مع استمرار التهديدات والدعوات للهجوم على لبنان عقب تحميل حزب الله مسؤولية الهجوم على بلدة مجدل شمس السبت الماضي، بدأت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال سلسلة استعدادات لسيناريوهات مختلفة بالتنسيق مع شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة وسلاح الجو، فيما تقرر زيادة عدد الطائرات الحربية التي تحلّق في سماء الشمال، وإبقاء عشرات الطائرات المقاتلة في حالة استنفار، حسبما ذكر المحلل العسكري في موقع «واللا» أمير بوحبوط. وتشمل سيناريوهات الجيش الإسرائيلي شن هجوم واسع ضد أهداف لحزب الله في لبنان بشكل غير مألوف ومختلف عن الغارات منذ بداية الحرب، كما لفت بوحبوط إلى أن جيش الاحتلال يستعد أيضاً لهجوم واسع مضاد يشنه حزب الله بالمقذوفات والصواريخ والطائرات المُسيّرة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.وكان اللواء (احتياط) يسرائيل زيف، القائد الأسبق لشعبة العمليات، أكثر وضوحاً في دعوته لاستغلال الحادثة من أجل «إلزام حزب الله بقبول وقف إطلاق النار والمفاوضات، بناءً على قرار مجلس الأمن الرقم 1701». ورأى أن تل أبيب حصلت على فرصة استراتيجية للفصل بين الجبهات، مطالباً بـ«استغلال الفهم الأميركي لأحقية إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والاستعانة بالأميركيين تحسباً لقبول حزب الله الذهاب إلى تسوية سياسية عقب تلقيه الضربات».
بدوره، رأى المحلل العسكري في «هآرتس» عاموس هرئيل أن «تبادل الضربات المقبل سيحسم ما إذا توجد هناك نقطة تحول في الحرب، تضع الجبهة الشمالية في المركز، أم أنه تصعيد آخر سيكون بالإمكان احتواؤه من تغيير اتجاه الحرب بشكل كبير». وأشار إلى «وجود فجوة بين الخطاب العلني الإسرائيلي المتشدد في أعقاب مقتل الأطفال في الجولان والسياسة الفعلية المتبعة». فقد هدّد المسؤولون الإسرائيليون في اليومين الأخيرين بأن «حزب الله سيدفع ثمناً بالغاً لقاء ما فعله، ومن الجهة الأخرى يعي كثيرون من هؤلاء القيود التي ستصطدم بها عملية الجيش الإسرائيلي العسكرية، ومنها تأخير الولايات المتحدة للذخيرة الجوية، العبء على الجنود النظاميين وفي الاحتياط وصعوبة اجتياح بري لجنوب لبنان». فيما أبدى القائد الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» تامير هيمان قناعته بأن الطريقة الأمثل للرد يجب أن تكون عبر هجمات بأساليب متنوعة وضد أكبر عدد من الأهداف، وتفعيل ما وصفها بـ«المفاجآت الاستراتيجية» التي لا يتعين اللجوء إليها سوى لتحقيق الحد الأقصى من الإنجاز العسكري.
ودعت صحيفة «معاريف» العبرية إلى النظر إلى حادث مجدل شمس «باعتباره فرصة استراتيجية لتغيير ترتيب الأولويات الإسرائيلية في الساحة الشمالية».
تدابير احترازية
في الأثناء، اتُّخذت في إسرائيل سلسلة تدابير احترازية تحسباً للأسوأ. ولم يقتصر إلغاء أو تأخير شركات طيران عالمية رحلاتها على لبنان فحسب؛ إذ ألغت «لوفتهنزا» الألمانية والخطوط النمسَوية رحلاتهما إلى مطار «بن غوريون» في تل أبيب. كما أعلنت «قطارات إسرائيل» أنه بدءاً من منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء وحتى الرابعة فجر الأحد المقبل، ستتوقف مؤقتاً حركة القطارات من محطات «نهريا»، «كرمئيل»، عكا و«أح يهود» و«كريات موتسكين»، و«كريات حايم»، و«حوتسوت همفراتس» في خليج حيفا، إضافة إلى توقف الرحلات من حيفا إلى المحطّات المذكورة في شمالي فلسطين المحتلة. وفي وقتٍ سابق، أعلنت جامعة حيفا توقف العمل في الطبقة السادسة من مبنى «أشكول» في حرمها، وصولاً إلى الطبقة الأخيرة، وطلبت من موظفيها متابعة عملهم عن بُعد.
ورغم أنه لم تصدر تعليمات خاصة من قيادة الجبهة الداخلية، طلبت عدّة مجالس محليّة في مستوطنات الشمال خصوصاً تلك القريبة من الحدود في الجليل والجولان، من سكانها البقاء بالقرب من الأماكن المحصّنة وعدم التجمهر والتزام التعليمات التي قد تصدر في وقت لاحق عن قيادة «الجبهة».
ميدانياً، واصل حزب الله عمليات المساندة والردع. ففي إطار الرد على الاعتداء والاغتيال اللذين نفّذهما العدو الإسرائيلي في بلدة شقرا، قصف حزب الله موقع البغدادي بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما استهدف موقع العباد ودشمه وتجهيزاته التجسسية، والتجهيزات التجسسية في موقع حدب يارين، إضافة إلى استهداف تجمع لجنود العدو في محيط موقع الراهب، وتموضع لهم في الموقع نفسه.
وفي إطار مساندة المقاومة في غزة، استهدف حزب الله منظومة فنية تجسسية تمّ تثبيتها أخيراً في موقع المالكية، والتجهيزات الفنية المستحدثة التي تمّ تثبيتها أخيراً في تلة الكرنتينا، ما أدى إلى تدميرها.
وبعد مراقبة ومتابعة لقوات العدو الإسرائيلي في موقع الراهب، كمن مقاتلو حزب الله لدبابة ميركافا، وعند وصولها إلى دائرة نيرانهم استهدفوها بصاروخ موجّه وأصابوها إصابة مباشرة.
ونعى حزب الله أمس الشهيدين عباس فادي حجازي من بلدة مجدل سلم، وعباس محمد سلامي من بلدة خربة سلم وسكان بلدة شقرا في جنوب لبنان.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية