حول استعداد الزعيم الروسي للعب دور الوسيط بين دمشق وأنقرة، كتبت ايلينا ايغوروفا، في “موسكوفسكي كومسوموليتس”:
مساء 24 تموز/يوليو، استقبل فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الأسد في الكرملين.وصل بشار الأسد إلى موسكو من دون إعلان مسبق، كما في المرات السابقة. فلم تصبح جميع زياراته في السنوات الأخيرة معروفة لوسائل الإعلام إلا في اليوم التالي للمباحثات.
وقد علق دميتري بيسكوف، دون الخوض في التفاصيل، قائلا: “لأسباب واضحة”. ولم ينف سيد الكرملين أن تنظيم لقاء بين الأسد وأردوغان كان على جدول الأعمال، كما كتبت وسائل إعلام تركية.
فمع أن الزعيم التركي وصف، منذ عهد قريب، بشار الأسد علنًا بـ “إرهابي” و”جزار” و”قاتل” للملايين، ولا يمكن إقامة علاقات معه (بما في ذلك العلاقات الدبلوماسية)، إلا أن أزمة اللجوء الحادة، التي تفاقمت بسبب مشاكل اقتصادية جدية، أجبرته، كما يُقال، على تغيير الأسطوانة. فالآن، يقول أردوغان إن “من المفيد أن نرخي قبضتنا” و”نحل النزاعات من خلال الحوار المتبادل على طاولة المفاوضات”.
وتتمثل مهمة فلاديمير بوتين في تمهيد الطريق لمثل هذا الاجتماع. وكما هو معلوم، فإن القوات التركية تحتل شمال سوريا، ومن غير المرجح أن يجلس الأسد على طاولة المفاوضات ما لم تتم مناقشة موضوع انسحاب القوات التركية، وكذلك تخلي أنقرة عن دعم المتمردين. لكن هذه ستكون خطوة صعبة بالنسبة لأردوغان. ومن الناحية المثالية، لا تتوقع موسكو تحقيق التطبيع السياسي فحسب، بل واستعادة العلاقات التجارية والاقتصادية واسعة النطاق بين الدولتين الجارتين. لكن حتى المصافحة البسيطة بين الأسد وأردوغان على خلفية فلاديمير بوتين ستعزز دور روسيا ومكانة الزعيم الروسي في الشرق الأوسط.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم