القاهرة حوار: حمدي المليجي
أكد المفكر السوري الكبير الدكتور جورج جبور أن القاهرة لها دور ثقافي مرموق عربيا وإسلاميا منذ قرون طويلة.داعيا في الوقت نفسه الدول العربية الى تحديد يوم للاحتفاء باللغة العربية .
وقال جبور – في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط امس /السبت/ – إن مصر أكبر الدول العربية، وقد كان للقاهرة خاصة دور ثقافي مرموق عربيا واسلاميا منذ قرون طويلة.
وحول تقييمه لمسار حركة التنوير في العالم العربي، قال جبور إن حركة التنوير جاءت من الخارج أكثر مما انبعثت من الداخل ، وإنها ولدت مشكوكا بأمرها ، وهذا لا ينفي ضرورة أخذ ما يلائمنا من هذه الحركة .
ورأى أن هناك إمكانية لفتح الباب لعلاقة مستقبلية توافقية بين التنوير والعقلانية من ناحية، والدين والأبعاد الروحية للإنسان من ناحية أخرى ، وإمكانية تأسيس نسق فكري يجمع بينهما، حيث لا غنى لأحدهما عن الآخر ، مشيرا إلى أن هذه امكانية متحققة الآن عند العرب إلى حد ما لكنها متحققة على نحو أفضل لدى مجتمعات أخرى.
وأكد جبور ضرورة تنمية الوعي .. وقال إن الوعي يعد مقوما أساسيا لبناء الإنسان وأن هناك إمكانية لخلق أجيال يكون الوعي منهجا لتفكيرها ، وتكون قادرة على التفاعل مع مختلف القضايا بإيجابية .
واعتبر أن دور المثقف تحديثي ، وقد يتمادى المثقف في هذا الدور فينفصل عن مجتمعه ، مضيفا :على المثقف أن يبقي عينا له على قيم الحداثة وعينا على قيم المجتمع ، وأنه ليس بين سلسلتي القيم الحداثية والمجتمعية تناقض لا يمكن التوفيق بين حديه.
وحول اللغة العربية ، قال المفكر السوري الكبير إن كثيرين يرون أن اللغة هي المقوم الأساس للقومية ، وكتاب العربية الأول هو القرآن الكريم لأنه الحافظ للغة .
وأضاف :” من منبر جامعة حلب وجهت يوم 15 مارس 2006 الدعوة الى القادة العرب في مؤتمرهم لكي يكون لنا يوم للغة العربية .. ومن المؤسف ان من حدد للعرب موعد يوم لغتهم العالمي لم يكن مؤتمر القمة العربية وإنما الأمم المتحدة.. وما زلت أطالب الدول العربية بأخذ المبادرة وأسجل الشكر لجامعة حلب لأنها تحتفل سنويا بذكرى دعوتي إلى يوم للغة العربية”.
وأردف : “اللغة العربية هي الوحيدة التي نزل بها كتاب مقدس في نص واحد متعارف عليه، كتاب لغته العربية،وهي اللغة التي تجمع العرب والمسلمين” ، لافتا إلى أن هناك تحديات تواجه اللغة العربية من أجل جعلها لغة مهمة كباقي اللغات المعتمدة في الدول الأخرى.
وشدد على ضرورة أن يعتز المواطن العربي بلغته ، داعيا إلى أن يكون هناك مجمعا للغة العربية على مستوى العالم العربي وليس ثمة عدة مجامع لأنها لغة واحدة .
وأشار إلى أنه تم إنشاء منظمة الفرانكفونية عام 1970 . ومنذ ذلك الوقت درجت المنظمة ومعها فرنسا على الاحتفال سنويا في عواصم عربية عدة بيوم الفرانكفونية ، وتساءل :ألم تشاهد مجامعنا هذه الظاهرة؟ لماذا لم تقلدها وهي ترى نفعها؟.
والدكتور جورج جبور أكاديمي وخبير دولي في حقوق الانسان لدى الأمم المتحدة ، بالإضافة إلى كونه أستاذاً جامعياً درَّس وحاضر في جامعتي أكسفورد وجامعة كامبريدج في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1964، وأصبح أستاذاً ورئيس قسم السياسة في معهد البحوث والدراسات العربية.
كما يعد جبور المستشار السابق للرئيس الراحل حافظ الأسد والمفكر وصاحب المبادرات والمشاريع الحقوقية المتنوّعة.
(سيرياهوم نيوز 2-وكالة انباء الشرق الاوسط)