبت وسائل الإعلام دوراً سلبياً كبيراً بالنسبة للسردية الأمريكية الرسمية عن حرب فيتنام، وكانت أحد العوامل الضاغطة الرئيسية في تسريع الانسحاب، على سبيل المثال لعب منظر توابيت الجنود الأمريكيين القتلى التي تصل تباعاً المطارات الأمريكية والتي نقلتها وسائل الإعلام دوراً كبيراً في تأجيج الشارع الأمريكي ضد الحرب…

 

على فكرة هناك حائط معدني في واشنطن عليه اسماء ال 58 الف جندي وضابط امريكي الذين قتلوا في حرب فيتنام…

طبعاً، لا احد يتحدث عن ال 2 مليون فيتنامي الذين قتلوا في تلك الحرب…..

هل تعرفون ان الجيش الامريكي لم يخسر ولا معركة كبيرة هناك بالمعنى العسكري للكلمة؟..

ولكنهم خسروا الحرب…

هذا الكلام موجه لجماعة الزعيق والنعيق إياهم، جماعة (لاحول ولا قوة الا بأمريكا)، جماعة من كتب على بطاقاتهم الشخصية هذه العبارة: الوظيفة بيدق شطرنج، جماعة من يسال ماالذي تفيدنا إياه المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني…

 

يحب تأطير الإعلام وتوجيهه….

هذا كان الدرس الأساس الذي تم استخلاصه من حرب فيتنام….

لعبت هوليوود دورها، ولكن ذلك لم يكن كافياً…

لايمكن إزالة أثار حرب ما إلا بحرب أخرى…

 

هل تعرفون كيف بدات شهرة وكالة الاخبار الأمريكية ال CNN ؟…

لطالما خطر على بالي هذا السؤال: لماذا سمحت السلطات العراقية أثناء الحرب على العراق عام 1991 فقط لوكالة الاخبار الأمريكية CNN بالبقاء في بغداد وتغطية اخبار الحرب، وطردت بقية وكالات الأنباء الأخرى؟؟!!…

هل كان ذلك ضمن سياق المخطط اياه، ذاك المخطط الذي بدأ بتوريط العراق في الحرب ضد ايران، ومن ثم دفعه إلى غزو الكويت؟…

أم أن ذلك اقدم؟ منذ اللحظة التي أقدم فيها صدام حسين على الانقلاب على الرئيس احمد حسن البكر في عام 1979، والغاء اتفاق الوحدة مع سورية؟..

ام أنه اقدم؟؟..

منذ محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم عام 1960…

تسألون ماهو القاسم المشترك بين كل هذه الأحداث؟…

صدام حسين…

 

على فكرة، وقبل أن تبدأ تلك الحرب، كانت CNN تمتلك كل العدة اللازمة لعملية نقل اخبار الحرب من صحفيين ومعدات…

تلك كانت أول حرب تنقل على الهواء مباشرة، عرضت ال CNN كل شيء يخدم الجبروت الأمريكي، كان دائماً هناك في خلفية الصورة بغداد والانفجارات والنيران في كل مكان في المدينة، حولت ال CNN الحرب إلى (لعبة فيديو)، لن يكون هناك توابيت، هذه حرب تدار عن بعد، الصواريخ والطائرات تقوم بالدور الأمثل، الآلة العسكرية الأمريكية تسحق في طريقها كل شي، و لابأس من نقل بعض المشاهد للجنود الأمريكيين وهم يستريحون بين الفينة والأخرى من (ضغط الأزرار)، وهم يدخنون أو يلعبون البيسبول أو كرة القدم الأمريكية…

ال CNN عبر تلك الصور أعلنتها: لقد دخل العالم في العصر الامريكي، بعد عامين في 1993 كان فرانسيس فوكوياما يصدر كتابه (نهاية التاريخ)، تاريخ البشرية ينتهي عند قدمي تمثال الحرية في نيويورك، النموذج الأمريكي ينتصر ويسود….

على فكرة كانت ال CNN اقوى من مارلين مونرو ممثلة الاغراء الشهيرة في ترويجها للسردية الأمريكية، مارلين مونرو زارت الجنود الأمريكيين في كوريا وغنت لهم أثناء الحرب الكورية عام 1953….

 

يتبع….

(سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عن إعادة التموضع.. ودور النُخَب

      بقلم :بسام هاشم   هفي مرحلة ما بعد الانتصار على الإرهاب، وفي سياق إعادة بناء الدولة الوطنية، تجد سورية نفسها أمام تحديين ...