اعلنت هيئة البث الإسرائيلية مساء الاحد ان “الكابينت” الاسرائيلي يأذن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يواف غالانت باتخاذ قرار بشأن الرد على “حزب الله” بعد حادثة مجدل شمس.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء اليوم الأحد، بانتهاء جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينيت)، بعد 3 ساعات جرى خلالها بحث الحادثة في بلدة مجدل شمس بالجولان المحتل.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن مجلس الوزراء فوض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت باتخاذ قرارات الرد الإسرائيلي في لبنان، فيما امتنع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المتطرفين عن التصويت.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “المجلس الوزاري المصغر حدد الهدف الذي ستتم مهاجمته في لبنان، والتقديرات أن يكون محدودا لكن بتأثير قوي”.
وكانت قد رجحت القناة 13 الإسرائيلية في وقت سابق اليوم الأحد، ثلاثة سيناريوهات للرد الإسرائيلي المحتمل على “قصف حزب الله” بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
وتستعد إسرائيل لتوجيه “ضربة موجعة” لحزب الله اللبناني مع الحرص على “عدم الانجرار لحرب إقليمية واسعة” قد تنجر إليها إيران، بحسبما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية.
وتوعد رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، الذي اختصر زيارة يقوم بها للولايات المتحدة للعودة مبكرا إلى إسرائيل، بأن “إسرائيل لن تدع هذا الهجوم يمر دون رد، وحزب الله سيدفع ثمنا باهظا لم يسبق أن دفعه من قبل”.
فيما أجرى وزير الدفاع يوآف غالانت جولة ميدانية في مكان سقوط الصاروخ في مجدل شمس، وقال إن “حزب الله هو المسؤول عن إطلاق الصاروخ تجاه بلدة مجدل شمس، وسيدفع الثمن”.
ونفى “حزب الله” مسؤوليته عن الهجوم على قرية مجدل شمس الذي أوقع أكبر عدد من القتلى سواء في إسرائيل أو في الأراضي التي ضمتها إليها وذلك منذ أن أشعل هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل فتيل الحرب في غزة. وامتد هذا الصراع إلى جبهات متعددة وهو الآن ينذر بالتحول إلى صراع أوسع في المنطقة.
وقصفت طائرات إسرائيلية أهدافا في جنوب لبنان خلال النهار لكن من المتوقع أن يكون هناك رد أقوى عقب الاجتماع الأمني في تل أبيب الذي دعا إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد عودته من زيارة لواشنطن.
وتوعدت إسرائيل بالرد على حزب الله.
كما حمّل البيت الأبيض حزب الله مسؤولية الهجوم على مجدل شمس اليوم الأحد. وقال في بيان “هذا الهجوم نفذه حزب الله اللبناني. إنه صاروخ تابع لهم انطلق من منطقة يسيطرون عليها”.
وأضاف أن واشنطن تجري محادثات مع مسؤولين إسرائيليين ولبنانيين منذ هجوم أمس السبت الذي ندد به ووصفه بأنه “مروع” وذكر أن الولايات المتحدة تعمل على إيجاد حل دبلوماسي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكنها لا تريد مزيدا من التصعيد في الصراع الذي يشهد تبادلا يوميا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على طول الحدود.
وعبرت بريطانيا عن قلقها إزاء تفاقم التصعيد، بينما قالت مصر إن الهجوم قد يؤدي إلى “انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة”.
في غضون ذلك، تجمعت آلاف العائلات لحضور جنازات قتلى الهجوم في مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها في خطوة لم تعترف بها معظم الدول.
وأحاط المشيعون، الذين كان العديد منهم يضع العمامة الدرزية التقليدية ذات اللونين الأبيض والأحمر على رأسه، بالنعوش في أثناء الجنازة.
وقال دولان أبو صالح رئيس المجلس المحلي لمجدل شمس في تصريحات بثها التلفزيون الإسرائيلي “مأساة ثقيلة، يوم أسود وقع على مجدل شمس”.
وكان حزب الله قد أعلن في البداية أنه أطلق صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان، لكنه نفى تورطه في الهجوم على مجدل شمس، قائلا “لا علاقة للمقاومة الإسلامية بالحادث على الإطلاق، وتنفي نفيا قاطعا كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص”.
* إسرائيل: الصاروخ إيراني الصنع
لكن إسرائيل قالت إن الصاروخ إيراني الصنع وإنه أُطلق من منطقة تقع شمالي قرية شبعا في جنوب لبنان، واتهمت جماعة حزب الله بشن الهجوم.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الفتية والأطفال القتلى في الهجوم مواطنين إسرائيليين، لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين توعدوا بالرد على الهجوم.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان “الصاروخ الذي قتل أولادنا وبناتنا كان صاروخا إيرانيا وحزب الله هو التنظيم الإرهابي الوحيد الذي يمتلك مثل هذه الصواريخ في ترسانته”.
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن حزب الله في حالة استنفار شديد وبادر بإخلاء بعض المواقع المهمة في جنوب لبنان وسهل البقاع شرقي البلاد تحسبا لهجوم إسرائيلي.
في غضون ذلك، ذكرت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية أنها أرجأت وصول بعض الرحلات من مساء اليوم الأحد إلى صباح غد الاثنين دون إبداء أسباب.
وفي مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان التي تبعد نحو 20 كيلومترا من الحدود، استمر المصطافون في الذهاب إلى الشواطئ.
وقال علي الحسيني الذي يدير متجرا على شاطئ البحر في صور “فيه تخوف من العدو الإسرائيلي إنه يعمل ردة فعل، بس الناس عايشة حياتهم طبيعية”.
وتتبادل القوات الإسرائيلية إطلاق النار منذ أشهر مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، لكن يبدو أن الجانبين يتجنبان التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة، مما قد يجر قوى أخرى للصراع منها الولايات المتحدة وإيران.
لكن ضربة أمس السبت هددت بدفع المواجهة إلى مرحلة أكثر خطورة، وحث مسؤولون بالأمم المتحدة الجانبين على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، محذرين من أن التصعيد “قد يشعل صراعا أوسع نطاقا من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها”.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب لرويترز إن لبنان طلب من الولايات المتحدة حث إسرائيل على ضبط النفس. وأضاف بو حبيب أن واشنطن طلبت من حكومة بلاده نقل رسالة إلى حزب الله لإبداء ضبط النفس أيضا.
* مخاوف من حرب شاملة
حذرت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل اليوم الأحد من مغبة ما وصفته بأي مجازفة جديدة في لبنان.
وقالت وزارة الخارجية السورية إنها تحمّل إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير للوضع في المنطقة” وإن اتهامات إسرائيل لحزب الله زائفة.
وقال دبلوماسيان معنيان بالشأن اللبناني إن كل الجهود مطلوبة الآن لتجنب حرب شاملة.
وأجبر الصراع عشرات الآلاف في كل من لبنان وإسرائيل على مغادرة منازلهم. وأدت ضربات إسرائيلية إلى مقتل نحو 350 من مقاتلي حزب الله في لبنان وأكثر من 100 مدني، منهم مسعفون وأطفال وصحفيون.
وقال الجيش الإسرائيلي بعد هجوم أمس السبت إن عدد القتلى بين المدنيين الذين سقطوا في هجمات حزب الله ارتفع إلى 23 منذ أكتوبر تشرين الأول، بالإضافة إلى 17 جنديا على الأقل.
وحزب الله هو الأقوى ضمن الجماعات المتحالفة مع إيران في الشرق الأوسط. وفتحت الجماعة جبهة ثانية للحرب على إسرائيل بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وشنت جماعات عراقية وجماعة الحوثي اليمنية هجمات على إسرائيل، التي نفذت في وقت سابق من الشهر ضربة كبيرة على ميناء الحديدة على البحر الأحمر ردا على هجوم على تل أبيب أدى لمقتل شخص.
كما تشن حماس هجمات صاروخية على إسرائيل من لبنان، وهو ما تفعله أيضا (الجماعة الإسلامية) السنية اللبنانية.
ويعيش الدروز على جانبي الخط الفاصل بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل بالإضافة إلى هضبة الجولان وسوريا. ورغم انخراط بعضهم في الجيش الإسرائيلي وتعاطفهم مع إسرائيل، يشعر كثيرون منهم بالتهميش هناك كما يرفض بعضهم حمل الجنسية الإسرائيلية.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم